زياش وأمرابط وأوناحي على فوهة بركان!

فَزَعٌ وهلعٌ يخيم على كل متابعي كرة القدم بالمغرب والمهتمين بها، والسبب يكمن في التراجع الخطير لجل محترفينا، بعد التألق المبهر في مونديال قطر الذي سيظل منقوشًا، في ذاكرة كل مغربي. تخوف لم يكن متوقعًا ولا منتظرًا لأهمية اللاعبين الممارسين بأوروبا ودول الخليج.

تراجع رهيب ومفزع جعل المهتمين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفًا من الاستمرار في التراجع بخطوات ثابتة للوراء، فمن منا كان يتوقع تراجع مستوى سفيان أمرابط، وعز الدين أوناحي، وحكيم زياش، ونايف أكرد واللائحة تطول.

بعد نهاية المونديال، الحلم ضرب الجميع أخماس في أسداس، وروجت الشائعات بتهافت كبار الأندية العالمية على لاعبينا المشاركين في كأس العالم بقطر، لكن لم تكن إلا أضغاث أحلام استيقظنا معها مع انطلاق الدوريات الأوروبية، بعدم التعاقد معهم وكانت جعجعة بلا طحين، روّج لها سماسرة الكرة سامحهم الله تعالى.

فها هو  عز الدين أوناحي من اللاعبين الأساسيين، داخل التشكيلة الرسمية للنخبة المغربية، إذ استطاع بسرعة كسب مكانته، أيام  حاليلوزيتش، وعزز ذلك من خلال مستوى لافت، بمباريات مونديال قطر .

تحت إشراف وليد الركراكي، تحول أوناحي، إلى لاعب ارتكاز داخل منظومته التكتيكية، فهو يشكل ثلاثيًا ناجحًا، مع كل من أشرف حكيمي وحكيم زياش، في تكامل لافت مع سفيان أمرابط وسليم أملاح.

كل هذه المميزات الفنية، جعلت المدرب الإسباني لويس إنريكي، يشيد بمستواه اللافت إلى درجة الانبهار، وعلى هذا الأساس توقع الجميع انتقاله، إلى نادٍ أوروبي يليق بقيمته، لمزيد من التألق.

مباشرة بعد انتهاء المونديال، تابعنا العديد من الأخبار، تتحدث عن رغبة مجموعة من الأندية الاستفادة من خدماته، سواء من إسبانيا أو إنجلترا، أو إيطاليا، إلا أن الجميع تفاجأ في الأخير بتوقيعه لمارسيليا.

ورغم أن النادي الفرنسي من بين الأندية المتوسطة، فإن اللاعب المغربي لم يتمكن من كسب المركز الأساسي فيه، وظل حبيس الاحتياط، حتى إن المدرب تيدور السابق أمره بالبحث عن نادٍ آخر، ولولا مجيء غاتوزو المدرب الجديد، لوجد اسمه في لائحة اللاعبين المغادرين في الميركاتو الشتوي.

وضعية جدًا مقلقة تهدد مسار أوناحي مع كتيبة أسود الأطلس، في عز الاستعدادات لكأس أفريقيا للأمم، المزمعة انطلاقتها خلال بداية السنة القادمة بكوت ديفوار، أي بعد شهرين ونصف فقط من الآن.

ونعرج على سفيان أمرابط لاعب له من المواصفات الكبيرة والمميزة، ما جعله قاب قوسين أو أدنى للتوقيع مع البارسا، وعاش لحظات نفسية رهيبة إلى آخر ساعة من إقفال موعد الميركاتو الصيفي، وأعرب إيريك تين هاغ، المدير الفني لمانشستر يونايتد، عن رضاه بخصوص التوقيع مع سفيان أمرابط. وأكد أنه “كان لدينا فقط كاسيميرو في هذا المركز والذي يمكنه اللعب فيه بشكل جيد. علينا أن نقدم تنازلات مع الآخرين، لكن مع سفيان أمرابط، لدينا خيار آخر”.

وأضاف: “مكنه كذلك اللعب جنبًا إلى جنب مع كاسيميرو لأن بإمكانه أيضًا أن يتقدم قليلاً إلى الأمام. لذلك من الجيد جدًا أن يحضر معنا، إنه ديناميكي للغاية، إنه جيد جدًا في المواجهات الثنائية. لذلك نحن سعداء بوجوده في الفريق وأعتقد أنه سيساهم في تحقيق أهدافنا الكبيرة التي حددناها”.

لكن مع توالي المباريات ليونايتد تحول سفيان إلى حقل تجارب لدى المدرب فمرة يحوله إلى ظهير أيسر وتارة أخرى في وسط الميدان، وكثر الحديث عن أسباب الخروج المبكر المفاجئ للدولي سفيان أمرابط، من مباراة فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي ضد نادي كوبنهاغن الدنماركي، عن الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا، وكذلك خلال المواجهة القوية ضد مانشستر سيتي.

وتساءلت جماهير المان يونايتد، عن أسباب قرار التغيير الذي أقدم عليه الهولندي إيريك تين هاغ، قبل بداية الشوط الثاني، بإخراج أمرابط وإقحام السويدي كريستيان إريكسن، مكانه، في غياب أي توضيح بشأن التغيير، على الرغم من الأداء الجيد، الذي قدمه الدولي المغربي، لكن توظيفه في الفريق خاطئ، ولا يرقى لطموحات أمرابط.

لكن المفاجأة تأتي من بيتر شمايكل، أسطورة مانشستر يونايتد، الذي انتقد مستوى أمرابط أمام مانشستر سيتي؛ إذ لعب النجم المغربي بشكل أساسي في خط وسط مانشستر يونايتد الدفاعي، وذلك بقوله: “من المثير للاهتمام أن نسمع ما يقوله إريك تين هاغ هناك لأنه عندما تجلس وتشاهد المباراة كمشجع، كانت لدي تجربة مختلفة عما وصفه في مقابلته”. وأضاف: “لا أعرف ما خطة لعبه، ولا أعرف ما قاله للاعبين، لكن عندما قال إنهم لعبوا شوطًا أول جيدًا فأنا لا أتفق معه”.

وأوضح: “أعني أنه يقوم بإجراء تغيير في الشوط الأول، هناك سبب لذلك لأنه لم يكن يعمل في خط الوسط. كان أمرابط بعيدًا جدًا عن وتيرة مانشستر سيتي، حيث كان بإمكانه فعل ما يريده”، وهكذا سيظل مصير أمرابط معلقًا حتى إشعار آخر.

ونقف عند النجم المغربي حكيم زياش الذي خرج من “براثن” النادي الإنجليزي تشيلسي بعد سنوات أمضاها مع البلوز على مقاعد الاحتياط إلا في مناسبات قليلة كان يشارك فيها.

كان “كابوس” تشيلسي يسيطر عليه وهو يلازم مقاعد البدلاء”، ويتلقى العديد من الانتقادات سواء من طرف الإدارة أو المدرب، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن البديل للخروج من الأزمة؛ لكن يظهر أن كرسي البدلاء يلازمه مع غلطة سراي، بعدما كان يعتقد الجميع أن كابوس زياش مع تشيلسي أنهاه نادي غلطة سراي، وأن النادي التركي سيمنح فرصة ثمينة للاعب المغربي من أجل الرد على المنتقدين وإثبات مقوماته الفنية والبدنية وإمتاع عشاق المستديرة كما فعل في المونديال؛ لكن يظهر أنه لم يتحقق أي شيء من هذا، إلى درجة الترويج للاستغناء عنه في الميركاتو الشتوي، والسبب التحاقه بالمنتخب المغربي وعدم الامتثال لناديه.

هذا غيض من فيض المشاكل التي يعانيها لاعبونا بالبطولات الأوروبية وهو الأمر الذي يجعل وليد الركراكي في حيرة من أمره، والعد العكسي لانطلاق الكأس الأفريقية انطلق، وإقصائيات كأس العالم 2026 خلال منتصف هذا الشهر؛ فما الوصفة العلاجية التي سيقدمها الركراكي للخروج من هذه الأزمة؟ 

زر الذهاب إلى الأعلى