الرجاء العالمي: مسيرة عطاء وشموخ منذ 1949 حتى 2025

في مثل هذا اليوم، تأسس فريق الرجاء الرياضي، الذي اختار اللون الأخضر لونًا لقميصه والنسر رمزًا لشعاره. الفريق انطلق من حي الفداء في منطقة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء، وكان الهدف من تأسيسه هو تقديم المتعة والإثارة على النتيجة والتركيز على الترفيه والفرجة بدلاً من التتويج بالألقاب.

تأسس الرجاء في مقهى “با صالح” المتواضع، الذي كان نقطة انطلاق لمجموعة من المقاومين والزعماء النقابيين، منهم بوجمعة الكادري، عبد القادر جلال، حميدو الوطني، كريم حجاج، والعشفوبي البوعزاوي. وكان الهدف من الاجتماع هو تأسيس فريق رياضي يمثل القيم الوطنية للمقاومة ضد الاستعمار. وقد تم تسجيل الفريق رسميًا في 20 مارس بعد حصوله على الترخيص من السلطات الفرنسية، رغم محاولات المماطلة واشتراط وجود قائد فرنسي للفريق.

وقد أسفرت قرعة في ذلك الوقت عن اختيار اسم “الرجاء” الذي فاز ثلاث مرات متتالية في القرعة على “الفتح”. اختار مؤسسو الفريق اللون الأخضر بسبب رمزيته في علم النفس كمصدر للأمل، بينما تم اختيار النسر ليكون شعار الفريق تكريمًا لمقاومة الشعب المغربي ضد الاستعمار، حيث كان النسر يمثل العزة والشموخ والشجاعة.

وعلى الصعيد الكروي، كانت شخصيات مثل عبد القادر جلال ومحمد بن الحسن التونسي، المعروف بـ”الأب جيكو”، لهما دور كبير في تطوير هوية الفريق عبر إعتمادهما على “الكرة الشاملة” وجلب العديد من المواهب.

إنجازات الرجاء الرياضي: من البدايات إلى القمة

الرجاء بدأت مسيرتها مع الألقاب في السبعينات والثمانينات، حيث فاز الفريق بكأس العرش عدة مرات وكان أول تتويج له بالدوري المغربي في عام 1988. وسرعان ما أصبح الفريق قوة كبيرة في الساحة القارية أيضًا، حيث فاز بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة في 1989.

على الرغم من بعض التحديات المالية في التسعينات، استطاع الرجاء العودة بقوة في منتصف التسعينيات ليهيمن محليًا ودوليًا، وفاز بألقاب كثيرة بما في ذلك دوري أبطال إفريقيا عامي 1997 و1999، بالإضافة إلى السوبر الإفريقي وكأس الأفروآسيوية.

وشهدت مسيرة الرجاء تاريخًا مميزًا في بداية الألفية حيث حقق عدة ألقاب محلية وقارية، وفي 2013، وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية ليحقق إنجازًا تاريخيًا كأول نادي إفريقي يتأهل لهذا الدور، حيث واجه بايرن ميونيخ الألماني في النهائي.

بعد فترة من الغياب عن الألقاب، عاد الفريق لتوهج مع تحقيق كأس العرش في 2017، ثم فاز بكأس الاتحاد الإفريقي في 2018 وكأس السوبر الإفريقي في 2019.

الرجاء في السنوات الأخيرة: استمرار الهيمنة المحلية والقارية

منذ عام 2020، واصل الرجاء تألقه على مختلف الأصعدة. في ذلك العام، توج بكأس محمد السادس للأندية الأبطال بعد فوزه على اتحاد جدة السعودي في النهائي، ليضيف اللقب العربي الكبير إلى خزائنه. وفي عام 2021، فاز الرجاء بكأس الكونفدرالية الإفريقية بعد انتصاره على شبيبة القبائل الجزائري، ثم أضاف لقب كأس السوبر الإفريقي بعد فوزه على الأهلي المصري.

في عام 2022، أضاف الرجاء لقبه التاسع في تاريخ كأس العرش، ليظل أحد الأندية المغربية الأكثر تتويجًا. ثم في موسم 2022-2023، فاز الفريق بلقب دوري البطولة الاحترافية، ليؤكد تفوقه المحلي، وأتبعه بلقب السوبر المغربي بعد فوزه على الوداد الرياضي.

واستمر الرجاء في التألق في 2024، حيث وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا في موسم 2023-2024، ما عزز مكانته في الساحة القارية. وفي 2025، يسعى الرجاء إلى تحقيق المزيد من النجاحات على المستوى القاري، حيث يطمح لتحقيق المزيد من الألقاب في دوري أبطال إفريقيا.

ختامًا

ومع هذه الإنجازات المميزة في السنوات الأخيرة، يظل الرجاء الرياضي في صدارة الأندية المغربية، موفرًا لجماهيره الأوفياء أوقاتًا من الفخر والاعتزاز. عيد ميلاد سعيد يا رجاء، ومزيدًا من العطاء والنجاح

زر الذهاب إلى الأعلى