6 مشاكل تُواجه الركراكي في قطر

ويحاول وليد الركراكي تجاوز الأزمات التي تُواجه المنتخب المغربي، حتى يكون “أسود الأطلس” في أتم الجاهزية للبصم على مشاركة جيدة في هذا العرس الكروي العالمي، حيث أن مهمة “الأسود” لن تكون سهلة في مجموعة تضم منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا.

واستنادًا إلى معطيات حصرية لموقع “ELKORA.MA“، فهناك 6 إشكالات كبيرة تُواجه الركراكي قبل أيام من انطلاق كأس العالم قطر 2022، سنستعرضها في التقرير التالي:

انعدام الخبرة

تضم  تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم عددا كبيرا من اللاعبين، الذين يخوضون نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في مسارهم الكروي، حيث إن هناك عناصر قليلة فقط والتي سبق لها أن شاركت في المونديال الأخير بروسيا، ويتعلق الأمر بكل من رومان سايس، ياسين بونو، أحمد رضا التكناوتي، منير المحمدي، أشرف حكيمي،  يوسف النصيري، حكيم زياش، وسفيان أمرابط، في حين أن باقي العناصر لم تختبر منافسات البطولة.

كما أن وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، يفتقد هو الآخر للخبرة في كأس العالم، حيث تعد هذه أول مشاركة له في محفل دولي كمدرب، إذ سبق وأن قاد نادي الدحيل القطري وعدة فرق وطنية، أبرزها الوداد الرياضي الذي توج رفقته الموسم الماضي بلقبي دوري أبطال إفريقيا والبطولة الوطنية.

لعنة الإصابات

يواجه الناخب الوطني الركراكي إكراها متمثلا في إصابة مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني، ومن بينهم أمين حارث، متوسط ميدان نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، بالإضافة إلى إصابة زكرياء أبو خلال، هذا الأخير الذي لن يتماثل للشفاء بشكل تام، ومستبعد أن يخوض أولى مباريات “الأسود”، الأربعاء المقبل، ضد منتخب كرواتيا، في حين تم الحسم في غياب اللاعب أمين حارث عن المونديال.

ويوجد عدد من اللاعبين الذين لم يستعيدوا بعد عافيتهم رفقة المنتخب المغربي، حيث إنهم عائدون من الإصابة، من بينهم سفيان بوفال، عز الدين أوناحي، ونايف أكرد، وعدد من العناصر التي غابت في الفترة الماضية.

كما وجد الركراكي نفسه في مأزق، قبل أيام قليلة من انطلاق العرس الكروي العالمي، من أجل الحسم في التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها أولى مباريات المونديال.

ضيق الوقت

اعتلى الركراكي كرسي الإدارة التقنية للمنتخب الوطني بشكل رسمي في 31 غشت الماضي، خلفا للبوسني وحيد خليلوزيتش، أي قبل ثلاثة أشهر فقط من انطلاق بطولة كأس العالم.

ومن أبرز الرهانات التي تواجه الركراكي في المونديال، العامل الزمني، ونقص تحضيرات المنتخب المغربي، إذ اكتفى بخوض مباراتين وديتين فقط، ويتعلق الأمر بمنازلته لكل من الشيلي والباراغواي، وسيجري نزالا، غدا الخميس، ضد منتخب جورجيا.

كما أن الناخب الوطني لم يشرف على التصفيات الأخيرة لـ “الأسود” أو حتى المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون.

واجتمع الركراكي بلاعبي المنتخب الوطني في ظرف زمني جد قصير، وهو الإكراه الأبرز الذي يعانيه، وحاول بشتى الطرق تجاوزه من خلال ربط عدد من الاتصالات مع اللاعبين عن بعد.

كثرة النجوم

منذ سنوات كثيرة كان المنتخب المغربي يفتقد لعدد كبير من النجوم الذين يمارسون في الساحة العالمية، كما أنه لأول مرة بلغت القيمة التسويقية للاعبي المنتخب الوطني ما يناهز 232 مليار سنتيم، وهي قيمة جد مرتفعة.

وأصبح المنتخب المغربي يزخر بلاعبين يعدون نجوما ويمارسون في أقوى الأندية العالمية، وهو أمر جد صعب يواجه المدرب الركراكي، إذ سيرغب في جبر خواطر أغلب اللاعبين، من خلال الاعتماد عليهم في التشكيلة الأساسية في مباريات كأس العالم.

ومن شأن تغييب عدد من الأسماء أو الاحتفاظ بها في كرسي البدلاء، أن يشكل توترا بين الركراكي وهاته العناصر، إذ رغم أن الجميع مقتنع بكون رسمية كل من بونو وحكيمي ومزراوي وزياش وأمرابط وسايس لا غبار عليها في صفوف “الأسود”، تبقى هناك أسماء كثيرة تتصارع على ضمان رسميتها، سيما في خط وسط الميدان الهجومي، وخط الهجوم، وهو الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا أمام الركراكي.

القرعة القاسية

لم تكن قرعة مونديال قطر 2022 رحيمة بالمنتخب الوطني، حيث وضعته أمام أقوى وأعتد المنتخبات العالمية، ومن بينها المنتخب البلجيكي والذي يعد الأقوى على الصعيد العالمي في الفترة الحالية، بسبب العناصر التي يتوفر عليها وبقيادة مدرب محنك هو روبيرتو مارتينيز. في حين أن القرعة ذاتها وضعت “الأسود” في مواجهة المنتخب الكرواتي، وهو وصيف بطل كأس العالم في النسخة الماضية بروسيا سنة 2018، ويتوفر على لاعبين ممتازين ومجربين، من أبرزهم لوكا مودريتش، نجم نادي ريال مدريد الإسباني.

كما أن مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الكندي لن تكون سهلة أيضا، بحكم أن الأخير استعد للمونديال بشكل كبير، ويستمر في تطبيق استراتيجية عمل مفادها خلق منتخب قوي قادر على بلوغ المربع الذهبي في كأس العالم 2026، التي ستجرى على أراضيه، وبالتالي فإن النسخة الحالية من البطولة بقطر تعد بروفة مناسبة من أجل إثبات ذاته.

الركراكي مطالب بمنازلة منتخبات قوية في دور المجموعات، والأكثر من هذا فإنه مطالب بالإبقاء على حظوظ المنتخب الوطني إلى غاية الجولة الثالثة، وتفادي تكبد هزيمتين ضد كرواتيا وبلجيكا.

شبح خليلوزيتتش

مباشرة بعد تعيين الإطار الوطني وليد الركراكي مدربا لـ “الأسود” خلفا لوحيد خليلوزيتتش، بادر الأخير إلى الحديث عن كون خليفته لم يقدم أي شيء للمنتخب المغربي، وإنما وجد الأرضية مهيأة بشكل كبير له، وأن المدرب البوسني هو من يعود إليه الفضل في خلق التشكيلة وإيجاد العناصر المواتية، وأي إنجاز مستقبلي سيكون من نصيبه وليس للركراكي.

تصريحات وحيد التي أطلقها وقلل من شأن الركراكي في أكثر مناسبة، وبكونه الأحق بقيادة “الأسود” في المونديال، خلقت لدى الركراكي تحديا كبيرا من أجل تحقيق إنجاز في كأس العالم بقطر، كما اعتبر حسب مقربين من الناخب الوطني الحالي، أن خاليلوزيتش يحاول استفزاز العناصر الوطنية، بعدما لم يستسغ طريق الاستغناء عنه، وبالتالي قرر أن لا يعير لها أي اهتمام.

ويرى الكثيرون على أن شبح خاليلوزيتش سيطارد الركراكي في المونديال، وأنه في حال عدم تحقيق نتيجة إيجابية، من شأن ذلك أن يفتح الباب أمام وحيد للحديث عن كون الاستغناء عنه لم يكن قرارا صائبا، وفي حال بصم المنتخب الوطني على أداء مشرف في البطولة، فإن خاليلوزيتش سيقول إن ما تم تحقيقه ما هو إلى نتاج ثماره التي زرعها في صفوف المنتخب المغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى