نجم في الميزان.. جوارديولا ملهم جديد في مدرسة “ركن الحافلة”

نجم في الميزان.. جوارديولا ملهم جديد في مدرسة "ركن الحافلة"
حجم الخط:

ظهر بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بوجه غير مألوف منذ بداية مسيرته التدريبية في عالم كرة القدم، وذلك خلال مواجهة آرسنال في ملعب الإمارات، اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

المدرب الإسباني كان في طريقه لخطف 3 نقاط ثمينة من معقل الجانرز، لولا هدف قاتل سجله جابرييل مارتينيلي في الدقيقة (90+3)، قاد آرسنال للتعادل (1-1).

ولجأ جوارديولا لأسلوب معاكس تماما لنهجه الهجومي المعتاد طوال مسيرته، حيث قرر مواجهة نظيره ميكيل أرتيتا، بطريقة دفاعية محضة منذ صافرة البداية.

وقدم جوارديولا درسا لمدربي المدرسة الدفاعية، في كيفية حماية مرمى فريقه بشتى الطرق الممكنة على مدار 90 دقيقة، قبل ارتكاب هفوة في اللحظات الأخيرة، فتحت الطريق أمام مارتينيلي لتسجيل هدف التعادل.

ركن الحافلة

تخلى جوارديولا عن مدرسة الاستحواذ المعهودة عليه طواعية، وترك الكرة لآرسنال يفعل بها ما يشاء قبل وصوله للثلث الأخير في جانب المان سيتي.

لكن هذا التخلي قابله المدرب الإسباني بدفاع متكتل أمام منطقة جزاء فريقه، بل وكان في أغلب الأحيان يدافع بكل لاعبيه خلف الكرة.

وبعد التقدم بهدف مبكر من هجمة مرتدة، زاد إصرار جوارديولا على حماية مرمى الحارس جيانلويجي دوناروما، في ظل التقدم.

اللافت أن جوارديولا أجاد بشكل غير متوقع في أسلوب “ركن الحافلة” المعروف عن المدربين ذوي النزعة الدفاعية، أمثال دييجو سيميوني وجوزيه مورينيو.

فمدرب السيتي أغلق كافة منافذ اختراق دفاعه أمام آرسنال، سواء من الأطراف أو العمق، فضلا عن الألعاب الهوائية والكرات الثابتة.

وبدا أن جوارديولا قد وجه تعليمات واضحة لمهاجمه النرويجي إيرلينج هالاند، بضرورة العودة في بعض الأوقات، لمساندة الخط الخلفي، ليتحول إلى مدافع خامس، لمساعدة زملائه على حرمان لاعبي آرسنال من الكرات العالية، التي يتميزون بها.

كما لعب هالاند دورا آخر، تمثل في انضمامه للاعبي الوسط عند بناء آرسنال للهجمات من الخلف، لغلق العمق وحرمان أصحاب الأرض من التقدم بأريحية.

واعتمد جوارديولا أيضا على الزيادة العددية داخل منطقة جزاء السيتي، كلما كانت هناك ركلة ركنية للجانرز، وذلك لتقييد حركة لاعبي المنافس، فضلا عن وجود أكثر من لاعب بجوار دوناروما على الخط، لتفادي إرسال الكرة في قلب المرمى.

ولولا تخلي الفريق السماوي عن نهجه للحظات في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، لما وجد آرسنال طريقا للوصول لشباكه، إذ استغل الأخير تقدم ضيفه للأمام قليلا، مما تسبب في ثغرة خلف الدفاع، استغلها إيزي بإرسال كرة ساقطة نحو مارتينيلي في المساحة الشاغرة، مسجلا منها هدف التعادل.