من كرة اليد إلى ملاعب الذهب.. محمد الدعيع ومسيرة استثنائية لا تتكرر

من كرة اليد إلى ملاعب الذهب.. محمد الدعيع ومسيرة استثنائية لا تتكرر
حجم الخط:

في عالم كرة القدم، كثيرًا ما تلعب الصدفة دورًا كبيرًا في رسم ملامح مستقبل اللاعبين. وهذا ما حدث تمامًا مع محمد الدعيع، أسطورة حراسة المرمى في الكرة السعودية، الذي بدأت رحلته مع المستديرة كمهاجم، قبل أن تقوده سلسلة من المصادفات إلى أن يصبح أحد أعظم الحراس في تاريخ القارة الآسيوية.

بدأ الدعيع مسيرته في شوارع حائل كمهاجم موهوب، وانضم إلى فريق الطائي على هذا الأساس. لكن مركزه لم يكن مضمونًا، بل وجد نفسه خارج التشكيلة في بعض الأحيان. وقتها، نصحه أحد المدربين بتحويل مساره إلى كرة اليد، وبالفعل التحق بها وبرز فيها حتى سن 13 عامًا.

غير أن الصدفة لعبت دورها مجددًا، إذ تعرض حارس فريق الطائي للناشئين لإصابة قبل مواجهة قوية أمام النصر، ما دفع المدرب وشقيق الدعيع لإقناعه بالعودة إلى كرة القدم في مركز الحارس. فكانت تلك المباراة نقطة التحول الكبرى.

تألق مبكر وبداية الحكاية مع المنتخب

في أول مباراة له ضد النصر – الذي كان يضم آنذاك نواة منتخب الناشئين السعودي عام 1986 – تألق الدعيع بشدة، وأثبت نفسه حارسًا واعدًا.

ولم يمر وقت طويل حتى تم استدعاؤه إلى منتخب الناشئين، لتبدأ رحلته الدولية مع الأخضر التي امتدت لعقود.

صراع الكبار.. الهلال يخطف الموهبة

في موسم 1999-2000، حاول النصر الظفر بخدمات الحارس الموهوب بعد تألقه اللافت، وكان قريبًا من الحصول عليه.

لكن الهلال قرر الدخول بقوة على خط المفاوضات ورفع قيمة الصفقة إلى 5.5 مليون ريال، وهو مبلغ غير مسبوق وقتها لحارس مرمى سعودي. لينتقل الدعيع إلى الهلال ويبدأ فصلًا جديدًا من المجد.

أرقام قياسية وإنجازات لا تُنسى

ارتدى محمد الدعيع قميص الهلال في 245 مباراة رسمية بمختلف البطولات، وخرج بشباك نظيفة في 131 مواجهة، وهو رقم يعكس مدى هيمنته وثباته بين القائمين.

أما على مستوى الألقاب، فقد توج مع الهلال والمنتخب بالعديد من البطولات، أبرزها: “كأس آسيا، الدوري السعودي، كأس ولي العهد، البطولة الآسيوية للأندية”.