2020… سنة رحيل عظماء الساحرة المستديرة

فقد عالم الرياضة العديد من نجوم الساحرة المستديرة خلال عام 2020 وإن كانت الصدمة الأكبر قد تمثلت في نونبر الماضي بإعلان نبأ رحيل أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا.

توفي صاحب “هدف يد الرب” الشهير عن عمر 60 عاما في منزله بمقاطعة بوينوس آيرس الذي انتقل إليه عقب خضوعه لجراحة لإزالة تجمع دموي في المخ في 2 نوفمبر.

ارتدى مارادونا قمصان أندية أرخنتينوس جونيورز الذي استهل معه مشواره في 1976 وبوكا جونيورز الذي اختتم معه مسيرته في 1997، وكذلك نيويلز أولد بويز، كما احترف في أوروبا بصفوف برشلونة لعامين وبعدها نابولي لسبعة أعوام وإشبيلية لعام.

قاد مارادونا منتخب بلاده للتتويج بمونديال 1986 بالمكسيك، لا سيما بعد مباراة ربع النهائي الشهيرة بين الأرجنتين وإنجلترا التي أحرز فيها هدفين أحدهما أثار الجدل كونه سجله بيده، وعندما سئل لاحقا عنه قال إن الهدف جاء بـ”يد الرب”، أما الهدف الثاني فقد اعتبر “هدف القرن” نظرا لأن مارادونا أحرزه بعدما راوغ، تقريبا، كل مدافعي إنجلترا من وسط الملعب وصولا إلى المرمى.

ولحق بمارادونا، الإيطالي باولو روسي أحد أفضل المهاجمين في ثمانينيات القرن الماضي، الذي توفي عن 64 عاما في العاشر من شهر ديسمبر/كانون أول الجاري.

وبعد أن اتخذ خطواته الأولى في الدوري الإيطالي، تألق في فيتشنزا، حيث صعد معه إلى دوري الدرجة الأولى، إلا أن نجمه لمع بين صفوف يوفنتوس كمهاجم فتاك، حتى اعتزل في 1987 في هيلاس فيرونا. تشكلت أسطورة روسي في مونديال 1982 الذي وصل إليه بعد إيقافه لمدة عامين لاتهامه بالتورط في المراهنات.

وبعد بداية سيئة في كأس العالم، تألق في الجزء الثاني من البطولة بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة، وقاد الفريق للتتويج باللقب وحصد جائزة هداف البطولة وأفضل لاعب بالنهائيات. وإلى جانب مارادونا وروسي، رحل في عام 2020، أيضا، العديد من عظماء الكرة، ففي الثامن من ديسمبر توفي أليخاندرو سابيلا عن 66 عاما.

كان سابيلا لاعبَ خط وسط مبدعاً، لعب أكثر من 100 مباراة بقميص ريفر بليت، كما كان من أوائل الأرجنتينيين الذين لعبوا في إنجلترا، أولا في شيفيلد يونايتد ثم في ليدز يونايتد، إلا أن أفضل مراحله كانت مع إستوديانتس الأرجنتيني. وكمدرب قاد سابيلا منتخب الأرجنتين لوصافة مونديال 2014 بالبرازيل.

وفي 14 دجنبر توفي الفرنسي جيرار أولييه، لاعب الوسط ومدرب ليفربول وباريس سان جيرمان وليون السابق، من بين فرق أخرى عن عمر يناهز 73 عاما. اشتهر أولييه كمدرب أكثر منه كلاعب وكان ليفربول أبرز محطاته، حيث قاده منذ عام 1998 حتى عام 2004، كان خلالها 2001 عاما استثنائيا، حيث حصد الريدز تحت قيادته أربعة ألقاب.

كما توفي النجم السنغالي السابق بابا بوبا ديوب، صاحب أول هدف لمنتخب بلاده في المونديال، والذي منحه به الفوز على فرنسا في 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، في 29 نونبر عن عمر 42 عاما.

تسابقت الأندية التي ارتدى لاعب الوسط قمصانها، مثل لانس الفرنسي وفولهام وبورتسموث ووست هام يونايتد وبرمنجهام سيتي في إنجلترا، تسابقت إلى إبداء حزنها وألمها بعد علمها بوفاة ديوب في فرنسا بعد صراع طويل مع المرض.

وشارك ديوب مع الجيل الذهبي لـ”أسود التيرانغا” في المونديال الآسيوي في 2002، حيث حقق هذا الفريق نتائج مبهرة آنذاك، وكان أولها مفاجأته بطل العالم فرنسا بالفوز عليه بهدف نظيف، سجله اللاعب الراحل.

ومن الأجيال القديمة توفي في 20 مارس الماضي أماديو كاريزو أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ الأرجنتين والملقب “بأعظم حارس في العالم”، وكذلك بـ”طرزان” عن عمر 93 عاما عقب مشوار طويل في فريق ريفر بليت والمنتخب الأرجنتيني في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

ودع الأسطورة البرازيلي بيليه كاريزو قائلا: “كاريزو كان نموذجا مميزا للاعب في سنوات كانت بها كرة القدم رياضة لا تحظى بأضواء اليوم”. ومن جانبه ودعه مارادونا قائلا “أستاذي، كنت جارًا لك ومعجبًا معترفًا بإنجازاتك. أخلص التعازي لأقارب دون أماديو كاريزو، أسطورة كرة القدم الأرجنتينية”.

وتوفي جريجوريو “جويو” بنيتو، مدافع ريال مدريد في السبعينيات والثمانينيات، في الثاني من أبريل/نيسان الماضي عن عمر 73 عاما، تاركا إرثا من 13 موسما ارتدى خلالها قميص الفريق الملكي الذي لعب معه 420 مباراة، بالإضافة إلى 22 لقاء مع المنتخب الإسباني.

وقبل أيام من رحيل بنيتو، توفي مدافع إسباني شهير آخر هو خوسيه لويس كابون الظهير الأيسر لأتلتيكو مدريد والمنتخب الإسباني في السبعينيات، والذي رحل عن عمر 72 عاما في 29 مارس الماضي.

وفي 2020 أيضا رحل من المدافعين اللامعين الأرجنتيني سيلفيو مارزويليني، أسطورة بوكا جونيورز والمنتخب الأرجنتيني في مونديالي 1962 و1966، والذي توفي في 17 يوليوز عن عمر 79 عاما.

وكذلك الإنجليزي نوبي ستايلس بطل العالم مع منتخب إنجلترا عام 1966 الذي توفي في 30 أكتوبر الماضي عن 78 عاما.

لعب ستايلس 11 موسما في صفوف مانشستر يونايتد وخاض 28 مباراة مع المنتخب الإنجليزي واشتهر بتمكنه من كبح المهاجم البرتغالي أوزيبيو في نصف نهائي كأس العالم في إنجلترا في عام 1966.

وفي الثامن من ماي توفي الأرجنتيني توماس فيليبي “الترينشي” كارلوفيتش عن 74 عاما بعد تلقيه ضربة في الرأس خلال عملية سرقة. شكل كارلوفيتش أسطورة في كرة القدم الأرجنتينية، ورغم أنه لا يوجد أرشيف له يثبت هذا، فإن شهادة من شاهدوه وهو يلعب جعلته يستحق هذا اللقب.

كما رحل المهاجم الإنجليزي مايكل روبينسون، بطل أوروبا مع ليفربول عام 1984، في 28 أبريل عن 61 عاما، علما بأنه اتجه عقب اعتزاله للإعلام، حيث اشتهر كمعلق رياضي.

ومن مشاهير الكرة الآخرين الذين رحلوا في 2020 يبرز الإسباني خواكين بيرو نجم إنتر ميلان في الستينيات، والصربي رادومير أنتيتش المدرب الوحيد الذي درب ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وحصد ثنائية الدوري وكأس الملك مع “الروخيبلانكوس” عام 1996.

بالإضافة إلى ميجيل جونز، أحد رموز أتلتيكو مدريد في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، والحارس الفرنسي برونو مارتيني، وتوماس بالكاثار المهاجم التاريخي لتشيفاس جوادالاخارا والمنتخب المكسيكي، وجدّ اللاعب “تشيتشاريتو” هرنانديز، ونورمان هانتر رمز ليدز يونايتد وبطل العالم مع إنجلترا عام 1966.

زر الذهاب إلى الأعلى