لم تكن ليلة برشلونة في ملعب “سيوتات دي فالنسيا” مبشرة بعدما تأخر الفريق بنتيجة (0-2) في الشوط الأول، لكن المدرب الألماني هانز فليك رفض الانتظار وأجرى تغييرات تكتيكية مبكرة، استمرت حتى الدقائق الأخيرة، ليقود الفريق في النهاية إلى ريمونتادا مثيرة والفوز بنتيجة (2-3)، بعدما اعتمد على خط دفاعي مكون من 3 لاعبين.
نجح فليك في تعديل الخطة بذكاء، مستفيداً من عمق دكة البدلاء التي وفرت له حلولاً متنوعة.
ووفقاً لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أجرى فليك تغييرين فقط مقارنة بمباراة ريال مايوركا، حيث أبقى على 9 لاعبين أساسيين، ودفع بكاسادو وراشفورد بدلاً من فرينكي دي يونج، الذي بقي في برشلونة لعدم مشاركته في التدريبات بسبب قدوم مولوده الثاني، وفيرمين لوبيز.
وشارك النجم الإنجليزي في مركز الجناح الأيسر، فيما تحرك رافينيا إلى مركز صانع الألعاب، لكن الخطة الأولى لم تنجح رغم سيطرة برشلونة على الكرة بنسبة 85%، إذ بدا الأداء بطيئاً، بينما عانى الفريق في الاختراق بين الخطوط أمام ليفانتي الذي حذر فليك من خطورته في التحولات الهجومية.
وبالفعل، تمكن مانو سانشيز من إيقاف لامين يامال وقيادة هجمة مرتدة أسفرت عن الهدف الأول.
في الشوط الثاني، تحدث بيدري عن التغييرات التي طرأت على المراكز، إذ لم يغير فليك الرسم التكتيكي (4-2-3-1)، لكنه عدّل أدوار اللاعبين بدخول جافي وداني أولمو في الدقيقة 46 مكان كاسادو وراشفورد.
ومع تحرك إريك جارسيا أكثر للعمق لفتح خطوط التمرير أمام أراوخو (الذي مرر له 15 مرة ومثلها لبيدري)، ساهم جافي في منح الفريق اتزاناً أكبر في الوسط، على عكس كاسادو الذي كان أقرب لبيدري في الشوط الأول.
غياب دي يونج جعل الفريق يفتقد للتمرير العمودي، لكن مع وجود جافي حصل بيدري على حرية أكبر للتقدم، فاستغل ذلك بتسديدة من خارج المنطقة قلصت الفارق (2-1)، ثم عاد ليتبادل الكرات بين الخطوط مع رافينيا القادم من الجهة اليسرى بعد خروج راشفورد، إلى جانب داني أولمو الذي بدا أكثر راحة في دور صانع اللعب.
لعب بيدري أحياناً كمهاجم وهمي بجوار فيران توريس، الذي سجل هدف التعادل (2-2) برأسية من ركلة ركنية في الدقيقة 52، ليعيد الهدوء لبرشلونة.
وعندما تأخر الهدف الثالث، أجرى فليك تبديلات جديدة في الدقيقة 76 بإشراك ليفاندوفسكي بدلاً من بالدي وكريستنسن مكان أراوخو، ليتحول الرسم إلى (3-3-4) بوجود المهاجم البولندي إلى جانب فيران توريس.
تراجع كوبارسي إلى الدفاع مع كريستنسن كليبرو إلى جانب إريك جارسيا في الجهة اليمنى، وهنا برشلونة فرض سيطرته بشكل أكبر في نصف ملعب ليفانتي، وكاد كوندي أن يسجل بتسديدة قوية في الدقيقة 86 ارتطمت بالقائم.
وفي الدقيقة 91، جاء الحسم بعدما تلاعب لامين يامال بالظهير بامبين وأرسل كرة عرضية ارتبك الدفاع في إبعادها، ليسجل إلجيزابال بالخطأ في مرماه هدف الفوز (2-3).
أنهى برشلونة اللقاء بأرقام لافتة (82% استحواذ، 26 محاولة تسديد مقابل 8، و10 تسديدات على المرمى مقابل 5).
ورغم ذلك، لم يتوقف برشلونة عند هذا الحد، حيث كاد يامال أن يضيف الرابع، بينما اضطر رافينيا للعودة إلى مركز الظهير الأيسر في آخر تعديل تكتيكي لفليك، ليخرج برشلونة منتصراً من معركة تكتيكية صعبة في ملعب “سيوتات دي فالنسيا”.