المنتخب يزرع والدوري يحصد.. كيف يستفيد روشن من تأهل السعودية للمونديال؟

المنتخب يزرع والدوري يحصد.. كيف يستفيد روشن من تأهل السعودية للمونديال؟
حجم الخط:

تأهل تاريخي حصده المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، بعد العديد من المحطات الصعبة التي ثارت فيها الشكوك حول إمكانية تحقيق هذا التأهل.

وقضى “الأخضر” على كل هذه الشكوك بعد أن تصدر مجموعته في الملحق الآسيوي برصيد 4 نقاط، مستفيدًا من تفوقه على منتخب العراق بفارق الأهداف المسجلة، بعد تعادلهما سلبيًا، مساء الثلاثاء، على ملعب الإنماء.

تلك الشكوك لم تكن تراود المنتخب السعودي وحده، بل كانت توجه السهام إلى الدوري السعودي نفسه، الذي دخل قفص الاتهام باعتباره مسؤولًا عن تردي أداء “الأخضر” في التصفيات، وفشله في التأهل إلى المونديال بشكل مباشر.

واعتبر البعض أن زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 8 منذ بداية موسم 2023-2024، ثم إلى 10 مع بداية الموسم الماضي، أثر على اللاعبين المحليين، وتسبب في خفض مستوياتهم بعد أن تحول بعضهم إلى لاعبين بدلاء.

ما زاد من حدة تلك الاتهامات أن المنتخب السعودي حجز مقعده في كأس العالم 2018 و2022 بشكل مباشر، دون دخول مرحلة الملحق، وهو ما لم يحدث في تلك التصفيات، الأولى التي تُقام بعد زيادة عدد المحترفين.

وحال واصل “الأخضر” نتائجه السلبية في التصفيات، كانت تلك النغمة سترتفع، وستجد لها الكثير من المؤيدين، ما كان سيدفع المسؤولين للتفكير في تغيير الشكل الجديد للدوري السعودي، وتقليص عدد المحترفين، من أجل خدمة المنتخب في الاستحقاقات المقبلة.

غير أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 أنهى كل تلك الاحتمالات، وأبقى على الشكل الحالي لدوري روشن السعودي للمحترفين حتى إشعار آخر، وسمح بتطوره على النحو المُنتظر في السنوات المقبلة.

منذ بداية الشكل الجديد للدوري السعودي في موسم 2023-2024، ثار التساؤل بشكل دائم حول وجود “روشن” ضمن الدوريات الكبرى في العالم، في ظل اجتذاب النجوم من كل حدبٍ وصوب.

وبين موافقٍ ومعارض، لا يمكن تجاهل تأثير تأهل أي منتخب إلى بطولة كأس العالم على قوة الدوري الذي ينتمي له ودرجة تصنيفه.

وبالنظر إلى الدوريات الخمسة الكبرى: (الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي)، نجد أن منتخباتها تكون دائمًا حاضرة في نهائيات كأس العالم، بل وتقطع أشواطًا كبيرة في الأدوار النهائية.

صحيح أن منتخب إيطاليا لم يتأهل إلى آخر نسختين، ولكن هذا استثناء وليس قاعدة، إذ إنه لم يتغيب عن البطولة منذ عام 1958، قبل أن يحدث ذلك في 2018، أي بعد 60 عامًا.

لذا كان من الضروري أن يتواجد المنتخب السعودي في أول بطولة لكأس العالم تُقام بعد تطبيق شكله الجديد، وبدء المقارنة بينه وبين الدوريات العالمية الكبرى، حتى تبقى هذه المقارنة قائمة ولا تنتهي بشكل سريع.

وجود المنتخب السعودي في كأس العالم 2026، سيرفع من عدد اللاعبين الذين يشاركون من دوري روشن في البطولة، وهو ما ينعكس أيضًا على قوة الدوري، وتصنيفه بين الكبار.

في كأس العالم 2022 على سبيل المثال، كانت الدوريات الخمسة الكبرى هي الأكثر تمثيلًا في البطولة، بواقع 134 لاعبًا من الدوري الإنجليزي، و83 من الإسباني، و76 من الألماني، و67 من الإيطالي، و56 من الفرنسي.

ومع الأخذ في الاعتبار أن 90% من القوام الرئيسي للمنتخب السعودي من الدوري المحلي، فإن تأهل “الأخضر” إلى مونديال 2026 سيرفع من تمثيل دوري روشن في البطولة، ليناطح الدوريات الكبرى.

في مونديال 2022، كان الدوري السعودي هو صاحب المركز السابع في قائمة الأكثر تمثيلًا بالمونديال، برصيد 33 لاعبًا، وذلك بفضل مشاركة المنتخب السعودي في البطولة.

غير أن الأمور ستختلف هذه المرة، حيث أصبح الدوري السعودي مدججًا بالنجوم الذين تعتمد عليهم منتخباتهم، والذين سينضمون منه إلى كأس العالم 2026، وهو ما سيزيد من حصته في المونديال، وربما يتفوق على بعض الدوريات الكبرى.

بالإضافة إلى ذلك كله، فإن مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العالم 2026 ستمنح لاعبيه خبرة استثنائية لم يحظ معظمهم بها من قبل، فالمشاركة في المونديال تختلف عنها في أي بطولة أخرى مهما بلغت قوتها.

ومع وجود العديد من العناصر التي ستخوض تلك التجربة للمرة الأولى، على غرار صالح أبو الشامات ومصعب الجوير وجهاد ذكري ونواف بوشل، فإن هؤلاء سيحصلون على خبرة قوية ستصقلهم في أنديتهم عندما يعودون إليها.

هذه الخبرة ستمنح هؤلاء اللاعبين قوة إضافية، تجعلهم قادرين على مناطحة اللاعبين الأجانب في فرقهم، وهو ما سيرفع من قوة الفرق بشكل كبير.

هذا الأمر سينعكس على قوة المنافسة بين الأندية، وهو ما ينعكس أيضًا على قوة الدوري السعودي بشكل كامل، ليكون الأمر أشبه بتأثير الفراشة التي لا تهدأ أبدًا.

كل هذه الأمور تؤكد أن الدوري السعودي هو أكثر المستفيدين من تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2026.