عقوبات كبيرة تحاصر الرياضة الروسية.. تعرف إلى أحدث تفاصيلها

تسبب الغزو الروسي على الأراضي الأوكرانية في تسليط عقوبات رياضية عديدة على دولة روسيا، جاءت من منطلق رفض الجهات ذات العلاقة بالشأن الرياضي كالاتحادات والشركات الراعية وغيرها، مثل هذه الخطوات التصعيدية من الجانب الروسي.

 

وتوالت العقوبات الرياضية على روسيا من قِبل العديد من المؤسسات الرياضية؛ إذ أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الأحد 27 فبراير/ شباط، مجموعة من الإجراءات ضد روسيا، تتمثل في حرمانها من رفع العلم الروسي وأداء النشيد الوطني للدولة في الاستحقاقات الكروية الدولية، مع خوض منتخب روسيا مبارياته بوصفه منتخبا مُضيفا تحت اسم “الاتحاد الروسي لكرة القدم”، وفي ملاعب محايدة وبدون جماهير، وذلك على خلفية غزو روسيا الأخير للأراضي الأوكرانية.

 

وتفاعلت العديد من الاتحادات مع قرارات “فيفا”؛ إذ قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم رفض اللعب ضد روسيا تحت أي شعار أو مسمى، وذلك ردا على القرارات  التي اتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

 

ومن جانبه، رفض الاتحاد السويسري لكرة القدم اللعب ضد روسيا حتى إشعار آخر، وأعلن نادي شالكه الألماني العريق عن فسخ شراكته مع عملاق الغاز الروسي “غازبروم”، بعد تسارع أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا، وانضمت الدنمارك والنرويج إلى قائمة الدول الرافضة لمواجهة منتخب روسيا.

 

وكتب شالكه في موقعه الرسمي: “قرر مجلس إدارة أف سي شالكه 04، بالاتفاق مع مجلس الرقابة، فسخ شراكة النادي مع غازبروم قبل انتهاء مدته”، بعد أن أعلن الأسبوع الماضي عن إزالة اسم “غازبروم” من قميص ناديه في مباراة ضمن الدوري المحلي.

وطالبت اللجنة الأولمبية الدولية، الجمعة 25 فبراير، جميع الاتحادات الرياضية الدولية بـ”نقل أو إلغاء” كل البطولات المقررة في روسيا وبيلاروسيا، وعدم رفع أي علم وطني روسي أو بيلاروسي، وعدم أداء النشيدين الوطنيين لهذين البلدين في المباريات أو البطولات التي يشارك فيها رياضيوها، وفقا لما ذكرته اللجنة في بيان.

 

وجُرّدت مدينة سان بطرسبورغ الروسية من استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا لمصلحة باريس، وتحوم شكوك بشأن مصير عقد رعاية “غازبروم” للاتحاد الأوروبي “يويفا”، والذي تُقدَّر قيمته بـ40 مليون يورو سنوياً.

 

وأُلغيت جائزة روسيا الكبرى للفورمولا 1، وهناك دعوات جدية لشطب روسيا من الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال 2022، في  شهر مارس/ آذار المقبل.

 

أصوات الرياضيين الروس

 

لم يخجل نجوم الرياضة الروس من التعبير عن قلقهم من غزو روسيا لأوكرانيا؛ إذ صدرت أصوات مندّدة  بالحرب من لاعب التنس آندي روبليف الذي تُوِّج الأحد (27 فبراير) بدورة دبي لكرة المضرب، ومن لاعب كرة القدم الدولي فيدور سمولوف، ونجم هوكي الجليد المحترف في الولايات المتحدة أليكس أوفيتشكين، والدرَّاج بافل سيفاكوف.

 

وعلق مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية، مايكل باين، على ردود أفعال الرياضيين الروس، قائلا لفرنس برس: “لا يمكن لآراء الرياضيين الروس، بما يمتلكونه من قواعد جماهيرية، سوى أن تعزز شكوك المواطنين تجاه قرارات قيادتهم، وتقوّض الدعم المحلي لشن الحرب”.

 

في المقابل، قلل المدير التنفيذي السابق في الأولمبية الدولية، تيرينس بيرنز، من أهمية هذا التأثير، قائلا: “أنتم تفترضون أن الشعب الروسي يرى ويقرأ ويسمع الأخبار الحقيقية”.

 

وتابع: “لا أصدّق هذا الأمر. ستصوّر الحكومة روسيا كأنها ضحية مؤامرة عالمية كبرى تقودها الولايات المتحدة والغرب.. عبارة مجازية استُخدمت بنجاعة منذ أيام الاتحاد السوفييتي”.

 

خسائر مالية رياضية

 

أكد بيرنز أن الرياضيين يجب أن يُعاقبوا على سوء تصرّف حكوماتهم، وذلك بقوله: “أعتقد أن روسيا يجب أن تدفع ثمن ما اقترفته. لسوء الحظ، يتضمن ذلك الرياضيين أيضا”.

 

وأضاف: “أناس كثيرون، مثلي أنا، كانوا يعتقدون أن مساعدتهم على استضافة الأولمبياد وكأس العالم قد تساعد على انفتاح المجتمع وتحريره، ومن الممكن أن تخلق مسارات جديدة لتقدم شعب روسيا. نحن مخطئون مرة أخرى”.

 

بدوره، يعتقد باين روبرتسون أن السماح للروس بالتنافس في ظل عجز الأوكرانيين عن ذلك بأنه أمر: “لا يمكن تصوره من الناحية الأخلاقية”.

 

وأكد باين أن الرياضات الفردية ينبغي أن تنظر إلى مشهد أخلاقي أكبر من خسائرها المحتملة نتيجة إنهاء عقود رعاية روسية، وذلك بقوله: “يواجه عالم الرياضة خطر خسارة المزيد بحال عدم الاستجابة، مقارنة مع خسارة راعٍ روسي أو اثنين”.

 

وكشف روبرتسون، المشرّع السابق الذي شغل منصب وزير الرياضة والأولمبياد وأسهم في نجاح أولمبياد لندن 2012، عن موقفه من العقود مع الشركات الروسية، قائلا: “يتعيّن على عالم الرياضة أن يفطم نفسه عن المال الروسي”.

 

وتابع: “في الأيام القليلة الماضية، بدا واضحا أن العقوبات السياسية والاقتصادية والتجارية ستؤذي الغرب كما روسيا، لكنه ثمن يجب أن نتحمله لتحقيق مصلحة أكبر”.

 

وأكد روبرتسون أنه لا يمكن لعالم الرياضة أن يقف مكتوف الأيدي أمام الغزو الروسي، قائلا: “الغزو الروسي لأوكرانيا سيؤثر في الرياضة، لكن عواقب التقاعس أو المراوغة ستكون أكثر خطورة”.

 

تقرير: يويفا يطرد سبارتاك موسكو الروسي من بطولة الدوري الأوروبي

 

قالت صحيفة “بيلد” الألمانية، اليوم الاثنين 28 فبراير، إن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” قرر طرد فريق سبارتاك موسكو من الدور ثمن النهائي لبطولة الدوري الأوربي.

وسبق لسبارتاك موسكو أن حجز مقعده في ثمن نهائي البطولة القارية، ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية نقلا عن صحيفة “بيلد”، فإن رئيس لايبزيغ الألماني، أوليفر مينتسلاف ادعى بوجود اتجاه لإلغاء مواجهة ناديه للفريق الروسي في دور الـ16 من الدوري الأوروبي.

يُذكر أن قرعة الدور ثمن النهائي للدوري الأوروبي أسفرت عن مواجهة لايبزيغ لسبارتاك موسكو في مباراتي ذهاب وعودة تُلعبان يومي 10 و17 مارس المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى