كشف تقرير صحفي إيطالي، اليوم الثلاثاء، اقتراب الدولي البرازيلي نيمار دا سيفا، نجم سانتوس الحالي وباريس سان جيرمان وبرشلونة السابق، من العودة لأحد الدوريات الخمس الكبرى.
وينتهي عقد نيمار مع سانتوس في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبالتالي يمكنه التفاوض مع أي نادٍ.
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن ناديي نابولي وإنتر ميلان يدرسان حاليًا إمكانية التعاقد مع نيمار، خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
ويريد نيمار استعادة فورمته المعهودة، قبل انتهاء الموسم الحالي، من أجل العودة لصفوف منتخب البرازيل، قبل مونديال 2026، في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويغيب نيمار عن منتخب البرازيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث عانى من إصابات عديدة جعلته يغيب طوال العامين الماضيين.
ويعتبر نيمار الهداف التاريخي للمنتخب البرازيلي برصيد 79 هدفًا في 128 مباراة.
حافز أنشيلوتي
أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب منتخب البرازيل، أن نيمار دا سيلفا، قائد السيليساو، لا يزال ضمن خططه، لكنه يحتاج لاستعادة كامل لياقته البدنية للعودة للفريق مع سعيه لإنعاش مسيرته الدولية قبل نهائيات كأس العالم 2026.
ولم يشارك نيمار (33 عامًا) مع منتخب البرازيل منذ عامين، إذ أعاقت الإصابات قدرته على الأداء بثبات منذ عودته إلى سانتوس العام الماضي، بعد فترة قضاها مع الهلال السعودي.
وأشاد أنشيلوتي، بموهبة نيمار لكنه شدد على أهمية جاهزيته البدنية.
وقال أنشيلوتي في تصريحات عبر المؤتمر الصحفي: “يستطيع نيمار اللعب بأعلى مستوياته مع هذا الفريق دون أي مشاكل، وعندما يكون في حالة بدنية جيدة، يمتلك الكفاءة للعب ليس فقط في البرازيل بل في أي فريق في العالم بفضل موهبته”.
وكانت آخر مرة ارتدى فيها نيمار قميص البرازيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما عانى من إصابة خطيرة في أربطة الركبة خلال مباراة أوروجواي.
مسيرة نيمار مع سانتوس
عاد نيمار إلى نادي سانتوس، الفريق الذي شهد انطلاقته الأولى في عالم كرة القدم، في بداية عام 2025 بعد تجربة مخيبة للآمال مع نادي الهلال السعودي.
وخلال هذه الفترة، واجه النجم البرازيلي تحديات كبيرة بسبب الإصابات المتكررة التي أثرت على استمراريته وأدائه.
ومنذ عودته، شارك نيمار في 21 مباراة فقط مع سانتوس، سجل خلالها 6 أهداف فقط.
وخلال مسيرته مع سانتوس في هذه المرحلة، أظهر نيمار لحظات من التألق، لكنه لم يتمكن من استعادة مستواه المعهود بسبب إصاباته المتكررة.
وخلال السنوات القليلة الماضية زادت إصابات نيمار وتنوعت بدءا من الإصابات العضلية البسيطة حتى الإصابات الخطيرة مثل تمزق الرباط الصليبي الذي أبعده عن الملاعب لمدة عام تقريبًا.
Getty Images
تجربة الدوري السعودي
قبل عودته إلى سانتوس، وقّع نيمار مع الهلال السعودي في صيف 2023، لكنه لم يتمكن من تقديم الأداء المتوقع بسبب إصابة خطيرة في الرباط الصليبي لركبته اليسرى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلال مباراة دولية مع المنتخب البرازيلي ضد أوروجواي (0-2) في مونتيفيديو.
خلال فترته مع الهلال، لعب نيمار 7 مباريات فقط، سجل خلالها هدفًا واحدًا وقدم 3 تمريرات حاسمة.
هذه الأرقام لم ترقَ إلى توقعات الجماهير والنقاد، خاصة بالنظر إلى القيمة المالية الكبيرة لصفقة انتقاله.
وقبل تلك الإصابة كان نيمار قد خاض 5 مباريات فقط مع الهلال: 3 في الدوري و2 في دوري أبطال آسيا، حيث سجل هدفا وصنع اثنين.
الإصابة، إلى جانب الضغوطات النفسية والجسدية، جعلت تجربته في السعودية قصيرة وغير مثمرة، مما دفع نيمار إلى اتخاذ قرار العودة إلى البرازيل لاستعادة شغفه باللعبة مع فريقه الأول سانتوس.
مسيرة نيمار الدولية
لم تقتصر تداعيات إصابات نيمار على مستواه مع الأندية، بل امتدت إلى مشاركاته مع المنتخب البرازيلي.
فقد غاب نيمار عن تمثيل “السيليساو” لمدة تقارب العامين، منذ إصابته في الرباط الصليبي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هذا الغياب الطويل أثر على مكانته كأحد اللاعبين الأساسيين في المنتخب، خاصة في ظل ظهور جيل جديد من اللاعبين الشباب مثل فينيسيوس جونيور ورودريجو.
ورغم هذه التحديات، يظل نيمار أحد أكثر اللاعبين موهبة في تاريخ كرة القدم البرازيلية.
ومع ذلك، فإن الإصابات المتكررة جعلت عودته إلى المنتخب مسألة معقدة، حيث يحتاج إلى استعادة لياقته البدنية والثقة الكاملة في قدراته.
وعلى المدى الطويل، قد يسعى نيمار إلى العودة إلى المنتخب البرازيلي، خاصة مع اقتراب بطولات دولية مثل كأس العالم 2026.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب منه تجاوز الإصابات المتكررة والتعافي تماما مع تجهيز نفسه بدنيا، من أجل العودة إلى مستواه المعهود وتفادي الانتكاسات مجددا.
كما أن تجربته في سانتوس قد تكون فرصة لإعادة بناء إرثه في ناديه الأم، حيث بدأ مسيرته كموهبة شابة أذهلت العالم.