تبدو التحديات كبيرة أمام فريقي هامبورج وكولن قبل انطلاق موسم (2025- 2026)، حيث تظهر الإحصائيات أن 38٪ من الفرق الصاعدة حديثًا تهبط مباشرة في الموسم التالي.
ومع ذلك، لا تزال هناك فرص قائمة، فهناك اتجاهات معينة يمكن أن يتبعها الفريقان للظفر بفرصة النجاة، استعرضها الموقع الرسمي للبوندسليجا في السطور التالية:
الحفاظ على تماسك الفريق
غالبًا ما تميل الفرق الصاعدة إلى تغيير تشكيلتها بشكل جذري، من خلال التعاقد مع لاعبين أكثر خبرة على أمل أن يساعدهم ذلك في البقاء ضمن الكبار.
لكن التاريخ أظهر أن هامبورج وكولن سيكون من الأفضل لهما مقاومة هذا الإغراء، والاعتماد بدلاً من ذلك على ديناميكية الفريق، وأنماط الحركة، والعلاقات الميدانية التي تم بناؤها مسبقًا.
على سبيل المثال، فقد سانت باولي هدافه مارسيل هارتل بنهاية موسم الصعود (2023- 2024)، لكنه حافظ على معظم اللاعبين الأساسيين الذين قادوه للبوندسليجا ونجح في البقاء.
الأمر ذاته حدث مع هايدنهايم، الذي احتفظ بمحوري الفريق مثل تيم كلايندينست ويان نيكلاس بيستيه عند صعوده في 2023، وحقق أداءً لافتًا أنهى به موسم (2023- 2024) في المركز الثامن، ومع ذلك، عانى الفريق في الموسم التالي جزئيًا بسبب رحيل هذين اللاعبين وغيرهما.
وعلى النقيض، فريق هولشتاين كيل، الذي صعد برفقة سانت باولي، عاد مباشرة إلى الدرجة الثانية في نهاية موسم (2024- 2025)، بعد أن فقد جزءًا كبيرًا من عناصره الأساسية، خصوصًا في الدفاع مثل فيليب ساندر وتوم روته، في حين غاب باتريك إيراس وكولين كلاينه بيكل أغلب الموسم لأسباب صحية، ليس من المفاجئ أن كيل كان أكثر الفرق استقبالاً للأهداف (80) في الموسم الماضي.
يبقى أن نرى ما إذا كان كولن سيتأثر بالطريقة ذاتها، حيث فقد أربعة من أبرز لاعبيه الذين لعبوا أكبر عدد من الدقائق في الموسم الماضي: داميون داونز، تيم ليمبرله، ماكس فينكجريف، وديان لوبيتيتش، علمًا أن الثنائي الأخير ساهم بأكثر من 30 مساهمة مباشرة في الأهداف مجتمعين.
وهذا الوضع مشابه في هامبورج، الذي خسر هذا الصيف كلًا من: دينيس هادجيكادونيتش، آدم كارابيتش، ماركو ريختر، وهداف الفريق دافي زيلكه.
التركيز على الدفاع
صحيح أن كايزرسلاوترن فاز بلقب البوندسليجا كفريق صاعد في عام 1998، وأن لايبزيج أنهى موسمه الأول في دوري الدرجة الأولى وصيفًا في 2017، لكن تلك حالات استثنائية نادرة.
في العادة، تعاني الفرق الصاعدة، وأفضل وسيلة أمامها للبقاء هي الصلابة الدفاعية وتحقيق النتائج بشق الأنفس، قد يبدو ذلك مملاً، لكن التاريخ أثبت أنه النهج الأكثر فعالية لتفادي الهبوط.
فمثلًا، سجل هولشتاين كيل الموسم الماضي عددًا مميزًا من الأهداف (49 هدفًا)، وهو نفس رصيد فرايبورج الذي أنهى الموسم في المركز السابع، بل وحققوا انتصارات مذهلة على بوروسيا دورتموند (4-2) وبوروسيا مونشنجلادباخ (4-3)، ومع ذلك، استقبالهم عدد كبير من الأهداف (80) جعلهم في معركة خاسرة.
أما سانت باولي، فقدّم مثالاً على الطريقة الصحيحة. ورغم تسجيلهم أقل عدد من الأهداف في الدوري (28 فقط)، إلا أنهم أنهوا الموسم متفوقين على كيل بفارق سبع نقاط، لأنهم لم يتلقوا سوى 41 هدفًا، وهو ثاني أفضل دفاع بعد بايرن ميونيخ البطل.
القاعدة الذهبية هنا هي: إذا كان فارق الأهداف أسوأ من -27، ففرص الهبوط تكون مرتفعة جدًا.
ومن الطريف أن نذكر أن فريق شتوتجارت يحمل الرقم القياسي لأفضل دفاع لفريق صاعد، حيث استقبل 36 هدفًا فقط في موسم (2017- 2018)، محطمًا الرقم السابق البالغ 38 هدفًا والمسجل باسم بايرن ميونخ في موسم (1965- 1966).
عدد النقاط
لطالما اعتبرت نقطة الـ40 الحد الآمن لتفادي الهبوط في البوندسليجا، لكن هذا المفهوم لم يعد دقيقًا في السنوات الأخيرة، فعدد أقل بكثير من النقاط بات كافيًا للبقاء، وهو ما يفسر النصيحة السابقة بالتركيز على تفادي الهزيمة بدلًا من السعي الدائم للفوز.
ومنذ تطبيق قاعدة الثلاث نقاط للفوز، لم يهبط أي فريق حصل على 39 نقطة، بل إن الإحصائيات خلال الـ8 مواسم الأخيرة تظهر أن أي فريق جمع 32 نقطة أو أكثر لم يهبط، وعلى مدار العشرين عامًا الماضية، كانت 35 نقطة دائمًا كافية للبقاء.
حتى في الموسم الماضي، نجح هايدنهايم في الحفاظ على مكانه في دوري الدرجة الأولى، رغم حصوله على 29 نقطة فقط، وذلك عبر خوض ملحق البقاء.
الاستمرارية
حتى لو تمكن هامبورج وكولن من البقاء في دوري الدرجة الأولى خلال الموسم المقبل، فإن ذلك لا يعني أنهم قد نجوا تمامًا.
فرغم أن السنة الأولى دائمًا ما تكون الأصعب على الفرق الصاعدة، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن 55٪ من الفرق الصاعدة تهبط مجددًا خلال أول عامين، وترتفع هذه النسبة إلى 73٪ خلال أربع سنوات، بمعنى آخر، فقط 27٪ من الفرق الصاعدة تمكنت من البقاء أكثر من خمس سنوات بعد الصعود.
لكن، إن تمكن الفريق من تجاوز هذه المرحلة الحرجة، فإن فرصه في الترسخ ضمن أندية النخبة تزداد بشكل كبير، ومن الجدير بالذكر أن هناك 8 أندية فقط لم تهبط مطلقا من البوندسليجا منذ صعودها وهي: بايرن ميونخ (منذ صعوده 1965) وباير ليفركوزن (1979) وفولفسبورج (1997) وهوفناهيم (2008) وأوجسبورج (2011) ولايبزيج (2016) ويونيون برلين (2019) وهايدنهايم (2023).