كيف تحول محمد الشيبي إلى “أخطر ظهير” في أفريقيا؟
“من المفترض أن يكون 2011 عام المصالحة بين الرجاء وشبابه المتألقين، وعلى رأسهم محمد الشيبي مهندس تتويج المنتخب المغربي دون 20 عامًا مؤخرًا ببطولة كأس العرب”، هكذا كانت طليعة تقرير لصحيفة البيان المغربية قبل 12 عامًا.
في ذلك الوقت، كان قطاع الشباب في نادي الرجاء المغربي يمر بانتكاسة حقيقية وخلل واضح، استمر من عام 2007 -وهو الموسم الذي كان فيه محمد أولحاج وعبد الصمد أوحقي ومتولي آخر المنضمين إلى الفريق الأول- ومنذ ذلك الحين، لم يتم تصعيد أي لاعب إلى أن ظهر الشيبي.
يعود الفضل في تطوير الشيبي إلى مدرب الرجاء سابقًا، الروماني إيلي بلاتشي، الذي يثق في الشباب، تمامًا مثل رئيس النادي في تلك الفترة، عبد السلام حنات، لكن الفضل يعود أيضًا إلى النجم المغربي السابق، يوسف روسي، الذي كان يتولى الإشراف الفني العام على فرق الشباب.
وإن كانت البطولة العربية تحت 20 عامًا سنة 2011 قد شهدت تألق الشيبي، فالبطولة العربية للكبار في قطر 2021 قد أبرزت قيمته الفنية؛ حيث دخل في التشكيلة المثالية، ليقتنص بيراميدز لاحقًا خدماته.
أخطر ظهير في مصر وأفريقيا
عادةً، يُعرف الظهير في كرة القدم على أنه مدافع على طرف الملعب، يمتلك النزعة الدفاعية الأكبر، لكن الشيبي رغم ذلك يُعد أخطر من 99% من صناع اللعب في مصر وأفريقيا.
في الدوري المصري، لعب الشيبي 5 مباريات فقط، لكنه استطاع صناعة 16 فرصة للتسجيل لزملائه، وهو ثاني أكثر اللاعبين في الدوري المصري صناعة للفرص بعد جناح الإسماعيلي عبدالرحمن مجدي صاحب الـ20 فرصة، علمًا أن الأخير لعب مباراة أكثر من الشيبي.
هذا في الدوري المصري، لكن الشيبي في دوري أبطال أفريقيا، في مباراتين خاضهما مع بيراميدز، لا يتفوق عليه أي لاعب آخر في مسألة صناعة الفرص؛ حيث صنع 9 فرص للتسجيل.
الفرص التي صنعها الشيبي في الدوري المصري 11 منها من اللعب المفتوح، و5 فقط من الكرات الثابتة، وفي دوري أبطال أفريقيا صنع 7 من اللعب المفتوح، و2 من الكرات الثابتة. أي أن الشيبي يمتلك القدرة على الصناعة من اللعب المتحرك والكرات الثابتة، بفضل إجادته للتمرير البيني وإرسال العرضيات المتقنة، فهو الأفضل في العرضيات الصحيحة في مصر بواقع 10 عرضيات، والأمر نفسه في دوري أبطال أفريقيا، فهو الأكثر إرسالاً للعرضيات الصحيحة بواقع 4 عرضيات.
إذًا، نحن أمام ثاني أفضل صانع أفضل فرص في مصر، وأفضل ظهير في إرسال العرضيات الصحيحة، وأفضل صانع فرص في دوري أبطال أفريقيا، وأفضل ظهير جنب في العرضيات الصحيحة، وذلك على الرغم من وجود كوكبة من أفضل صناع اللعب في مصر وأفريقيا، على رأسهم عبد الله السعيد، وحسين الشحات، ورمضان صبحي، وأليندي مارسيلو.
الكرتي مفتاح تألق الشيبي
المفتاح الأول لتألق الشيبي هو مواطنه وليد الكرتي، وفي طريقة لعب المدرب جايمي باتشيكو، التي تعتمد على وجود 3 لاعبين في وسط الملعب.
يعطي باتشيكو تعليمات واضحة للاعب الوسط ،الذي يلعب إلى جانب الشيبي، وعادة يكون وليد الكرتي “بالميل” عليه والقيام بالتغطية في حالة قيام الظهير الأيمن بالانطلاق.
تُظهر الخريطة الحرارية للثنائي المغربي بالفعل وجود الكرتي بالقرب من الشيبي، الذي يتحرك أكثر في وسط ملعب الخصم، ليشبه الجناح الوهمي.
مصطفى فتحي في لعبه للداخل واستخدامه القدم اليسرى، يعطي أيضًا المجال للشيبي للانطلاق وإرسال العرضيات لفيستون مايلي، المميز في ضربات الرأس، أو وضع الكرات للقادمين من الخلف.
هذا التكتيك من باتشيكو له أضراره، فقد حرم وليد الكرتي كثيرًا من الزيادة الهجومية لمنطقة جزاء الخصم، علمًا أن الكرتي بفضل هذه الميزة كان يسجل الكثير من الأهداف باختراقه من الخلف للأمام، بعيدًا عن أعين المدافعين.
لكن الشكل الهجومي لبيراميدز بات أكثر ديناميكية في مسألة حسن التصرف بين الجناحين والظهيرين، وحركة ثنائي الوسط رقم 8، فبات لاعبو بيراميدز يغطون كل مربع في الثلث الهجومي الأخير، مع ضمان كثافة هجومية في منطقة الـ18.