حافظ النجم التركي أردا جولر، لاعب وسط ريال مدريد، على تواضعه رغم تألقه اللافت هذا الموسم، مؤكدًا أنه لا يعتبر نفسه قد توج بدوري أبطال أوروبا بعد، لأن اللقب الذي حققه مع الفريق لم يكن بمشاركته الفعلية.
وقال جولر، خلال مقابلة مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية: “أحب المقارنات بين كريستيانو رونالدو ومسعود أوزيل من جهة، مع كيليان مبابي وأردا جولر من جهة أخرى.. لقد حقق الثنائي الأول إنجازات عظيمة، لكن النجاح الكبير لا يتحقق إلا بفريق متكامل، وليس بلاعبين فقط”.
وأضاف: “موهبة كيليان وموهبتي تتكاملان جيدًا ونفهم بعضنا، وأحيانًا نتحدث قبل المباريات حول ما يجب علينا فعله.. عندما انتقلت إلى ريال مدريد كنت أعلم أنني في أكبر فريق بالعالم، لكن منذ أول حصة تدريبية أدركت أنني أمتلك الكفاءة للعب هنا، ولم يكن لدي أدنى شك في نجاحي”.
“صدق ووضوح”
وتابع: “جوني كالافات (رئيس كشافة ريال مدريد) شرح لي الخطة منذ البداية، وأخبرني بأن السنة الأولى ستكون صعبة، لأن الوضع يختلف بالنسبة للاعب شاب.. وقال لي إنني أتيت لخلافة لاعبين مثل لوكا مودريتش وتوني كروس.. وكل شيء كان واضحًا وصادقًا”.
وأضاف: “أعتقد أنني اكتسبت احترامًا كبيرًا مؤخرًا، خلال تدريبات التسديد في نهاية المران، وبهذه الطريقة يصبح من الأسهل طلب الكرة، عندما تُرتكب مخالفة حول منطقة الجزاء.. وفي الوقت نفسه يجب أن تحترم ناديك والآخرين، فعندما يأتي (لاعب مثل) مودريتش مثلا ويريد التسديد، عليك أن تترك له الكرة دون كلمة”.
وعن المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، قال: “أنشيلوتي أحد أعظم المدربين في التاريخ، دعونا لا ننسى أنه قال إنني سأكون، يومًا ما، أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم.. ابنه دافيد حاول دائمًا مساعدتي، وأنا ممتن لذلك.. كانت الأوقات التي لم ألعب فيها صعبة، لكنها أشعلت طموحي، وكنت أنتظر دوري فقط”.
مكافأة ريال مدريدوفقًا لتقارير صحفية إسبانية، يدرس النادي الملكي مكافأة جولر على تألقه اللافت في انطلاقة الموسم الجاري.
فبحسب شبكة “ديفينسا سنترال”، يفكر النادي في تمديد عقده حتى عام 2031، ورفع راتبه من 2.6 مليون إلى 4.5 مليون يورو سنويًا، بشرط أن يحافظ على مستواه الحالي.
وخلال 10 مباريات هذا الموسم، سجل جولر 3 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة، أي أنه يساهم في هدف تقريبًا كل مباراة ونصف.
ووفقًا لموقع “Fbref”، يُعد الدولي التركي أكثر لاعب صناعة للتمريرات المفتاحية في الدوري الإسباني (22 تمريرة)، والسابع في عدد الفرص التي تنتهي بتسديدة (36 فرصة).
وعلق مدربه تشابي ألونسو على تطوره، قائلًا: “إنه يتقدم بخطوات كبيرة، ليس فقط بفضل موهبته، بل بقدرته على فهم الدور وإعطاء التوازن، والسيطرة على الإيقاع وربط الخطوط”.
تفاهم مميز مع مبابيوأصبحت العلاقة بين جولر وكيليان مبابي من أبرز ملامح ريال مدريد الجديد، إذ أسفر التناغم بينهما عن خمسة أهداف هذا الموسم، صنع جولر أربعة منها للنجم الفرنسي، بينما رد مبابي بتمريرة حاسمة للتركي.
أسلوب جولر السريع في التمرير والرؤية المسبقة للملعب، يتكامل مع انطلاقات مبابي خلف الدفاع، ليشكلا ثنائيًا مرشحًا لقيادة الخط الأمامي، في مشروع ألونسو الطموح لإعادة بناء هوية ريال مدريد الهجومية.
تفوق رقمي وشخصية هادئةكما تؤكد تقارير مرصد كرة القدم (CIES) أن جولر يتصدر قائمة أفضل اللاعبين (تحت 21 عامًا) في العالم، في فئتين رئيسيتين: نسبة الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط (89%)، وعدد التمريرات التي تضع زملاءه في وضع تسديد مباشر نحو المرمى (0.68 في كل 90 دقيقة).
هذه الأرقام تعكس نضجًا استثنائيًا، وقدرة على اتخاذ القرار السليم في المواقف المعقدة، وهو ما يميزه عن كثير من لاعبي جيله.
مايسترو المستقبلالصحف الإسبانية تصفه اليوم بأنه “المفتاح السحري” في وسط ريال مدريد، حيث يجمع بين الذكاء والهدوء والجرأة، وأصبح القلب النابض للفريق بعد رحيل مودريتش واعتزال كروس.
وعن فوزه بدوري الأبطال، قال جولر: “دوري الأبطال الذي حققته لم يكن لي، وأريد الحصول على لقب جديد، أكون مساهمًا فيه بشكل كبير.. أثق بأننا نسير في الاتجاه الصحيح مع تشابي ألونسو.. لا أعرف كم سيستغرق الأمر، لكننا سنكون مستعدين”.
وبخصوص زميله الفرنسي كيليان مبابي، قال: “أعتقد أنه يجب أن نترك مبابي يلعب حيث يريد، يجب أن يستفيد من الحرية التي تمنحها موهبته.. إذا عاد إلى الوسط أو تراجع قليلًا، فهذا ليس بلا سبب، هو يفهم ما يتطلبه اللعب، وعندما يفعل ذلك، يكون علي أن أذهب واحتل مكانه”.
بهذا الهدوء والنضج والوعي التكتيكي، يبدو أن أردا جولر يسير بخطى ثابتة، ليصبح أحد رموز الجيل الجديد في ريال مدريد، ووريثًا شرعيًا لعرش صناع اللعب في القلعة الملكية.