عقد إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي، مؤتمره الصحفي، مساء الجمعة، قبل مواجهة فريقه اللندني أمام سندرلاند، غدا السبت، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتحدث ماريسكا عن الحالة البدنية للاعبين وتطور المواهب الشابة، ومستقبل المهاجم الشاب مارك جويو، إلى جانب رؤيته للمنافس القادم، وطرق التعامل مع ظاهرة تألق الصغار في البلوز.
واستهل ماريسكا حديثه بالتأكيد على استقرار الحالة الطبية للفريق، قائلا “لا نعاني من إصابات جديدة. ليام ديلاب شارك في الحصة التدريبية مع الفريق أمس للمرة الأولى، لكنه لن يكون متاحا لمباراة الغد أمام سندرلاند، بل من المحتمل أن يعود في المباراة التالية أمام وولفرهامبتون في كأس الرابطة”.
وأوضح أن جدول تعافي اللاعبين قد يتغير تبعًا للاستجابة الفردية، بقوله “الجدول الزمني للتعافي يمكن أن يتغير قليلا. يعتمد ذلك على مدى التحسن أو التراجع، لكنني أعتقد أنه سيكون متاحًا لمواجهة وولفرهامبتون”.
وعن كيفية الموازنة بين مشاركة اللاعبين الأساسيين وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة مثل البرازيلي إستيفاو، قال ماريسكا “بالنسبة لي، تحقيق التوازن أمر سهل. لدينا 24 أو 25 لاعبا جيدا، لكن في النهاية لا يمكن أن يبدأ سوى 11 لاعبا فقط. منذ انضمامي إلى النادي، أوضحت أن التشكيلة تتغير حسب الخطة والمباراة”.
وتابع “أعرف أن اللاعبين غير سعداء بعدم المشاركة، ولكن الأمر لا يتعلق بلاعب واحد بل بالجميع. هم يدركون أيضا أنهم لا يستطيعون اللعب في كل مباراة”.
وأكد المدرب الإيطالي، أن أساسه في التعامل، لا يعتمد على العمر، بل على الموقف، قائلا “الأمر نفسه مع الجميع، لا يهم العمر. إذا قلت لتوسين أدارابيو، وهو الأكبر سنا في الفريق، إنه لن يشارك، فلن يكون سعيدًا. ليست المسألة مرتبطة بالعمر، بل اللاعب عندما لا يشارك لا يكون سعيدا، لكن عليهم أن يفهموا أنهم لا يستطيعون اللعب في كل مباراة”.
وأشاد ماريسكا بتطور اللاعبين الشباب في الفريق، بعد الأداء المميز أمام أياكس في دوري الأبطال، منوها “قلت بعد مباراة أياكس، إنها كانت ليلة خاصة للنادي والمشجعين، لأن العديد من اللاعبين الشباب شاركوا. نحن ممتلئون بالمواهب الشابة الجيدة، ودوري هو مساعدتهم يومًا بعد يوم ليصبحوا أفضل. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحسين الفريق، من خلال تطوير اللاعبين”.
وأضاف موضحا أسلوب العمل مع الصغار “نحاول أولًا أن نساعدهم على فهم طريقة اللعب، ولدينا طاقم تدريب متخصص يعمل معهم بعد كل حصة تدريبية. نمنحهم وقتا إضافيا لتحسين أدائهم، لأنهم ما زالوا صغارا ويحتاجون للتطور. حتى اللاعبون الأكبر سنًا بحاجة إلى التحسن، وإذا أردت تحسين الفريق فعليك أن تبدأ بتحسين اللاعبين”.
وحول رأيه في مدرب سندرلاند ريجيس لو بريس، قال ماريسكا إنه يتابع الفريق منذ الموسم الماضي، قائلا “قضيت موسما في دوري الدرجة الأولى مع ليستر، وأحببت البطولة كثيرًا. رغم أننا الآن نلعب في البريميرليج ودوري الأبطال، إلا أنني ما زلت أشاهد مباريات التشامبيونشيب، وأتابع سندرلاند منذ الموسم الماضي عندما تولى المدرب الجديد المسؤولية. إنهم يقدمون أداءً جيدًا جدًا، ليس فقط هذا الموسم بل منذ العام الماضي أيضًا. يلعبون كرة جميلة، وهم فريق قوي بدنيًا. أحب الطريقة التي يعملون بها”.
وتحدث ماريسكا عن المهاجم الإسباني الشاب مارك جويو، قائلا “مارك هو رقم 9 كلاسيكي. قوي بدنيا، لاعب منطقة جزاء. ما زال بحاجة إلى التطور ويمكنه أن يصبح أفضل بكثير. نعمل معه يوميًا لمساعدته. قلت سابقا إنه سيلعب معنا مباريات هذا الموسم. نحن نعلم أن جواو بيدرو يمكنه اللعب كمهاجم أو خلف المهاجم، وهو يؤدي بشكل أفضل عندما يكون بجانبه مهاجم صريح”.
وكشف المدرب عن حديث صريح جمعه بجويو بعد استعادته من الإعارة إلى سندرلاند “تحدثت معه قبل أسابيع. أخبرته أنني لم أكن راضيا عن مستواه في التدريبات. كان عليه أن يتغير، وبالفعل فعل ذلك، فحصل على فرصته”.
ولم يُخفِ ماريسكا، انتقاده السابق له قائلا: “بصراحة، لم يكن يتدرب جيدا على الإطلاق. لا أعرف السبب، وهذا طبيعي مع اللاعبين الصغار. أحيانا يكونون في حالة ذهنية معينة ثم يتغيرون. لكن منذ تلك المحادثة، تغير كل شيء. إنه يعمل بشكل رائع الآن”.
وعن مدى جاهزية جويو للعب أساسياً، أكد المدرب الإيطالي بثقة: “بكل تأكيد، هو جاهز لبدء مباراة في الدوري الممتاز”.
وحين سُئل عن احتمال إعارته مجددا بعد عودة ديلاب من الإصابة، أجاب مبتسما: “يا إلهي، نحن في أكتوبر/تشرين أول، في كرة القدم يمكن أن تتغير الأمور بسرعة شديدة، سواء بالنسبة للاعبين أو المدربين أو أي شخص. من الصعب جدًا قول ذلك الآن”.
وانتقل ماريسكا للحديث عن النجم البرازيلي الصاعد إستيفاو، مؤكدا أن النادي يوفر له كل الدعم اللازم للتأقلم.
ولفت “لدينا أندري سانتوس وجواو بيدرو يساعدانه كثيرًا، لأنهما معتادان على أجواء أوروبا. نحن كجهاز فني نحاول منحه الدعم والاهتمام اللازم، وليس هو فقط، بل كل اللاعبين الشباب القادمين من الخارج. كما قلت، هو لاعب مميز، والجميل فيه أنه لا يفكر إلا في كرة القدم، يستمتع بها وهو سعيد. عائلته أيضًا تقوم بعمل رائع في طريقة تربيته”.
واختتم ماريسكا، مؤتمره، بالإشادة بسلوك قائد الفريق إنزو فيرنانديز خلال مباراة منتصف الأسبوع، عندما منح الكرة لإستيفاو لتسديد ركلة الجزاء قائلا “قلت للاعبين بعد المباراة إننا سعداء بالفوز والنقاط الثلاث، لكن الأهم بالنسبة لي هو تصرف إنزو عندما أعطى الكرة لإستيفاو. هذا يظهر مدى التماسك بين اللاعبين في هذه اللحظة، وهذا ما نحتاجه إذا أردنا تحقيق شيء مهم”.
