
كأس إفريقيا.. نجوم يخفتُ لمعانها وآخرون يتألقون بشكل مفاجئ
تشكل مسابقة كأس الأمم الأفريقية واحدة من أهم وأبرز الأسواق بالنسبة للأندية الأوروبية الكبيرة، وواجهة عرض لوكلاء اللاعبين والسماسرة، نظرا لما تتمتع به القارة السمراء من خامات شابة واعدة.
وتعد إفريقيا منجما “للقارة العجوز” منذ القدم، حيث استفادت أوروبا من نجوم أفارقة كتبوا صفحات جميلة في الكرة الأوروبية، إذ يكفي ذكر لاعبين؛ مثل صامويل إيتو وديديه دروغبا وقبلهم الغاني عبيدي بيليه، واليوم يتألق السنغالي ساديو ماني والغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، وإدوارد ميندي حارس مرمى تشيلسي المتوج قبل يومين بجائزة أفضل حارس في العالم، وعدد آخر من النجوم الذين نجدهم لعبوا أدوارا رئيسية في أنديتهم الأوروبية.
وقبل انطلاق النسخة الحالية من بطولة كأس أمم أفريقيا 2021، رشّح النقاد وخبراء اللعبة، بعض الأسماء المعروفة لكي تتألق في نسخة الكاميرون، وقبل أن يسدل الستار على فعاليات الدور الأول، حيث يجدر بنا التوقف عند الأسماء التي برزت حتى الآن والأسماء التي اختفت خصوصا أن عدم تألق بعضها شكّل خيبة أمل كبيرة.
أين اختفى الجزائري رياض محرز؟
ومن أبرز اللاعبين الذين رشحهم الخبراء للتألق في الكاميرون 2021، قائد منتخب “الخضر” رياض محرز، النجم الجزائري المتوج مع مانشستر سيتي بلقب البريميرليغ الموسم الماضي، كان محرز وراء فوز منتخب بلاده في النسخة السابقة التي أقيمت في مصر 2019، حيث أحرز بعض الأهداف الحاسمة التي مهدت الطريق نحو التتويج باللقب.
غير أن محرز خفت بريقه (بعد خوضه جولتين) في النسخة الحالية، ولم يكن له تأثير فاعل في خط هجوم “الخضر” الذي لم يسجل أي هدف حتى الآن، وبات منتخب “محاربو الصحراء” مهددا بتوديع المسابقة حال تعثره أمام كوت ديفوار يوم الخميس.
وأمام محرز فرصة لحفظ ماء وجهه وقيادة الجزائر للدور الثاني في حال الفوز على كوت ديفوار، من أجل مواصلة حملة الدفاع عن اللقب. يذكر أن القيمة السوقية الحالية لمحرز تبلغ نحو 48 مليون يورو، بعد أن كانت 60 مليونا قبل جائحة كورونا.
ساديو ماني لم يقدّم الإضافة المطلوبة مع السنغال
نجم آخر متألق في البريميرليغ وهو السنغالي ساديو ماني، هذا اللاعب الذي طرق أبواب الاحتراف في أوروبا وهو لا يمتلك ثمن حذاء، يعدّ اليوم من أغلى اللاعبين في ليفربول.
ولم يظهر ماني بمستواه خلال المباريات الثلاث في الدور الأول، وبدا لاعبا عاديا فلم يقدم الإضافة المرتقبة منه لمصلحة منتخب “أسود التيرنغا”، والهدف الوحيد له ولفريقه كان عبر ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع منحت السنغال فوزا وحيدا وصعبا جدا أمام زيمبابوي، ولكن هل هذا كاف لارضاء الجماهير السنغالية؟
صلاح مع المنتخب “شبح” مقارنة بما يقدّمه مع ليفربول
نجم فريق ليفربول الإنجليزي، قائد منتخب مصر محمد صلاح يثير الجدل وخاصة في الصحافة المحلية المصرية، حيث يتفق معظم المحللين والخبراء بأن صلاح مع المنتخب هو” شبح” مقارنة بما يقدمه صلاح مع ليفربول.
ولم يقدم صلاح خلال أول مباراتين مع منتخب “الفراعنة” ما يشفع له ولسمعته الكبيرة، واكتفى حتى الآن بإحراز هدف الفوز لفريقه في المباراة الثانية أمام غينيا بيساو، بعد أن بدا باهتا وفاقدا للخطورة أمام نيجيريا في المباراة الافتتاحية التي شهدت خسارة الفراعنة 0-1، وأمام صلاح فرصة مثل محرز وماني لتحسين الصورة في الدور الحاسم في الجولة الثالثة (اليوم أمام السودان) ثم في الدور الثاني حال التأهل.
الخزري أبرز نجوم نسور قرطاج
من بين الأسماء التي تألقت في الدور الأول كان وهبي الخزري قائد منتخب “نسور قرطاج”، محترف نادي سانت إيتيان الفرنسي، يخوض الكأس القارية الخامسة في مسيرته. نجح الخزري في امتصاص سهام الانتقادات بعد أن أهدر ركلة جزاء كلفت تونس الخسارة أمام مالي، حين عاد بقوة وأحرز ثنائية في مباراة موريتانيا (4-0)، غير أن الحظ عبس في وجهه ليتعرض لفيروس كورونا؛ ما سيحرمه من اللعب أمام غامبيا في الجولة الثالثة (يوم الخميس).
قوة مغربية ضاربة
قدم منتخب “أسود الأطلس” ترسانة من اللاعبين المحترفين في أوروبا في مقدمتهم أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، والذي وضع بصمته بهدف رائع في مرمى الغابون تغنى به زميله في باريس سان جيرمان كيليان مبابي، لكن النجم الأبرز حتى الآن في صفوف منتخب المغرب، كان سفيان بوفال محترف فريق آنجيه الفرنسي، والذي أحرز هدفين حتى الآن، أولهما كان هدف الفوز في مرمى غانا (1-0).
محمد كامارا مشروع حارس واعد
ذرف محمد كامارا حارس مرمى سيراليون الدموع في أثناء تسلمه جائزة أحسن لاعب في مباراة منتخب بلاده ومنتخب الجزائر، في إطار الجولة الأولى من المجموعة الخامسة، ونال الحارس كامارا هذه الجائزة بعدما حافظ بشراسة على نظافة شباكه من خلال تصديه لتسديدات خطيرة من أقدام مهاجمي الخضر، وفي مقدمتهم محرز وبلايلي. وأسهم كامارا في خروج منتخب سيراليون بالتعادل أمام بطل إفريقيا، وتلقى الحارس عروضا من أندية كبيرة وقد يرحل في الميركاتو الشتوي الحالي، وهو مشروع حارس مرمى ناجح.
فينسيت أبو بكر يتألق مع الكاميرون
وظهر اسم الكاميروني فينسيت أبو بكر في سماء الكرة الإفريقية كهداف نجح في هز الشباك خمس مرات حتى الآن، وأصبح أبو بكر أول لاعب يسجل ثنائية في المباراة الافتتاحية لكأس أمم أفريقيا منذ 2010 بعد المالي سيدو كيتا.
كما بات أبو بكر مهاجم النصر السعودي، أول لاعب يسجل ركلتي جزاء في مباراة واحدة في بطولة أمم إفريقيا “باستثناء ركلات الترجيح” منذ فيكتور موسيس الذي سجل لنيجيريا ضد إثيوبيا في 2013.