يمتلك نادي برشلونة مثلثًا هجوميًا جديدًا، بانضمام الفرنسي أنطوان جريزمان إلى النادي الكتالوني قادمًا من نادي أتلتيكو مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، ليلعب إلى جوار الثنائي، ليونيل ميسي قائد الفريق، والمهاجم الأوروجواياني لويس سواريز.
وتنتظر جماهير برشلونة بشغف ما يمكن أن يقدمه الثلاثي الهجومي الجديد، حيث ترى فيهم الجماهير قوة هجومية كاسحة، لكن وقبل كل شيء، يجب أن يلعب جريزمان وسواريز وميسي إلى جوار بعضهم من الأساس.
وحتى الآن، ومنذ انطلاق الموسم، لم يخض الثلاثي سويًا على أرض الملعب سوى 187 دقيقة فقط، أي أنهم لم يشاركوا سوى في مباراتين وعشر دقائق من أصل 10 مباريات، بواقع 8 في الدوري الإسباني، ومباراتين في دوري أبطال أوروبا.
وصحيح أن ميسي تعرض لإصابة قبل انطلاق الموسم، أبعدته عن المباريات الأربع الأولى في الدوري الإسباني، لكنه بدأ العودة منذ الجولة الخامسة، حيث خاض 45 دقيقة في الخسارة أمام غرناطة، وبدأ مباراة فياريال لكنه خرج بين الشوطين بسبب تجدد الإصابة، ليغيب مجددًا أمام خيتافي في الجولة السابعة، ويعود أمام إشبيلية، ليسجل هدفًا من رباعية فريقه.
غياب ميسي ليس عذرًا
غياب ميسي ساهم بالطبع في عدم تواجد ثلاثي الهجوم على أرض الملعب، لكن رغم ذلك، يبدو غياب التفاهم واضحًا بين الثلاثي حين يلعبون سويًا، ولم يقم الثلاثي سوى بتقديم تمريرتين حاسمتين لبعضهم، والغريب أنهما كانا من ميسي، الأولى كانت أمام فياريال من ركلة ركنية نفذها الأرجنتيني وسجلها الفرنسي، والثانية كانت الهدف المذهل الذي أحرزه لويس سواريز أمام إنتر ميلان الإيطالي في دوري الأبطال.
وهذه الأرقام قليلة للغاية مقارنة بالقدرات الكبيرة التي يتمتع بها هؤلاء اللاعبون، وحقيقة أنهم هدافون من طراز رفيع للغاية، وأثبتوا ذلك مرارًا وتكرارًا.
وعلى ما يبدو، فإن أشباح غياب التفاهم بين ميسي وجريزمان قد اختفت، حيث قال الأرجنتيني مؤخرًا في مقابلة أجراها في التاسع من أكتوبر عن سوء علاقته مع الفرنسي: «إنها كذبة».
لكن الأمر ما زال صعبًا، مع بدء عودة ميسي لمستواه المعهود، وبداية ظهور وكأنه سمكة في الماء بعد تعافيه التام من الإصابة، وإعادة تأهيل سواريز في المباريات ضد خيتافي وإنتر وإشبيلية، إلا أن جريزمان ما زال مفقودًا.
اللاعب الفرنسي هو واحد من أكبر الألغاز التكتيكية هذا الموسم، خريطته الحرارية رفقة منتخب بلاده مع المدرب ديدييه ديشامب ضد منتخب تركيا تبدو مختلفة تمامًا عن نظيرتها في مباريات برشلونة، حيث يحصل على أدوار مختلفة تمامًا عن أدواره في النادي الكتالوني، جريزمان يبدو وكأنه يمر بأزمة، والأسوأ من ذلك، سيتعقد الأمر أكثر مع انخراط أنسو فاتي وعثمان ديمبلي وكثرة مشاركاتهما.