نجح الاتحاد المغربي لكرة القدم في كسب معركة كروية جديدة، تمثلت في تأهيل اللاعب الشاب أنس صلاح الدين، البالغ من العمر 22 عامًا، ليصبح قانونيًا قادرًا على تمثيل المنتخب المغربي بدلًا من المنتخب الهولندي، وذلك بعد حصوله رسميًا على الجواز الرياضي من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وكانت المغرب وهولندا في صراع مفتوح على هذه الموهبة الصاعدة، كما حدث في مواجهات سابقة بين الطرفين بشأن استقطاب العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية، إلا أن الكفة تميل باستمرار نحو المغرب، الذي نجح في استقطاب عدد كبير من الأسماء المميزة، حارمًا الكرة الهولندية من مواهب لامعة، أبرزها النجمان حكيم زياش ونصير مزراوي.
موقع “ـ elkora.ma” تواصل مباشرة مع أنس صلاح الدين بعد قرار تأهيله رسميًا، حيث عبّر اللاعب عن سعادته الكبيرة بهذا القرار، مؤكّدًا استعداده للالتحاق بمعسكر “أسود الأطلس” المقبل.
وتزامن إعلان تأهيل صلاح الدين مع انتصار ساحق لفريقه أيندهوفن على نابولي بنتيجة 6-2 في دوري أبطال أوروبا، وهي مباراة شهدت تألقًا مغربيًا لافتًا من زميليه صابيري ودريوش اللذين سجلا هدفين من أصل الستة.
هذا الحضور المغربي اللافت لم يمر مرور الكرام، إذ قرر وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، استدعاء أنس صلاح الدين فورًا، اقتناعًا منه بالموهبة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب، وما يمكن أن يضيفه لتشكيلة الأسود في نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة.
وينتظر أن يشكل اللاعب الجديد منافسة قوية لعدد من الأسماء في مركز الظهير الأيسر، وعلى رأسهم يوسف بلعمري لاعب الرجاء الرياضي، وسفيان الكرواني لاعب أوتريخت الهولندي.
شهدت الفترة الماضية صراعًا خفيًا ومفتوحًا بين الاتحادين المغربي والهولندي حول اللاعب أنس صلاح الدين، الذي سبق له تمثيل المنتخبات الهولندية في مختلف الفئات العمرية. وكان ضمن صفوف منتخب الشباب الهولندي مطلع العام الحالي.
لكن بمجرد تلقيه اتصالًا مباشرًا من وليد الركراكي، الذي اجتمع به رفقة وكيل أعماله، بدأ اللاعب في تغيير موقفه، خاصة بعد اقتناعه الكبير بالمشروع الكروي المغربي الطموح.
وفور علم الاتحاد الهولندي بمفاوضات المغرب، حاول الأخير إغراء اللاعب بالانضمام إلى تشكيلة الطواحين للمشاركة في تصفيات كأس العالم، لكن صلاح الدين فضّل طلب مهلة للتفكير، حيث كان في المراحل الأخيرة من استكمال الإجراءات الخاصة بجواز السفر المغربي الرياضي.
وبحسب مصادر “ـ elkora.ma”، فإن الاتحاد المغربي لكرة القدم رفع من وتيرة العمل في هذا الملف، حيث تحرك كشافوه الموجودون في هولندا، وأكملوا كافة التفاصيل الإدارية اللازمة، ليكون صلاح الدين مؤهلاً رسميًا لتمثيل المغرب، في خطوة تُعد إعلانًا نهائيًا من اللاعب عن اختياره اللعب لأسود الأطلس.
رغم أن وليد الركراكي نجح مؤخرًا في ضم اللاعب سفيان الكرواني من الدوري الهولندي، والذي تألق في مباراة المغرب الأخيرة أمام الكونغو ضمن تصفيات كأس العالم، إلا أن رغبته في ضم أنس صلاح الدين لم تتراجع، بل ازداد إصراره على متابعته عن قرب منذ الموسم الماضي، حين كان اللاعب في صفوف نادي روما الإيطالي.
وجاء هذا التوجه من الركراكي بسبب حاجته لتأمين مركز الظهير الأيسر، الذي عانى من أزمة في كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، بعد إصابة نصير مزراوي. لذا يرى الركراكي في صلاح الدين لاعبًا نادرًا وقادرًا على شغل هذا المركز باقتدار، ما يخفف من قلق الجهاز الفني ويعزز الخيارات التكتيكية.
ويتميز أنس صلاح الدين، الذي نشأ في أكاديمية أياكس أمستردام، وانتقل الصيف الماضي إلى الغريم التقليدي بي إس في أيندهوفن، بصلابته الدفاعية وذكائه في قراءة مجريات اللعب، فضلًا عن سرعته الكبيرة في التحولات الهجومية، وهي صفات يفضلها المدرب وليد الركراكي في لاعبي الأروقة.
ورغم قوة المنافسة في مركزه، حيث يتواجد فيه كل من نصير مزراوي وسفيان الكرواني، بالإضافة إلى يوسف بلعمري، إلا أن أنس صلاح الدين بات مرشحًا بقوة للظهور في القائمة النهائية لبطولة كأس أمم إفريقيا المقبلة، بالنظر إلى الأداء العالي الذي يقدمه رفقة ناديه في الدوري الهولندي ودوري أبطال أوروبا.
يُعد هذا النجاح الجديد امتدادًا لسلسلة طويلة من الصراعات بين المغرب وهولندا على ضم اللاعبين مزدوجي الجنسية، وهي معركة متواصلة داخل أروقة الفيفا ومع وكلاء الأعمال.
وبينما نجحت هولندا سابقًا في ضم عدد من اللاعبين المغاربة البارزين، مثل إبراهيم أفلاي، خالد بولحروز، عزيز بو شيبة، أنور الغازي، وإسماعيل العيساتي، فإن المغرب بدوره حقق انتصارات نوعية بعد استقطاب حكيم زياش، في خطوة وُصفت بأنها ضربة قوية للكرة الهولندية.
وتوالت الانتصارات المغربية بضم كل من نصير مزراوي، سفيان الكرواني، كريم الأحمدي، والمهاجم منير الحمداوي، وصولًا إلى أنس صلاح الدين.
ويعكس هذا التحول ميل الكفة لصالح المغرب خلال السنوات الأخيرة، بفضل المشروع الكروي الطموح الذي تبناه الاتحاد المغربي لكرة القدم، والطفرة الكبيرة التي شهدتها المنتخبات الوطنية، خاصة بعد التألق في بطولة كأس العالم الأخيرة، والتتويجات المتعددة على مستوى الناشئين والشباب.
ولا يزال الصراع مستمرًا على العديد من المواهب الشابة من أصول مغربية المقيمة في أوروبا، حيث جند الاتحاد المغربي شبكة موسعة من الكشافين والمنقبين في هولندا وغيرها من الدول الأوروبية، من أجل إقناع هذه المواهب باختيار القميص المغربي.
بانضمام أنس صلاح الدين إلى كتيبة “أسود الأطلس”، يواصل المغرب تعزيز صفوفه بأسماء شابة وواعدة قادرة على حمل الراية في الاستحقاقات المقبلة، وتحديدًا في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، مع تأكيد جديد على أن المشروع الرياضي المغربي لم يعد يكتفي بالمنافسة، بل بات يفرض نفسه بقوة على الساحة القارية والدولية.