أنهى روبن أموريم موسمه الأول على رأس الجهاز الفني لمانشستر يونايتد برسالة واضحة، قال فيها أمام الصحفيين عقب الجولة الآسيوية، أن لديه فكرة واضحة عمّا يريد تحقيقه.
اليوم، وبعد عودة الفريق إلى التدريبات استعدادا للموسم الجديد، يبدو أن تلك الفكرة التي رسمها المدرب البرتغالي الشاب، بدأت تتشوش بفعل معطيات لم تكن في الحسبان، أبرزها الأزمة المتعلقة بمجموعة من اللاعبين الذين باتوا يمثلون حملا ثقيلا على مشروعه.
الخماسي المنبوذ
خمسة أسماء تشكل اليوم عنوانا للأزمة داخل أروقة “أولد ترافورد”: ماركوس راشفورد، أنتوني، جادون سانشو، أليخاندرو جارناتشو وتيريل مالاسيا. هؤلاء كانوا قبل فترة قصيرة يُنظر إليهم كركائز أساسية في خطط مانشستر يونايتد، لكن أموريم قرر إخراجهم من حساباته تماما، وأبلغ إدارة النادي بضرورة تسريحهم لتوفير سيولة مالية تتيح إبرام صفقات جديدة.
تم منع اللاعبين الخمسة الذين أطلقت عليهم تسمية “فرقة القنابل” من التدريب مع الفريق الأول، كما حُرموا من دخول المرافق الرئيسية لمركز كارينجتون التدريبي، باستثناء الأغراض الطبية أو التأهيلية. ويُسمح لهم بالتدرب بشكل منفصل، لكن المؤشرات تؤكد أن أموريم حسم أمره معهم.
قيود مالية
حتى الآن، لم يتمكن يونايتد سوى من إبرام صفقة رئيسية واحدة بضم البرازيلي ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون مقابل 62.5 مليون جنيه إسترليني، بينما يقترب من التعاقد مع جناح برينتفورد بريان مبيومو مقابل أكثر من 60 مليونا.
لكن بعد هاتين الصفقتين ستصبح يد أموريم مغلولة، حيث سيتعين على النادي بيع لاعبين لتمويل أي تحركات جديدة في سوق الانتقالات. وهنا تكمن الأزمة الأكبر، حيث لا يبدو السوق متحمسا للتعاقد مع “الخماسي المنبوذ”.
راشفورد، الذي كان قبل عامين هداف الفريق وأيقونته، بات اليوم عبئا بسبب راتبه المرتفع، رغم اهتمام برشلونة بضمه.
سانشو ارتبط بيوفنتوس، لكن الأولوية لدى المدرب إيجور تودور هي شراء البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو بشكل نهائي من بورتو.
أما جارناتشو، فرغم حديث وسائل الإعلام عن اهتمام نابولي وأتلتيكو مدريد وتشيلسي به، فإن الصفقة ما زالت بعيدة عن التحقق.
أرقام ضخمة تعرقل الحركة
أنفقت إدارة يونايتد أكثر من 167 مليون جنيه إسترليني لجلب الثلاثي أنتوني، سانشو ومالاسيا، بينما تُقدر القيمة السوقية لراشفورد وجارناتشو معا بحوالي 82 مليون جنيه وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، وهذه الأرقام تجعل من الضروري بيع اللاعبين إذا أراد أموريم تمويل خططه.
لكن مع الرواتب الضخمة التي يتقاضاها راشفورد وسانشو تحديدا، ومع قلة الأندية القادرة على دفعها، قد يضطر يونايتد لتقديم حوافز مالية أو قبول صفقات إعارة مشروطة، وهو ما سيقلل العائد المالي ويضعف موقف النادي التفاوضي.
خيارات صعبة
وإذا لم يتمكن النادي من التخلص من هذا الخماسي فقد يضطر إلى بيع أسماء أخرى غير متوقعة لزيادة السيولة.
كوبي ماينو، جوهرة خط الوسط الذي ينتهي عقده في 2027، لم يجدد حتى الآن. وراسموس هويلوند، الذي تعاقد معه يونايتد مقابل 72 مليون جنيه قبل موسمين، لم يقدم الإضافة المأمولة وسط حديث عن اهتمام روما ومدربه السابق جيان بييرو جاسبيريني بضمه.
وفي ظل اقتراب وصول مبيومو، ومع بقاء أسماء مثل برونو فيرنانديز وكاسيميرو وأماد ديالو، سيكون هناك فائض في مراكز الوسط والهجوم قد يدفع أموريم للتخلي عن مزيد من اللاعبين.
ويبقى شهر واحد على مواجهة آرسنال في افتتاح الدوري الإنجليزي الممتاز يوم 17 أغسطس/آب، ومع ذلك تبدو الصورة غير مكتملة. جمهور مانشستر يونايتد الذي عانى من موسم مخيب أنهاه الفريق في المركز 15، يخشى أن تتحول فترة الانتقالات الحالية إلى فرصة ضائعة أخرى تكرس الفوضى بدلا من أن تعيد الفريق إلى المنافسة.
الكرة الآن في ملعب إدارة النادي. فإما أن تسارع في حل الملفات العالقة وإتاحة المجال أمام أموريم لرسم ملامح مشروعه، أو تتركه يصارع قيود الواقع مع فريق غير متوازن، لتظل الأحلام معلقة حتى إشعار آخر.