3 حقائق تقود برشلونة إلى تكرار سيناريو 2009 الأسطوري

بدأ برشلونة الإسباني في إيجاد نفسه بعد جملة من النكسات التي رافقته في الأعوام الماضية، وخاصة في بداية الموسم الحالي 2021-22، بعد رحيل أسطورته الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.

 

وبعد بدايته السيئة في الدوري الإسباني هذا الموسم، استعاد البلوغرانا نغمة الفوز، وعاد للإبهار كما عود جماهيره دائماً، أما على الصعيد القاري فأعلن الفريق عن نفسه منافساً جدياً على لقب الدوري الأوروبي لمصالحة جماهيره، بعد الخروج المدوي من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.

مؤشرات تبشّر بمستقبل مميز للعملاق الكتالوني الذي بات يتمتع بقائمة زاخرة باللاعبين الموهوبين من أصحاب الجودة العالية، باستثناء بعض المراكز التي تحتاج إلى تحسينات، تحضيرا للموسم الكروي المقبل 2022-23.

 

التاريخ يعيد نفسه في برشلونة بين 2009 و2022

 

الظروف التي عاشها برشلونة في نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، تشبه كثيراً ما حصل مع الفريق في نهاية موسم 2007-08، حين غادر البرازيلي النجم رونالدينيو أسوار الفريق إلى ميلان الإيطالي، بعد مواسم ناجحة قضاها رفقة اللوس كوليز.

 

وعلى غرار رونالدينيو، شهد الصيف الماضي نهاية القصة الأسطورية لليونيل ميسي مع برشلونة، حيث رحل الأرجنتيني إلى باريس سان جيرمان بعد سنوات صنع فيها المجد داخل قلعة “كامب نو”.

ليونيل ميسي عبّر عن حزنه لمغادرة برشلونة

 

مع نهاية ذلك الموسم أيضا (2007-08)، استغنى النادي عن المدرب الهولندي فرانك رايكارد، واستعان بمدرب شاب لا يملك خبرة تدريبية واسعة، ولم يتجاوز سن الـ 38 عاماً آنذاك، ألا وهو الإسباني بيب غوارديولا الذي أثار تعيينه سخرية الصحف الإسبانية من رئيس البارسا خوان لابورتا.

 

وبعد قرابة الـ14 عاماً على تلك الخطوة التاريخية التي قام بها لابورتا، عاد الرجل ذاته وأقال مدرباً هولندياً هو رونالد كومان، ثم غامر مجدداً وعيّن تشافي هيرنانديز الذي لم يسبق له التدريب في أوروبا، وسلمه الفريق الأول للبلوغرانا.

 

ومن الصدف الجميلة في هذه القصة أن برشلونة ضم في موسم 2006-07 اللاعب الفرنسي السابق تيري هنري من أرسنال الإنجليزي، وشاءت الأقدار أن تُعاد الصفقة مع لاعب جديد من أرسنال؛ هو الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، الذي انضم إلى البارسا مع الرئيس ذاته (لابورتا)، وفي ظروف مشابهة لتلك التي عاشها الفريق الكتالوني حينذاك.

 

هل يستطيع خوان لابورتا أن يعيد بناء فريق أسطوري آخر لبرشلونة؟

 

أحداث تاريخية بشخصيات وأزمنة متشابهة تربط بين عملية بناء برشلونة عامي 2009 و2022، لكن على الرغم من تفاؤل الكتلان بقدرة المجموعة الحالية على إعادة الهيبة للبلوغرانا، فإن المنطق يقول إن إعادة تجميع متطابقة لجيل 2009 مهمة صعبة، إن لم تكن مستحيلة.

 

في جيله الحالي، يملك برشلونة مجموعة من المواهب التي تذكرنا بالخطوات الأولى لهيرنانديز وأندرياس إنييستا وسيرخيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه وغيرهم في “كامب نو”، على غرار بيدرو غونزاليس “بيدري” وغافي بايز ونيكو غونزاليس وأداما ترواري وفيران توريس ورونالد أراوخو، لكنهم يفتقدون القطعة الرئيسية التي توجت جيل 2009 بقدراتها الخارقة؛ ميسي.

مهارة جميلة من بيدري في مباراة برشلونة وأتلتيك بيلباو الأحد الماضي 27 فبراير/ شباط

 

ما يجعل مهمة استنساخ جيل 2009، الذي يصفه مؤرخون بالأسطوري، مستحيلة هو غياب لاعب يملك موهبة بقيمة تلك التي تمتع بها ميسي، وبالطبع، لا يمكن لبديله أنسو فاتي (19 عاما) أن يُسأل عن تلك الأدوار الخارقة التي تكفل اللاعب الأرجنتيني بأدائها مع الفريق، خاصة مع الضغوطات التي تحيط بفاتي والإصابات المتتالية التي يتعرض لها.

 

بعد ثورة 2008، حقق برشلونة السداسية التاريخية عام 2009، وسيطر على كرة القدم الأوروبية لسنوات طويلة بفضل تلك المجموعة المميزة من اللاعبين، وها هو الآن يشرع في بناء فريق قوي يأمل في أن يعيده للقمة، رغم أن المهمة لم تعد سهلة كما كانت قبل 15 عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى