اسباب موضوعية تبعد نايمار عن الريال

شهدت الشهور القليلة الماضية ورود عدد من الأنباء والتقارير الصحفية التي تُشير إلى أن هناك وجهات نظر متقاربة بين نادي ريال مدريد الإسباني والبرازيلي نيمار دا سيلفا، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، إذ أكدت بأن إدارة «المرينجي» كانت ترغب في الحصول على خدمات جناح «السيلساو»، وكان اللاعب نفسه لا يمانع من العودة إلى الدوري الإسباني مرة أخرى عبر بوابة بطل أوروبا.

ويبدو أنه بمرور الوقت بدأت علاقة وجهات النظر المتقاربة في الدخول بمرحلة باردة، إذ ابتعد نيمار عن الأنظار مؤخرًا، وبدأت أسماء أخرى في الظهور على الساحة قبل البرازيلي، أبرزهم البلجيكي إدين هازارد والفرنسي كيليان مبابي.

وعنما رحل نيمار عن برشلونة متجهًا إلى فريق العاصمة الفرنسية منذ قرابة العام والنصف بقيمة مالية بلغت 222 مليون يورو، بدت عليه علامات الندم فيما بعد وأنه اكتشف أنه كان مخطئًا بعض الشيء، فعلى الرغم من تأكيد اللاعب في العديد من المناسبات بأنه يشعر براحة في باريس سان جيرمان، إلا أن تصرفاته بدت عكس ذلك تمامًا، فعندما تعرض لإصابته الأولى رفقة بطل فرنسا العام الماضي، لم يستطع المكوث في فرنسا وسافر إلى البرازيل لاستكمال عملية استشفائه، وهو ما أثار وقتها حالة جدلية كبيرة أكدت أن نيمار لم يتأقلم بعد مع الأجواء الفرنسية، وأنه لا يمانع العودة إلى إسبانيا، وفي الصيف الماضي ترددت أيضًا عدة أنباء تشير إلى أن العلاقة التي تجمع نيمار بـ «البلوجرانا» قد تأخذ منحنى آخر ويعود البرازيلي إلى منزله السابق، ولكن اللاعب نفسه أكد أنه مستمر في «حديقة الأمراء».

وقد تقاربت وجهات النظر بين نيمار وريال مدريد إلى حد كبير، إذ اجتمع الطرفان معًا في سرية تامة بربيع العام الماضي لبحث سبل رحيل جناح «السيلساو» عن «حديقة الأمراء»، كما سافر عدد من مبعوثي «المرينجي» إلى البرازيل للتفاوض معه عندما كان يتعافي من إصابته.

وكان فلورنتينيو بيريز، رئيس ريال مدريد، هو الأكثر رغبة في التعاقد مع نيمار، إذ جذب انتباهه منذ زمن بعيد عندما كان يبلغ البرازيلي من العمر 14 عامًا وخاض أول تدريباته بمدينة «فالديبيباس» الرياضية، ومنذ ذلك الحين أصبح لاعب باريس سان جيرمان أول اهتمامات بيريز، وتُدرك عائلة نيمار هذا الأمر، وتقدره للغاية.

وعلى الرغم من رغبة بيريز وحبه الشديد لطريقة لعب الجوهرة البرازيلية إلا أن هناك 3 عوائق رئيسية أبعدت نيمار عن الانضمام لريال مدريد في الماضي وستبعده في الحاضر، وهي:
تحفظ زيدان
كان الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، هو من عرقل صفقة انضمام نيمار إلى ريال مدريد العام الماضي، هذا بالإضافة إلى رفض باريس سان جيرمان لهذا الأمر أيضًا، إذ كان يرى «زيزو» وقتها، وفقًا لبعض المصادر التابعة للنادي والقريبة من المدرب نفسه، أن الأموال التي سيدفعها ريال مدريد مقابل التوقيع مع البرازيلي قد تستخدم بعدة موارد أخرى.

كل هذا بالإضافة إلى أن هناك لاعبين آخرين يحتلون قائمة زيدان يرى أنهم سيساهمون بشكل أكبر من البرازيلي.

وكان أحد أسباب جفاء العلاقة التي تجمع بين زيدان وبيريز لبعض الوقت هو إصراره على التعاقد مع نيمار، وانتهى الأمر برحيل زيزو عن دكة الفريق أواخر مايو الماضي، وأغلق النادي الباريسي بدوره الأبواب أمام رحيل نيمار الصيف الماضي.

توهج فينيسيوس
تمكن البرازيلي الآخر فينيسيوس جونيور من جذب انتباه جمهور ريال مدريد بأكمله، لا سيما في ظل الأداء الرائع والشخصية القوية التي ظهر عليها مؤخرًا وهو يبلغ من العمر فقط 18 عامًا، وهو ما يجعل أي ناد يمتلك نوعية هذا اللاعب يفكر كثيرًا قبل التعاقد مع لاعب آخر بنفس مركزه.

مبابي
وعلى الرغم من الأداء الجيد الذي قدمه نيمار على المستوى المحلي قبل تعرضه للإصابة منذ عدة أسابيع، إلا أن حالة التوهج الذي ظهر عليها الفرنسي كيليان مبابي، لاعب فريق العاصمة الفرنسية، في السنوات الأخيرة، لا سيما في منافسات مونديال روسيا السابق، التي انتهت بتتويج منتخب «الديوك» بالبطولة، أدت إلى تحويل أنظار بيريز من البرازيلي إلى الفرنسي الصغير، ويبدو أن زيدان يتشارك نفس الفكرة مع رئيس ناديه ويرغب في الحصول على خدمات مبابي لقيادة مشروع الفريق الجديد، والذي يرى زيزو أن نيمار لن يكون له متسع في ذلك المشروع.

زر الذهاب إلى الأعلى