حقق الهلال فوزًا ثمينًا على مضيفه الاتحاد بنتيجة (2-0)، في مباراة الكلاسيكو التي أقيمت مساء اليوم الجمعة على ملعب الإنماء، ضمن الجولة السادسة من الدوري السعودي للمحترفين.
وكلفت الأخطاء الدفاعية للاتحاد، بقيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الفريق الخسارة، بينما استغل الهلال، تحت إشراف المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، هذه الأخطاء بذكاء ليحسم المباراة لصالحه.
خطة الاتحاد الجريئة
اعتمد كونسيساو على طريقة لعب 4-4-2 “دياموند”، لتعويض غياب الجناح الهولندي ستيفن بيرجوين الذي أثر على خيارات الفريق الهجومية.
هذه الطريقة تهدف إلى منح الظهيرين حرية التقدم للأمام، لشغل الفراغ الناتج عن غياب الجناحين، مع تأمين خط الوسط بلاعبي ارتكاز. واتخذ كونسيساو قرارًا جريئًا باستبعاد الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش، وإشراك حامد الشنقيطي.
وهو قرار أثار جدلًا واسعًا بعد المباراة، بينما في خط الدفاع، لعب ماريو ميتاي كظهير أيسر، وأحمد الجليدان كظهير أيمن، مع دانيلو بيريرا وسعد الموسى في قلب الدفاع.
وفي خط المنتصف، شارك فابينيو كلاعب وسط مدافع، مع نجولو كانتي ومامادو دومبيا كلاعبي ارتكاز، حيث كان دومبيا يتقدم باستمرار لدعم الهجوم.
أما حسام عوار، فقد لعب كصانع ألعاب يميل إلى الجهة اليسرى، مما أضفى مرونة على خط الوسط.
وفي الهجوم، تواجد كريم بنزيما كمهاجم صريح، إلى جانب موسى ديابي الذي كان يميل إلى الجهة اليمنى، مما جعل الطريقة تتحول أحيانًا إلى 4-3-3 صريحة، خاصة عند بناء الهجمات.
تكتيك الهلال
بدأ إنزاجي المباراة بنفس تشكيلة المباراة السابقة ضد الاتفاق، التي انتهت بنتيجة 5-0، مما يعكس ثقته في استقرار الفريق.
ومع ذلك، أجرى تعديلًا جوهريًا لدور البرتغالي روبين نيفيز، الذي عاد إلى الوسط، بدلاً من اللعب كمدافع ثالث بجوار كاليدو كوليبالي وحسان تمبكتي.
كما عاد حمد اليامي إلى مركز الظهير الأيمن، بعد تعافيه من الإصابة، مع استمرار ثيو هيرنانديز كظهير أيسر أمام الحارس المغربي ياسين بونو، الذي قدم أداءً مميزًا في الحفاظ على شباكه نظيفة.
وفي خط الوسط، تواجد ناصر الدوسري على الجهة اليسرى، وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش على الجهة اليمنى إلى جانب نيفيز، مع تعليمات واضحة للأخير بالتقدم لدعم الهجوم.
وفي المقدمة، لعب ماركوس ليوناردو كمهاجم صريح، مع داروين نونيز كمهاجم متأخر على يساره، ومالكوم كجناح أيمن، مما منح الهلال مرونة هجومية كبيرة.
أخطاء قاتلة
كان الهدف الأساسي لخطة الاتحاد هو منح الظهيرين حرية التقدم لتعويض غياب الجناحين، مع تطبيق ضغط مرتفع في الثلث الأول من ملعب الهلال. شارك في الضغط ثلاثي الهجوم، لاعبا الارتكاز، وأحد الظهيرين، إلى جانب فابينيو.
لكن هذا التكتيك ترك مساحات واسعة بين خطي الدفاع والوسط، مما جعل الاتحاد عرضة للهجمات المرتدة عند قطع الكرة.
وصل الاتحاد إلى الهجوم بسبعة لاعبين في بعض اللحظات، مع تقدم الظهيرين والجناحين ولاعبي الارتكاز، لكن هذا الاندفاع خلّف فراغات دفاعية خطيرة.
لم تنجح هجمات العميد المنتظمة في اختراق دفاع الهلال، رغم سيطرته على مجريات اللعب في فترات من المباراة. في المقابل، برع الزعيم في استغلال الركلات الركنية، التي أصبحت علامة مميزة في عهد إنزاجي.
وسجل مامادو دومبيا هدفًا عكسيًا في مرماه، ليصبح الهدف رقم 16 للهلال من الركلات الثابتة، منذ بداية الموسم الماضي، بفارق 6 أهداف عن أقرب منافسيه.
وأضاف ماركوس ليوناردو الهدف الثاني، بعد خطأ فادح من حامد الشنقيطي في التعامل مع تسديدة روبين نيفيز.
بدا الشنقيطي غير قادر على التعامل مع الركلات الركنية، حيث يعتمد الهلال على تكتل اللاعبين أمام الحارس لإرباكه، مما أدى إلى أخطاء متكررة. أثارت هذه الأخطاء تساؤلات حول استبعاد رايكوفيتش، الذي يُعرف بقدرته على التعامل مع المباريات الكبيرة.
تعديلات المدربين
بعد الهدف الثاني، حاول كونسيساو إعادة تنظيم خط الوسط، عبر الدفع بأحمد الغامدي بدلاً من سعد الموسى، مع إعادة فابينيو إلى قلب الدفاع بجوار دانيلو بيريرا.
أصبح الوسط مكونًا من كانتي، دومبيا، وعوار، مع الغامدي كجناح أيسر. رد إنزاجي بتحويل طريقة الهلال إلى 5-3-2، مع إشراك محمد كنو بدلاً من ليوناردو، وإعادة نيفيز إلى قلب الدفاع بجوار كوليبالي وتمبكتي.
لاحقًا، أشرك إنزاجي علي لاجامي كمدافع ثالث، مع عودة نيفيز إلى الوسط بعد خروج سافيتش.
ورد كونسيساو بالدفع بصالح الشهري كمهاجم ثانٍ بجوار بنزيما، بدلاً من عوار الذي اختفى في الشوط الثاني، مع إشراك عبدالعزيز البيشي كظهير أيسر بدلاً من ميتاي، على أمل تشكيل جبهة قوية مع الغامدي.
لكن هذه التغييرات لم تُثمر عن تغيير في النتيجة، حيث حافظ الهلال على تنظيمه الدفاعي.
المرتدات
استغل إنزاجي المساحات الواسعة في دفاع الاتحاد، حيث أبقى داروين نونيز في المقدمة مع إعفائه من المهام الدفاعية للاستفادة من الفراغات. واعتمد الهلال على قطع الكرة وإرسال تمريرات طولية مباشرة إلى نونيز، لكن قدرة كانتي الهائلة على الركض، قطع الكرات، وتغطية المساحات، إلى جانب سوء تصرف لاعبي الهلال في بعض اللحظات، قلل فعالية هذه المرتدات، فيما كانت الركلات الركنية هي السلاح الأمثل للهلال.
واستغل الزعيم أخطاء العميد بذكاء، بقيادة إنزاجي الذي أدار المباراة تكتيكيًا بشكل مثالي، بينما يواجه الاتحاد تحديات فنية، تتطلب إعادة تقييم لتحسين الأداء في المباريات القادمة، خاصة في ظل الضغط الجماهيري بعد هذه الخسارة.
