دخل المهاجم الأوروجوياني داروين نونيز موسمه الأول مع الهلال السعودي محمّلًا بآمال كبيرة من جماهير “الزعيم”، التي انتظرت ظهورًا قويًا ومؤثرًا للنجم القادم من ليفربول.
إلا أن الظهور الرسمي الأول له في الجولة الافتتاحية من دوري روشن السعودي أمام فريق الرياض، حمل خيبة أمل كبيرة، بعدما غاب عن التسجيل وأهدر فرصًا محققة، ليجد نفسه سريعًا في مرمى الانتقادات الجماهيرية.
ويقدم موقع ـ elkora.ma سلسلة أسبوعية بعنوان “تحت الضغط”، لتسلّط الضوء على لاعب أو مدرب يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع غضب أو انتقادات جماهيره.
بداية محبطة
شارك نونيز أساسيًا منذ بداية اللقاء، وتمكّن من هز الشباك لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل، قبل أن تتراجع بصمته الهجومية بشكل واضح.
ومع انتهاء اللقاء بفوز الهلال 2-0، اتجهت بوصلة الجماهير نحو مهاجمها الجديد، الذي لم يقدم ما يوازي قيمته المالية الضخمة ولا حجم التوقعات المعلقة عليه.
أرقام صادمة
رغم مشاركته الأساسية أمام الرياض، إلا أن أرقام داروين نونيز لم تكن على مستوى التطلعات، حيث خرج المهاجم الأوروجوياني من المواجهة بلا أي مساهمة مباشرة في الأهداف، فلم يسجل أو يصنع.
كما فشل في صناعة أي فرصة لزملائه، وأهدر فرصتين محققتين للتسجيل كانت كفيلة بتسهيل مهمة الهلال مبكرا، كما كانت نسبة تمريراته الصحيحة 71%.
وبحسب موقع “سوفا سكور” المتخصص في الإحصائيات، فقد دخل نونيز في 8 صراعات بدنية ولم يكسب سوى 3 منها، فيما خسر الكرة 8 مرات، لينال تقييمًا ضعيفًا بلغ 5.8 من 10، وهو ما وضعه بين أقل لاعبي الهلال تأثيراً في اللقاء.
هذه الأرقام سلطت الضوء على بداية مهزوزة للاعب، خصوصا في ظل المقارنة مع صفقات أخرى تألقت منذ الجولة الأولى.
صفقات المنافسين
وما زاد من حدّة الانتقادات، هو المقارنة مع صفقات المنافسين في نفس الجولة؛ إذ خطف البرتغالي جواو فيليكس الأضواء بتسجيل “هاتريك” في ظهوره الأول مع النصر، وسجّل الفرنسي كينجسلي كومان هدفًا في نفس المباراة. وبصم الأرجنتيني ماتيو ريتيجي على ثنائية مؤثرة مع القادسية في أول ظهور له أيضًأ.
كذلك، قدّم الأرجنتيني إنزو ميلوت تمريرة حاسمة للأهلي، وأبدع النرويجي جوشوا كينج بثنائية قادة الخليج لإسقاط الشباب برباعية. مقارنةً بهذه الانطلاقة الصاخبة، بدا نونيز خارج الصورة.
غضب وانتقادات
على منصات التواصل الاجتماعي، تصدر اسم داروين نونيز قائمة النقاش بين جماهير الهلال. فالغالبية أبدت استياءها من أدائه، واعتبرت أنه لم يقدم الإضافة الهجومية المنتظرة، خاصة مع افتقاد الفريق لحلول ميتروفيتش المصاب.
ورأى المشجعون أن تحركاته اتسمت بالعشوائية، وأنه لم ينجح في لعب دور “المحطة” التي يعتمد عليها إنزاجي لبناء الهجمات، وهو ما أفقد الهلال خطورته المعتادة من العرضيات.
كما ذهب البعض إلى وصفه بـ”المقلب” الغالي الثمن، في إشارة إلى قيمة الصفقة الضخمة التي تكفل بها الصندوق، وهو ما ظهر به بسبب أرقامه الضعيفة في أول ظهور له مع الزعيم.
في المقابل، طرح آخرون تساؤلات عن إمكانية أن يغير إنزاجي بعض من أساليبه التكتيكية ليتناسب أكثر مع أسلوب لعب المهاجم الجديد. هذه الملاحظات الجماهيرية عكست حجم الضغط المبكر الواقع على اللاعب منذ أول ظهور له.
دفاع جماهيري
ورغم كل هذا النقد، لم تخلُ الساحة من أصوات دافعت عن نونيز ودعت إلى التريث قبل الحكم عليه. فهناك من يرى أن المهاجم تحرك بشكل جيد وفتح مساحات لزملائه، وساهم في الضغط على دفاع الرياض، كما تمكن بالفعل من هز الشباك قبل أن يُلغى هدفه بداعي التسلل.
ويؤكد المدافعون عنه أن أي لاعب يحتاج إلى وقت للانسجام مع زملائه، خصوصاً في بداية الموسم ومع تغيير المنظومة التكتيكية تحت قيادة إنزاجي.
ومن هذا المنطلق، يعتبر هؤلاء أن المباراة الأولى لا يمكن أن تكون مقياسًا حقيقيًا لمستواه، متوقعين أن يظهر الوجه الحقيقي لنونيز مع مرور المباريات وارتفاع معدل التفاهم داخل الفريق.
وبين انتقادات لاذعة وصوت خافت يمنحه بعض الوقت، يقف داروين نونيز مبكرًا أمام اختبار صعب لإثبات نفسه مع الهلال. فبينما خطف المنافسين الأضواء بانطلاقة مثالية في أول جووله.. هل ينجح اللاعب الأوروجوياني في تحويل الضغوط إلى دافع، أم أن الجدل سيستمر حول صفقته الأغلى هذا الصيف؟