يعد اللاعب إسماعيل باعوف، أحد اكتشافات مونديال تشيلي مع منتخب الشباب المغربي٬ بعدما ساهم بقوة في حصد اللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخ الأسود.
وحصل باعوف الذي يلعب في مركز الدفاع حصل على رقم غير مسبوق، إذ لم تتم مراوغته قط على امتداد المونديال٬ ليتواجد ضمن التشكيل المثالي ويحظى باهتمام خاص من وليد الركراكي، مدرب المنتخب الأول الذي وضعه ضمن قائمة الأسود الموسعة لمعسكر نوفمبر/تشرين الأول المقبل.
إسماعيل باعوف تحدث لـ elkora.ma عن ذكرياته في تشيلي، وكيف كانت مشاعره وهو يحظى رفقة باقي زملائه باستقبال ملكي وجماهيري تاريخي٬ مثلما حظي باستقبال خاص لدى عودته لناديه كومبورج الهولندي، وكذلك مقاومة إغراءات اللعب لمنتخب بلجيكا .
هل يمكنك أن تعود بنا لشريط الأحداث والتتويج العالمي؟
كان إنجازا لا يمكن تصوره٬ أن يكون المغرب بطلا للعالم فهذا وحده يلخص قيمة الإنجاز وما حصلنا عليه.
لقد كان الأمر أشبه بحلم جميل تطلب منا جميعنا بعض الوقت كي نستيقظ منه ونستوعب الذي حدث٬ لم يكن سهلا قهر مدارس مثل البرازيل والأرجنتين ملوك الكرة اللاتينية وفرنسا مع إسبانيا أوروبيا.
المنتخب المغرب استحق التتويج بلغة الأرقام ونال تقدير العالم.
هل توقعتم بلوغ هذا المجد وبهذه الكيفية؟
قد لا يصدق البعض هذا الذي سأسرده لكنه الواقع: لقد تواعدنا مع مدربنا محمد وهبي بعد أن ضاع منا اللقب الأفريقي في مصر على أن يكون التعويض في تشيلي. راودتنا ثقة غريبة وكان التفاؤل الكبير يسيطر علينا وبعد أن أطحنا بإسبانيا في أول مباراة عرفنا أن الطريق سيكون ممهدا.
لقد هزمتم عمالقة الكرة.. هل سيسهم ذلك في رفع قيمة الكرة المغربية؟
الكرة المغربية وجدت لها مكانا ضمن خانة الكبار منذ سنوات، ولم تكن بحاجة لمحطة تشيلي لتثبت ذلك.
لقد كان إنجاز منتخب الأسود في قطر ملهما لنا مثلما كان خطاب رئيس اتحاد الكرة محفزا.. هذا الجيل كسر كل الحواجز واحترامنا للخصوم لا يعني أن ننحني أمامهم هكذا كان شعارنا.
كنت مميزا ونلت إشادات هائلة قادت الركراكي لضمك لقائمة الأسود.. كيف ترى ذلك؟
للتوضيح فقط٬ فمن نقاط قوة وأسرار نجاح هذا المنتخب أنه لا أحد منا كان يبحث عن مجد فردي أو أرقام تهمه لوحده.
لقد لعبنا ككتلة واحدة وبروح المجموعة وهذا ما كان سببا في النتائج الهائلة التي حصلنا عليها.
هذه الروح انعكست دون أي شك على أداء الأفراد وشخصيا بقدر سعادتي لما وقعت عليه في هذا المونديال، إلا أن الفخر كله كان سببه العودة بالكأس للمغرب.
Getty Images
نلتم استقبالا تاريخيا لا يناله إلا العظام.. كيف تفاعلت مع الحدث؟
سيظل كل الذي حدث في ذلك اليوم في الذاكرة ومطبوعا فيها ولن يزول.. لقد حضرت أسر اللاعبين وكان الاستقبال الملكي عنوانا لها كي تفخر بصغارها.
استقبال الجماهير المغربية لنا أيضا، وبتلك الحشود أشعرنا بقيمتنا وهذا يزيد من ثقل المسؤولية ويطوقنا بها مستقبلا.
شخصيا أضع هذه اللحظات التاريخية والخالدة ضمن خانة مجيدة وفريدة سأرويها لصغاري مستقبلا بمشيئة الله تعالى، لذلك لم أندم إطلاقا على تمثيل بلدي الأصلي لأنه كان القرار الحكيم والمثالي.
على ذكر ما قلته.. حدثنا عن الضغوطات التي تعرضت لها للعب لبلجيكا؟
ولو أن هذا من الماضي ولا أود العودة لهذا الموضوع٬ إلا أن موقفي كان ثابتا منذ اللحظة الأولى وهو اللعب للمغرب.
صحيح كانت هنالك إغراءات لتمثيل بلجيكا إلا أني رفقة أسرتي رفضناها بالمطلق.
اخترت ترك أندرلخت والانتقال لنادي كونبورج الهولندي لأني رفضت الرضوخ لضغط عدم حضور المونديال مع بلدي وكان الخيار موفقا واليوم العروض تنهال علي ولست متعجلا لقبولها.
ماذا يعني لك أن تنتقل للعب مع الأسود؟
لست متعجلا مثلما قلت٬ لقد حققت حلمي الأول وهو التتويج مع منتخب المغرب للشباب في مونديال تشيلي وحلمي الأكبر أن أحضر مونديال أمريكا مع الكبار. فلطالما كان اللعب للأسود هو حلمي وحلم الأسرة وأنا أقدر وأحترم اختيارات المدرب وليد الركراكي ومتى طلبني ووجه لي بطاقة الدعوة سيجدني حاضرا بمشيئة الله تعالى.
حاليا أحاول استغلال الفترة السعيدة التي عشتها للاحتفال وتقديم الإضافة التي ينتظرها مني النادي.
