الموريتاني شيخ سعد الذي كشف فضائح التلاعب في الدوري الإسباني

تتواصل التحقيقات مع عدد من اللاعبين في الدرجات الدنيا في إسبانيا، لارتباطهم بعدد من عمليات المراهنات، والتي كان آخرها قضية التلاعب بالمباريات، والتي خلقت حالة من الجدل في وسائل الإعلام حول العالم في 2017، بعدما حقق الفريق الثاني لنادي برشلونة الفوز بنتيجة 12-0 على نادي إلدينسي، في الجولة الأخيرة من المجموعة الخامسة في دوري الدرجة الثالثة الإسباني، وأشارت العديد من التقارير حينها إلى أن كل لاعب في نادي إلدينسي حصل على مبلغ يتراوح بين 150 ألفا و200 ألف يورو.

الشخص الذي كشف عن الجناة وأرشد الشرطة عنهم كان اللاعب الموريتاني شيخ سعد، مهاجم فريق إلدينسي، الذي أجرى حوارًا مع «آس»، تحدث خلاله عن رأيه في تلك الواقعة، فقال: «أجد أنه من المخزي أن يقوم لاعبون يتقاضون الملايين بالتلاعب في المباريات، حين يجب أن يكونوا قدوة للجميع، وبخاصة للأطفال، ربما هناك الكثير من اللاعبين يعلمون عن قضايا أخرى لكنهم يفضلون الصمت بداعي الخوف».

الشيخ سعد تحدث لعدة ساعات، وكشف خلالها ما حدث في غرفة ملابس فريق إلدينسي قبل دقائق من بداية المواجهة أمام الفريق الثاني لنادي برشلونة، بعدما لمح علامات سلوك غريب من بعض زملائه في الفريق، بالإضافة إلى المدير الفني، وقال: «كان من المفترض أن ألعب تلك المباراة، لكن فجأة تم إخباري أنني لن أبدأ، وحين حدث ذلك شعرت بالشك، لكن بعد ذلك سمعت تعليقات، وردود أفعال مؤسفة، وشعرت بالخوف، لكن لأكون صريحًا، لا أندم على كشف الأمر».

وبعدما قام المهاجم الموريتاني بالكشف عن القضية، واجه شيخ سعد عددًا من الأزمات، والتي قال عنها: «بعدما أخبرت الشرطة عن القضية، وكلائي أخبروني أن الأندية التي كانت ترغب في ضمي تراجعت عن ذلك، لأنهم أرادوا ألا يتم ربط فرقهم بأي أزمات».

وقاربت مسيرة المهاجم الموريتاني حينها على النهاية، بسبب الخوف على حياته: «كنت أنزل إلى الشارع بصحبة الشرطة، بعدما تلقيت آلاف التهديدات بالقتل، ومهما غيرت رقم هاتفي كانوا يصلون إلى، لم أفهم كيف يصل بعض الأشخاص إلى حدود الرغبة في قتلي».

لاعب متواضع.. وضمير حي
شيخ سعد كان قريبًا من إعلان قراره باعتزال كرة القدم، لكن عرضًا في آخر اللحظات وصله من نادي آسكو في دوري الدرجة الثالثة الإسبانية، جعله يتراجع عن قراره.

وبعدما كان اللاعب على شفا الاعتزال، قدم المهاجم الموريتاني موسمًا مذهلًا، سجل خلاله 14 هدفًا، والعديد من لحظات الاعتراف ببطولته.

ويواصل شيخ سعد كتابة فصل جديد في مسيرته مع كرة القدم، حيث يلعب حاليًا في نادي هوسبيتاليت، في الدرجة الثالثة الإسبانية، ويعد من اللاعبين المحببين لدى جماهير الفريق.

وقرر المهاجم الموريتاني أن يواصل الكشف عن أي قضية محتملة للتلاعب في نتائج المباريات: «يجب أن يكون لاعبو كرة القدم الذين يقومون بذلك مضطربين لأن أي مكالمة يمكن أن تزعج حياتهم المهنية، والأشخاص الذين يخططون هذه المباريات عادة ما يكونون مجهولي الهوية ويخسرون أقل من اللاعب نفسه، أنا سعيد للغاية، رغم لعبي في الدرجات الدنيا، أنا سعيد جدًا، لا أريد المزيد من المال أو القيام بأشياء غير قانونية للحصول عليها».

وعلى الرغم من سعادته في استكمال مسيرته مع كرة القدم، إلا أن المهاجم الموريتاني ما زال يتذكر العديد من الأمور المتعلقة بالقضية الأولى، وقال في ختام تصريحاته: «لا أحد يعلم ما إذا كان اللاعبون الذين قاموا بذلك ما زالوا يحتفظون بالمال، سيكون من الصعب أن أمضي في السجن فترة، واستمر في إخفاء هذا المبلغ، لكن ربما هذا هو الوضع».

زر الذهاب إلى الأعلى