الترميم يبدأ من الخلف.. مهمة فنية صعبة تنتظر جيسوس مع النصر

الترميم يبدأ من الخلف.. مهمة فنية صعبة تنتظر جيسوس مع النصر
حجم الخط:

لن يكون طريق البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني الجديد للنصر السعودي، نحو استعادة الألقاب والصعود إلى منصات التتويج مفروشًا بالورود، خاصة بعد الفترة المُحبطة التي مر بها “العالمي” مؤخرًا.

ومنذ تتويجه بالبطولة العربية في صيف 2023، يبحث النصر عن مجد جديد، ويعوّل على جيسوس لحمل “شفرة التتويج”، تمامًا كما فعل مع الغريم الهلال قبل موسمين، حين قاد “الزعيم” لهيمنة محلية واضحة.

لكن تغيير الصورة الباهتة التي ظهر بها النصر في الموسم الماضي، يستلزم من جيسوس تعديلًا عميقًا في عدة جوانب، على رأسها الجانب الدفاعي، الذي يمثل التحدي الأكبر أمام المدرب البرتغالي المخضرم.

ثغرات دفاعية عميقة

استقبل النصر 38 هدفًا في دوري روشن بالموسم الماضي، بمعدل يزيد عن هدف في كل مباراة، ما يكشف هشاشة واضحة في خط الدفاع، الذي لم يظهر بمستوى يليق بفريق ينافس على البطولات.

وتزداد تعقيدات هذا الملف مع الغموض الذي يكتنف مستقبل الإسباني إيمريك لابورت، الذي تدور حوله شائعات الرحيل والعودة إلى أوروبا، في ظل اهتمام عدة أندية بخدماته. ما يعني أن جيسوس سيكون أمام مهمة مزدوجة: إما إقناع اللاعب بالبقاء أو إيجاد بديل بنفس الجودة حال رحيله.

وإذا كانت الأخطاء الدفاعية القاتلة قد كلّفت جيسوس الإقصاء من بطولات كبرى في ولايته الأخيرة مع الهلال – كما حدث في دوري أبطال آسيا وكأس الملك – فإن المدرب البرتغالي سيدرك حتمًا ضرورة البدء من الخلف لإعادة التوازن.

خطوات الإنقاذ تبدأ من الخلف

أولى خطوات الإصلاح يجب أن ترتكز على عناصر القوة الموجودة حاليًا، مثل الفرنسي محمد سيماكان، الذي قدم مستويات واعدة في موسمه الأول، رغم حاجته إلى مزيد من التطور والثبات.

كما أن عودة عبدالإله العمري، بعد تجربة مميزة مع الاتحاد بطل الدوري، قد تشكل إضافة قوية لخط الظهر النصراوي. لكن رغم ذلك، تظل مسألة “البدلاء” مصدر قلق واضح، في ظل الإصابات المتكررة التي طالت لابورت وغياب سيماكان في عدة مناسبات الموسم الماضي.

ولا تقتصر الأزمة على عمق الدفاع فقط، بل تمتد إلى الأطراف. فرغم أن نواف بوشل قدّم أداءً جيدًا، إلا أن أخطاءه الفردية كانت حاضرة، تمامًا كما هو الحال مع سلطان الغنام، ما يستدعي البحث عن أظهرة بجودة أعلى في الجبهتين اليمنى واليسرى.

أجانب الدفاع.. أولوية قصوى

إذا كانت إدارة النصر بصدد إجراء تغييرات جذرية على صعيد اللاعبين الأجانب، فإن الأولوية يجب أن تُمنح للخط الخلفي.

فنجاح الفريق في بناء منظومة فنية متماسكة يبدأ من وجود دفاع صلب، كما فعل أهلي جدة باستقدام الثنائي ميريح ديميرال وروجير إيبانيز، اللذين منحا الفريق أمانًا دفاعيًا ساعده في المنافسة.

في النهاية، إذا أراد جيسوس أن يصنع مجدًا جديدًا مع النصر، فعليه أن يبدأ من حيث تنتهي الهزائم: من الخط الخلفي.