برشلونة يضيق الخناق على ريال مدريد

بات فريق برشلونة الإسباني على وشك حسم لقب الدوري الإسباني للمرة الـ26، وهو الأمر الذي يعيد توازن القوى بين الفريقين الأقوى في تاريخ إسبانيا: برشلونة وريال مدريد.

فإنه منذ مجيء اللاعب الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو إلى صفوف الفريق الملكي، استطاع الريال أن يحقق قفزة مهولة في عدد الألقاب والبطولات المحلية والأوروبية، وهو الأمر الذي يود استعادته المدرب الفرنسي الحالي لفريق الريال زين الدين زيدان، وإن كان استطاع الفوز ثلاث مرات ببطولة دوري أبطال أوروبا، كما حاز لقب الدوري الإسباني في موسم عام 2016-2017، وحاليا فإنه يضع الفوز بلقب «الليجا» أولوية قصوى له في الموسم القادم.

ومن هنا نجد أن البارسا والريال استطاعا معا حتى تاريخنا هذا أن يفوزا بلقب الدوري 58 مرة من بين الـ87 مرة التي خاضا فيها بطولة الدوري، ولكنهما في العقود الأخيرة تمكنا من احتكار لقب «الليجا» بشكل منقطع النظير، فإنهما منذ عام 1996 اقتسما اللقب معا لـ19 مرة من بين الـ23 مرة التي لعبا فيها، وهو ما يعني أنهما معا فازا بالبطولة بنسبة 82,6%.

واحتكار البارسا والميرنجي للبطولة في العقود الأخيرة لم يكن من فراغ، بل إنه ثمة عاملان رئيسيان في ذلك، أولهما أن الناديين صارا لهما الحق في الحصول على جزء من الأرباح العائدة من حقوق البث، وهو الأمر الذي ضاعف بنسبة عشر مرات أرباحهما، وثانيهما ما فعلته محكمة العدل الأوروبية في ديسمبر عام 1995 والتي أصدرت قانونًا تعطي فيه الحق لأي لاعب بالانتقال واللعب في أي بلد من بلاد الاتحاد الأوروبي دون أن يعتبر أجنبيا، وهو القرار الذي أدى إلى تغييرات كثيرة في تشكيلات الفرق الأوروبية التي أصبح بعضها يضم العديد من الجنسيات في صفوفه، وهو الأمر الذي أفاد كثيرا كلا الناديين الإسبانيين، وأضر بباقي الأندية الأوروبية.

أيضا نجد أن سيطرة كل من برشلونة والريال على الدوري الإسباني قديمة للغاية ومنذ أمد بعيد، رغم أن مستوى كل منهما في الماضي البعيد لم يكن كما هو الحال حاليا، والحقيقة أن فريق برشلونة كان أول مرة يفوز بها بلقب «الليجا» في عام 1929، ثم كان فوزه الثاني في عام 1945، أما الفريق الملكي فإن أول مرة يفوز بها كانت في عام 1932، وما لبث أيضا أن اقتحم الدوري للمرة الثانية على التوالي في عام 1933، ولكنه دخل بعدها في نفق مظلم وكانت المرة الثالثة التي يفوز بها في عام 1954، والفضل الأساسي في هذا الفوز الثالث باللقب يرجع إلى تعاقده مع اللاعب الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو الذي انضم رسميا إلى صفوف الفريق الأبيض في عام 1953.

ومنذ ذلك الحين، تحديدا منذ انضمام ستيفانو إلى ريال مدريد، والفريق الملكي يكتسح بطولات الدوري بكل جدارة، وظل على هذه الوتيرة حتى مجيء المدرب الهولندي الأسطوري يوهان كرويف وتولى إدارة البلوجرانا فنيا في عام 1988، ومن هنا تغيرت الأجواء تماما حتى الآن، وجعل فريق برشلونة يحصد لقب الدوري عاما تلو عام، وإن كانت تمر بعض الأعوام دون حصد اللقب، إلا أنه صار على وشك تقليل فارق عدد ألقاب الدوري بينه وبين الريال إلى سبعة ألقاب فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى