شهد الدوري الإنجليزي الممتاز لحظة مؤثرة حين أعلن رسميًا إدراج النجم البلجيكي إدين هازارد في قاعة مشاهير البريميرليج، ليصبح العضو رقم 26 في قائمة تضم أبرز من تركوا بصمتهم في تاريخ المسابقة.
هازارد، الذي لمع نجمه في تشيلسي بين عامي 2012 و2019، كان أحد أكثر اللاعبين إثارة للمتعة البصرية، بفضل مهارته وسحره وقدرته على تحويل المباريات إلى عروض فنية خالصة.
وفي مقابلة مطولة مع الموقع الرسمي للبريميرليج، عبّر هازارد عن فخره بالانضمام إلى كوكبة الأساطير، قائلًا: “تيري هنري موجود هناك، كما تعلمون. لقد نشأت على مشاهدة المنتخب الفرنسي، وكانت قدوتي أسماء مثل زين الدين زيدان وهنري. أن أكون الآن بينهم أمر مميز للغاية”.
وأضاف البلجيكي إدين هازارد بابتسامة عرفناها جميعًا: “الانضمام إلى قاعة المشاهير يعني لي الكثير. أنا فخور جدًا بأن أكون ضمن هذه المجموعة من اللاعبين. أعتقد أننا نستطيع تشكيل فريق مذهل معًا! كنت دائمًا أريد الاستمتاع داخل الملعب وإسعاد الجماهير، ولهذا فإن هذا التكريم خاص لي ولعائلتي”.
المتعة أولًا.. وملك تشيلسي الحقيقي
وعندما سُئل عن سر سحره الكروي، أجاب ببساطة: “أسلوبي هو الاستمتاع بالكرة. لا أفكر كثيرًا، فقط أمسك الكرة وأتجه نحو المرمى.. كنت أعلم أن الجماهير تدفع المال من أجل المشاهدة، فكان عملي أن أقدم لهم المتعة طوال 90 دقيقة. كنت أحاول دائمًا منح الناس شعورًا بالفرح والإثارة، حتى جماهير الخصوم أحيانًا”.
ولم يتردد هازارد في وصف علاقته بجماهير البلوز بكلمتين فقط: “قصة حب”، مضيفا: “منذ اليوم الأول وحتى الأخير، كانت علاقتي مع جماهير تشيلسي مميزة للغاية. وحتى بعد رحيلي إلى ريال مدريد عام 2019، لا يزال الناس في لندن يقتربون مني ويشكرونني على ما قدمته. هذا يجعلني فخورًا وسعيدًا كل مرة أمشي فيها في شوارع المدينة”.
استعاد هازارد ذكرياته مع أول لقب دوري إنجليزي له قائلاً: “كان أول لقب دوري لي مميزًا جدًا. عندما عاد ديدييه دروجبا إلى تشيلسي عام 2014، كنت أحلم باللعب بجواره. إنه ملك تشيلسي الحقيقي، وعندما عاد قلنا جميعًا: يجب أن نُثبت له أننا الجيل القادر على مواصلة المجد. ونجحنا، لأننا فزنا بالدوري معًا، وحصلت على جائزة أفضل لاعب في الموسم”.
وأضاف البلجيكي إدين هازارد بابتسامة: “الاحتفال في غرفة الملابس مع جون تيري ودروجبا كان لحظة لا تُنسى، ومنحنا دفعة كبيرة للمستقبل”.
EPA
جو كول.. نصيحة غيّرت المسار
تحدث هازارد عن الدور الكبير الذي لعبه النجم الإنجليزي جو كول في انتقاله إلى تشيلسي: “عندما كنت في ليل، قال لي المدرب رودي جارسيا إننا سنتعاقد مع أسطورة من تشيلسي، وإذا أردت معرفة المزيد عن البريميرليج فجو كول هو الرجل المناسب. كنت محظوظًا بوجوده، رغم أن لغتي الإنجليزية كانت ضعيفة جدًا! نصحني بالذهاب إلى تشيلسي، وكنت قد تحدثت من قبل مع دروجبا أيضًا، لذلك كان تشيلسي حاضرًا في ذهني. بعد سنة، قلت لجو كول: شكرًا على النصيحة، أنا ذاهب إلى البلوز”.
مورينيو وكونتي وساري.. مدارس مختلفة
مرّ هازارد بثلاث تجارب تدريبية مؤثرة في تشيلسي، تحت قيادة جوزيه مورينيو، أنطونيو كونتي، وماوريسيو ساري، ولكل منهم فلسفته الخاصة.
وقال البلجيكي إدين هازارد: “كل مدرب كان مختلفًا. ساري مثلاً لم أكن أستمتع بالتدريبات معه، كانت صعبة جدًا، لكن في أيام المباريات كان يجعلني أشعر أنني أفضل لاعب في العالم”.
وأضاف: “كونتي كان يطالب بالكثير من حيث الواجبات الدفاعية والهجومية، ومعه فزنا بالدوري. أما مورينيو، فهو قليل الكلام، لكنه عندما يقول لك “أداء رائع يا فتى”، يمنحك دفعة هائلة من الثقة”.
Reuters
البدايات في حديقة المنزل
تحدث هازارد عن أولى ذكرياته مع الكرة قائلًا: “كل شيء بدأ في حديقة المنزل، كنت ألعب مع إخوتي الصغار باستمرار. والدي ووالدتي كانا لاعبي كرة قدم، وكنا عائلة لا تتحدث سوى عن اللعبة. لذلك كان طبيعيًا أن تصبح الكرة أسلوب حياتنا”.
وتابع البلجيكي إدين هازارد: “عندما كنت في الرابعة عشرة، انتقلت إلى فرنسا وهناك بدأت أفكر جديًا في الاحتراف. منزلنا في بلجيكا كان قريبًا من الملعب، وبعد المدرسة كنا نذهب مباشرة للعب. والدي كان يعلمنا الأساسيات لكنه يمنحنا الحرية للإبداع”.
العائلة.. سر الفخر الدائم
اختتم هازارد حديثه بابتسامة عريضة: “أنا فخور لأنني لعبت مع شقيقي ثورجان في المنتخب، وكليان أيضًا محترف الآن في بلجيكا. لقد حققنا حلمنا جميعًا، وهذا شعور رائع”.
وبذلك، يُضاف اسم إدين هازارد إلى سجل الخالدين في البريميرليج، ليس فقط بسبب مهارته أو أرقامه، بل لأنه جعل كرة القدم تجربة فنية خالصة، تُلامس القلب قبل العين.
