تعرف على أكاديمية أسباير صانعة نجوم الغد في قطر

فوز المنتخب القطري بأمم آسيا لكرة القدم كان أحد إنجازات أكاديمية أسباير، المعز علي وبسام الراوي ونائب مدير عام الأكاديمية يكشفون لـDW عربية بعض أسرار أسباير ووصفة نجاحاتها.

قبل أربع سنوات فقط، فجر المنتخب القطري لكرة اليد مفاجأة من العيار الثقيل عندما انتزع مركز وصيف البطل في بطولة العالم لكرة اليد التي استضافتها بلاده ليترك بصمة رائعة على الساحة الدولية بعدما اقتحم عالم الكبار في هذه اللعبة ذات الشعبية الطاغية. وفاجأت قطر العالم بجيل نجح في إحراج بطل العالم فرنسا ومجاراة أكبر المنتخبات العالمية

قطر قدمت أيضا للعالم معتز برشم والذي أصبح بطلا للعالم وبطلا أولمبيا يحطم الرقم تلو الآخر في المحافل الدولية في لعبة القفز بالزانة .

ومنذ نحو شهر توج منتخب قطر بلقب كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم، وللمرة الأولى في تاريخه في مفاجأة مدوية من العيار الثقيل خاصة وأنه لعب بدون جمهور وواجه “مضايقات” من قبل الإمارات مستضيفة البطولة على خلفية الخلافات السياسية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارة الخليجية.

هذه الإنجازات طرحت تساؤلات حول أسرار هذه النجاحات وظهر اسم أكاديمية أسباير القطرية على السطح بوصفها عراب هذه النجاحات والإنجازات، خاصة وأن معظم لاعبي فريق كرة اليد ومنتخب الكرة والرياضات الفردية مثل ألعاب القوى تخرجوا من هذه الأكاديمية.

نبذة عن أسباير

تأسست الأكاديمية الرياضية الرائدة عالمياً عام 2004 وبتوجيه مباشر من حكام قطر. وتتخذ من العاصمة الدوحة مقراً لها، وهي تهدف إلى رفع وتطوير مستوى لاعبي ومنتخبات “العنابي” في الألعاب المختلفة سواءً كانت فردية أو جماعية، ولا يقتصر نشاطها على كرة القدم فحسب.

وأحد الأمثلة الناجحة للأكاديمية هو المعز علي صاحب الأصول السودانية الذي أصبح أيقونة منتخب قطر الفائز بكأس آسيا، وفتح اللاعب شهية أندية أوروبية كبيرة لضمه بعد تألقه في البطولة.

انتقل المعز علي إلى فريق لخويا القطري في 2013، وقضى فيه موسماً واحداً قبل أن يبدأ رحلة احترافه الأوروبية، وكانت البداية في فريق يوبان البلجيكي الذي قضى فيه موسماً واحداً أيضاً، ثم انتقل لنادي لاسك لينز النمساوي وظل فيه حتى كانون الثاني/يناير 2016 عندها انتقل لكولتورال ليونيسا الإسباني ثم عاد إلى قطر في صيف نفس العام من بوابة فريق الدحيل (لخويا سابقا) الذي يلعب له حتى الآن.

وذكر اللاعب في حديث خاص مع DW عربية بعد تتويجه بأمم آسيا، أنه مدين إلى أكاديمية أسباير بتحقيق هذا الإنجاز. وأضاف “أسباير هي بيتي الأول وفيه تعلمت أبجديات الكرة. والأكاديمية غرست في القيم وعلمتني كيف أتصرف في الحياة ومنحتني فرصة الاحتراف في أندية أوروبية ولولا أسباير لما وصلت إلى هذا المستوى”.

أما بسام الراوي ذو الأصول العراقية فذكر من جانبه أن الأكاديمية منحته شهادة ميلاد جديدة في حياته. وأعترف الراوي في حديثه مع DW عربية، إلى تعرضه إلى بعض المضايقات من العراقيين بسبب إحرازه هدف الفوز لمنتخبه أمام العراق، وهو الهدف الذي مهد لأبواب المجد أمام المنتخب القطري.

ومن الأمثلة الأخرى الناجحة اللاعب أكرم عفيف الذي لعب لعدة أندية أوروبية، واعتبر عودته لقطر بمثابة “دين في رقبته عليه سداده لرد الجميل”.

علي سالم عفيفة: نعمل في صمت ووفق مناهج علمية

من جانبه، ذكر نائب مدير عام أكاديمية أسباير علي سالم عفيفة، أن الأكاديمية تعمل في صمت منذ تأسيسها “وفق استراتيجية واضحة وخطة علمية وهي لا تقتصر على اكتشاف المواهب وإنما أيضا لصقلهم، وتساهم في تكوين شخصية الرياضيين وتعليمهم اللغات الأجنبية وتعلمهم أبجديات السلوك الرياضي النظيف”.

وأضاف عفيفة في حديث خاص مع DW عربية “لقد تسلحنا بالصبر لقطف الثمار وتحملنا الانتقادات لأن الأكاديمية تستنزف أموالا باهظة تدفعها الدولة وهذه الإنجازات تحفزنا لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة وتكوين المزيد من الأبطال”.

الأكاديمية “ستضخ لاعبين آخرين للمونديال”

على صعيد متصل، وصف ماجد الخليفي رئيس تحرير مجلة “استاد الدوحة” الإلكترونية، أكاديمية أسباير بأنها أصبحت “علامة تجارية عالمية” وليس في كرة القدم فحسب، بل في رياضات مختلفة.

وكشف الخليفي بأن الأكاديمية “تعد الآن منتخب الشباب تحضيرا لأولمبياد طوكيو 2020، وهناك ستة لاعبين على الأقل سوف يلتحقون منهم بالنواة الحالية لمنتخب قطر التي ستلعب في مونديال 2022”.

الاستفادة من تجربة اللاعبين الكبار

الأكاديمية استغلت أيضا تواجد بعض اللاعبين الكبار في الأندية القطرية وتعاقدت معهم للاستفادة من خبرتهم، مثل الإسباني راؤول غونزاليس نجم ريال مدريد السابق والأخوين فرانك ورونالد دي بور لاعبي هولندا وتشافي هيرنانديز وباتيستوتا الأرجنتيني.

هل يمكن استنساخ تجربة أسباير عربيا ؟

أثارت تجربة ونجاحات أكاديمية أسباير شهية الدول المجاورة الغنية مثل الإمارات والسعودية، لتأسيس أكاديميات شبيهة، وخاصة بعد فوز المنتخب “العنابي” بكأس أسيا.

وتعالت الأصوات في الصحف الإماراتية بعد أمم أسيا مطالبة بإعادة النظر في السياسات الرياضية والعمل على الاستفادة من المقيمين ومن مواليد الإمارات بهدف تكوين جيل للمستقبل. إلا أن عامل الوقت ربما لا يسعف هذه الدول لأنه من السهل بعث أكاديمية رياضية لكن يجب انتظار سنوات طويلة لقطف ثمارها.

فيما تحتاج دول عربية أخرى لا تشكو من هشاشة في البنية السكانية إلى إمكانيات مادية كبيرة لإنجاح مثل هكذا مشروع رياضي. وهذا ما يجعل مشروع أكاديمية أسباير في قطر مثل “بيضة الديك “الذي قد لا يتكرر إلا مرة واحدة على المدى القريب في العالم العربي.

ظفر الله المؤذن – الدوحة

زر الذهاب إلى الأعلى