صدمة للجزائر.. تشكيك جديد في سلسلة اللا هزيمة

عادت مصادر في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى التشكيك مرة أخرى في سلسلة اللا هزيمة التاريخية لمنتخب الجزائر التي تقف حاليا عند حدود 35 مباراة على التوالي، وعلى بعد مباراتين فقط من الرقم القياسي العالمي الذي هو بحوزة منتخب إيطاليا برصيد 37 مباراة، ويحتل المنتخب الجزائري المركز الثاني في قائمة المنتخبات التي حققت أفضل سلسلة لا هزيمة في التاريخ إلى جانب منتخبي إسبانيا والبرازيل.

التشكيك جاء هذه المرة عن طريق رواية مجلة “سبورتينغ نيوز” الأمريكية المختصة في “كرة القاعدة”، والتي أعد أحد صحفييها (كايل بون)، تقريرا عن السلسلة التاريخية لمنتخب الجزائر من دون خسارة، واقترابها من كسر الرقم القياسي العالمي، مستندا إلى مصادر قال إنها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأكدت له أن سلسلة اللا هزيمة الحالية لا تتجاوز 25 مباراة على التوالي.

احتساب هزيمة لمنتخب الجزائر للاعبين المحليين

الصحفي الأمريكي أشار، في تقريره، إلى أن مصادره من الاتحاد الدولي لكرة القدم احتسبت خسارة منتخب الجزائر للاعبين المحليين أمام نظيره المغربي بثلاثة أهداف دون رد، يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، في تصفيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ضمن السلسلة الخاصة لمنتخب الجزائر الأول وكتيبة جمال بلماضي، رغم أن الأمر يتعلق بمنتخبين اثنين بمدربين مختلفين ولاعبين مختلفين، بدليل أن المنتخب الأول، بقيادة محرز وبلماضي، لعب قبل 4 أيام من ذلك التاريخ، مباراة ودية في فرنسا ضد منتخب كولومبيا وفاز بثلاثية نظيفة.

ويبدو أن المجلة الأمريكية استندت إلى نفس المصادر التي أثارت جدلا كبيرا خلال كأس العرب FIFA قطر 2021، عندما نشر الحساب الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في “تويتر” تغريدة تتحدث عن رقم لا يتوافق مع رقم السلسلة الحقيقية للمنتخب الجزائري، قبل أن يضطر لسحبها بعد تدخل مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم، واعتبر “فيفا” ما حدث وقتها مجرد اجتهادات من المكلفين بتسيير حسابه الرسمي في “تويتر”.

تقرير مليء بالمغالطات.. احتساب مباريات وغض النظر عن أخرى

والغريب في تقرير المجلة الأمريكية التي قالت إنه جاء بناء على مصادر الاتحاد الدولي لكرة القدم وأرقامه، هو احتساب بعض مباريات منتخب الجزائر للاعبين المحليين بقيادة مجيد بوقرة دون أخرى، فحسب التقرير فإن سلسلة اللا هزيمة لمنتخب الجزائر بدأت بعد خسارة منتخب المحليين (الرديف) أمام المغرب، وبدأ العّد باحتساب نتائج المنتخب الأول بقيادة جمال بلماضي وبعض مباريات المنتخب الرديف بقيادة مجيد بوقرة، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدّية هذا التقرير.

احتسب هذا التقرير، على سبيل المثال، نتيجة مباراة ودية واحدة لمنتخب الجزائر الرديف أمام ليبيريا ضمن السلسلة، أُقيمت في 17 يونيو/ حزيران 2021، دون أن يحتسب نتائج مباريات أخرى لهذا المنتخب أمام سوريا وبورندي وبنين (فاز بها)، وأمام نيوزيلندا (خسرها) قبل المشاركة في كأس العرب بهدفين لهدف، رغم أن هذه الوديات، مصنفة لدى الفيفا كما هو الحال في مباراة ليبيريا.

ولم يحتسب الصحفي الأمريكي الذي أعد التقرير نتائج المنتخب الرديف في كأس العرب، حيث لم يخسر أي مباراة من مبارياته الست التي قادته إلى التتويج باللقب، وهو ما يعني أنه احتسب بعض مباريات المنتخب الرديف في سلسلة المنتخب الأول وجمال بلماضي بـ”مزاجية” غريبة وغير واقعية بعيدة عن المنطق، على اعتبار أن الجزائريين والمتابعين يدركون جيّدا أن منتخب الجزائر بقيادة جمال بلماضي ورياض محرز لم يخسروا فعليا منذ 35 مباراة على التوالي.

زر الذهاب إلى الأعلى