كأس العالم للأندية هل باتت قريبة من الشباك العربية؟

تستعد قطر لاستضافة منافسات كأس العالم للأندية 2020، فبعد تأجيل البطولة عن موعدها الدائم في شهر ديسمبر بسبب جائحة كورونا، تم تأخير إقامتها عن موعدها الجديد في الأول من فبراير المقبل إلى الرابع منه بعد انسحاب أوكلاند سيتي النيوزلندي بطل أوقيانوسيا، نظرا للإجراءات الصحية المتخذة في نيوزلندا بسبب انتشار الفيروس.

تعتبر هذه البطولة الوحيدة للأندية برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم وقد حاول مرارا تطويرها تنظيميا، من خلال توسيع باب المشاركة لرفع مستوى المنافسة، لكن الفيفا فشل في تحقيق مبتغاه حتى في بطولة عام ألفين التي شهدت مشاركة ثمانية فرق بينها مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني. وحينها فشل الفريق الإنجليزي في تجاوز مجموعته بينما اكتفى الملكي بالمركز الرابع، وهذا ما عكس عدم اهتمام الفرق نسبيا بهذه البطولة من جهة وعدم جدوى توسيعها، خاصة أنها تقام مع استمرار الدوريات الأوروبية، ما يصعب تحقيق التوافق بين تلك الاتحادات والفيفا.

بالمقابل بدأت المسابقة بأخذ حيز أكبر لدى الجماهير العربية، خاصة مع احتضان الملاعب العربية المغرب والإمارات، والآن قطر، مباريات البطولة ما يفتح الباب أمام تلك الجماهير لمشاهدة الفرق الأوروبية التي يشجعونها كريال مدريد وبرشلونة وغيرهما، إضافة إلى النجوم العالميين الذين يفضلونهم كرونالدو وميسي ومشاهدة آخرين من على المدرجات، كما أن استضافة فرق بذلك الحجم كان بعيد المنال قبل أن تصبح المنطقة العربية حاضنا دائما لها.

بالإضافة إلى استضافة البطولة، فقد تركت المشاركة العربية بصمتها، فمنذ عام 2006 لم تغب المشاركة العربية سوى عن بطولتي 2015 و2016 اللتين أقيمتا في اليابان، كما أن معظم البطولات أقيمت بمشاركة فريقين عربيين ومنها ما شهد وجود ثلاثة فرق عربية كما حدث في النسخة الماضية بحضور الترجي الرياضي التونسي بطل إفريقيا والهلال السعودي بطل آسيا، إضافة إلى السد القطري بطل الدولة المستضيفة، وبالحديث عن الحضور العربي لا بد من التوقف بفخر عند نتائج بعضها، ففي نسخة 2013 التي أقيمت في المغرب وصل الفريق المستضيف الرجاء البيضاوي المباراة النهائية، وفي بطولة 2018 وصل المستضيف العين الإماراتي النهائي والجميع يتذكر جمال الصورة التي تركها الفريق الإماراتي قبل خسارته بصعوبة أمام ريال مدريد.

النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية تشهد مشاركة الدحيل بطل قطر صاحب الضيافة، وبايرن ميونيخ الألماني بطل دوري أبطال أوروبا، والأهلي المصري بطل القارة السمراء، وتايغرز المكسيكي بطل الكونكاكاف، وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي بطل القارة الصفراء، و بالميراس البرازيلي بطل كوبا ليبرتادوريس.

الجماهير العربية تنتظر الكثير، سواء من الدحيل أو الأهلي، وعلى الرغم من أنهما سيتواجهان في انطلاقة مشواريهما في البطولة إلا أن العديد يرى في ذلك إيجابيات أكثر منها سلبيات، فهي مواجهة عربية في بطولة عالمية، كما أن العرب ضمنوا مقعدا في نصف النهائي لمواجهة بايرن ميونيخ، وفي حال تأهل أي منهما فإن المتعة مضمونة وإن كانت كفة الترشيحات تصب في مصلحة الفريق المصري لقدرته على التعامل مع مباريات كبيرة من هذا الحجم، إضافة إلى استعداده البدني والفني، وهو ما أكده خلال مسيرته قبل التتويج باللقب القاري.

نعم لا يختلف اثنان على أن مهمة الفريقين العربية ستكون صعبة في عبور البافاري، لكن الأكيد أن أيا من الفرق المشاركة تدرك صعوبة الفوز على الفريق الألماني المتوج بخماسية ثلاثية محلية وثنائية قارية.

لكن بمنطق كرة القدم لو كانت الترشيحات كافية للتتويج لما فاز منتخب الدنمارك أوالمنتخب اليوناني باليورو، وما وصل منتخب كوريا الجنوبية المربع الذهبي للمونديال، وما بلغ العين الإماراتي نهائي مونديال الأندية، فمنطق كرة القدم يترك عند كل مشجع بارقة أمل في تتويج فريقه ونحن الجماهير العربية لدينا الأمل في أن تنكسر الجرة هذه المرة ويدخل لقب العالم للأندية خزائن الأندية العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى