5 أسباب لنكسة الملاكمة المغربية بطوكيو

وكالات

لا أحد توقع أن المنتخب المغربي للملاكمة، الذي صرف على تدريبه وإعداده لأولمبياد طوكيو مبلغ يفوق 400 مليون سنتيم، سيخرج من الدورة الأولمبية الحالية بطريقة مذلة.6 ملاكمين وملاكمتان و6 نزالات و6 هزائم في الدور الأول، ناهيك عن “شوهة” تناقلتها وسائل الإعلام الدولية بعد محاولة الملاكم يونس باعلا عض أذن خصمه النيوزيلاندي. هذه النكسة لم تكن لتحدث لولا 5 أسباب نستعرضها فيما يلي:

1- عطيونا رزقنا

على بعد أيام معدودة من موعد انطلاق الألعاب الأولمبية الحالية أعلن ملاكمو المنتخب الوطني التمرد. “ما مدربينش .. ما مسافرينش.. عطيونا رزقنا”. بهذه الكلمات انتفض الملاكمون في وجه الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، حيث طالبوا بالحصول على منحة التأهل الأولمبي المحددة قيمتها في 20 مليون سنتيم لكل ملاكم، كشرط لا تنازل عنه من أجل السفر إلى روسيا لخوض المعسكر الإعدادي الأخير، قبل دخول غمار المنافسات.

بعد مفاوضات شاقة قادها جواد بلحاج رئيس الجامعة، التحق محمد الصغير ومحمد حموت بالمعسكر، الذي انطلق بمشاركة ملاكمين فقط، في حين واصل عبد الحق ندير ويونس باعلا تمردهما، الأيام إضافية، قبل الانضمام إلى زملائهما في روسيا بعد الحصول على تسبيق من المنحة.

2- نفسية محطمة

بدا واضحا في كل نزالات الملاكمين المغاربة، خلال الدورة الأولمبية الحالية، أن الحالة النفسية لم تكن على ما يرام، بدليل الشرود الذهني، الذي سيطر على الملاكمين المغاربة، وجعلهم يسلمون بالهزيمة منذ الجولة الأولى، دون بذل أي مجهود لأخذ المبادرة، ومفاجأة الخصم.

هذه الهزيمة النفسية، ربطها منير بربوشي المدير التقني الوطني للجامعة الملكية المغربية للملاكمة، بعدم صرف منحة التأهل قبل التوجه إلى طوكيو لرفع معنويات الملاكمين، إضافة إلى أن الملاكم المغربي يرى أنه لا يتوفر على مستقبل مضمون في رياضة الملاكمة، ناهيك عن كون اللجنة الوطنية لرياضيي النخبة لم تتحرك من أجل رياضة الفن النبيل عبر تحسين ظروف الممارسة وتحسين الوضعية المادية والاجتماعية للممارسين.

3- حمل أولمبي

7 أسماء مغربية حجزت بطاقة التأهل إلى أولمبياد طوكيو، غير أن 6 منها فقط سمح لها بحمل القميص الوطني، بينما تم استبعاد خديجة المرضي، بسبب خوف الأطباء على حياتها!!

بطلة المغرب وإفريقيا، والمصنفة الثالثة عالميا، و”الملاكمة اللي كنا تانتسناو ميداليتها، استعدت للأولمبياد بكرشها”. المرضي التي كانت مرشحة بقوة للتتويج، حملت وأنجبت مولودها بعملية قيصرية على بعد شهر من الأولمبياد، واضطرت بعد ذلك لإنقاص 20 كيلوغراما من وزنها، قبل أن يقرر الأطباء في مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، أن مشاركتها في الألعاب مستحيلة بسبب احتمال تعرض حياتها للخطر في حال تلقيها ضربة تحت الحزام، علما أنها استمرت طيلة مدة حملها في الحصول على منحة التضامن الأولمبي، وتعويضات الإعداد، بدل أن يتم العمل على تأهيل ملاكمة أخرى، لتفادي ضياع مقعد للملاكمة المغربية في الدورة الحالية!

4- وزن زائد

الصدمة كانت كبيرة بعد اكتشاف زيادات مختلفة في أوزان أغلب ملاكمي المنتخب الوطني، على بعد أيام قليلة من انطلاق الحدث الأولمبي، ليبقى السؤال الكبير معلقا “فين كان جيش مدربي الجامعة وعلاش ما راقبش الأوزان بشكل متواصل”!!

وزن يونس باعلا على سبيل المثال تجاوز 100 كيلوغرام، رغم أنه تأهل في وزن أقل من 91 كيلوغراما، مما جعله يدخل في سباق مع الزمن ليتخلص من 10 كيلو غرامات في 10 أيام، والأمر ذاته بالنسبة لمحمد حموت، الذي اضطر لخوض تداريب مكثفة من أجل التخلص من 15 كيلوغراما من وزنه قبل أيام من موعد نزله الأول في دورة طوكيو، ضمن فئة وزن أقل من 57 كيلوغراما.

في الوقت، الذي كانت المنتخبات الأخرى تركز على التحضير الذهني والتقني، كان هاجس المنتخب المغربي، تطبيق “ريجيم” صارم وتداريب شاقة لاستعادة الوزن المطلوب!!

5- صراعات خفية

العلاقة بين مدربي الملاكمين المغاربة في طوكيو، وقبل السفر إلى طوكيو، كانت وظلت شبيهة بالعلاقة بين “الضريرات”, تحت شعار “السن يضحك السن والقلب فيه غبينة”.

مصادر من داخل البعثة المغربية إلى الأولمبياد، كشفت ل”الأحداث المغربية” عن وجود صراعات خفية داخل الطاقم التقني للفريق الوطني، في ظل تشكي عدد من المدربين والملاكمين مما يسمونه محاولة أعضاء الطاقم التقني التحول إلى “سوبر مدرب” يصول ويجول. ينهر ويسب هذا وينفجر في وجه الٱخر، ويتحكم في الجميع داخل الطاقم التقني للفريق الوطني للملاكمة!

منير بربوشي المدير التقني الوطني للملاكمة، الذي قدم يوم السبت الماضي استقالته من مهامه, اعترف في حوار مع “الأحداث المغربية” بأن الصراعات داخل الطاقم التقني وسلوكات أخرى ربما كان لها تأثير سلبي على الملاكمين ونتائجهم، مضيفا أنه سيتم إطلاع المكتب المديري للجامعة على تفاصيل كل ما حصل في طوكيو، من أجل اتخاذ القرارات اللازمة.

زر الذهاب إلى الأعلى