ريال مدريد يستخدم حكما قضائيا ضد 3 جهات في قضية “السوبرليج”

ريال مدريد يستخدم حكما قضائيا ضد 3 جهات في قضية "السوبرليج"
حجم الخط:

كشف نادي ريال مدريد الإسباني، اليوم الأربعاء، عن آخر التطورات بشأن الطعون المقدمة في قضية بطولة دوري السوبر، المزمع إقامتها بين الأندية الأوروبية.

وأوضح ريال مدريد، في بيان رسمي، أن المحكمة رفضت الطعون المقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” والدوري الإسباني، ورابطة الدوري في قضية” السوبرليج”، معلنًا أن هذا الحكم يفسح المجال للمطالبة بتعويضات عن الأضرار الجسيمة التي تكبدها النادي.

وأفاد البيان: “يُعرب نادي ريال مدريد عن امتنانه لرفض محكمة مدريد الإقليمية الطعون المقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة الدوري الإسباني”.

وأضاف البيان: “الاتحاد الأوروبي في قضية دوري السوبر، قد انتهك بشكل خطير قواعد المنافسة الحرة للاتحاد الأوروبي، بما يتماشى مع حكم محكمة العدل الأوروبية بإساءة استغلال مركزه. يُفسح هذا الحكم المجال للمطالبة بتعويضات جسيمة تكبدها النادي”.

وتابع: “يُفيد ريال مدريد أنه أجرى طوال عام 2025 محادثات عديدة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لإيجاد حلول، دون التوصل إلى أي التزام بشأن حوكمة أكثر شفافية، واستدامة مالية، وحماية صحة لاعبي كرة القدم، وتحسين تجربة المشجعين، بما في ذلك نماذج بث مجانية ومتاحة عالميًا كما كان الحال في كأس العالم للأندية”.

وأكمل: “بناء على ذلك، يُعلن النادي أنه سيواصل العمل لصالح كرة القدم العالمية وجماهيرها، ويسعى في الوقت نفسه للحصول على تعويضات من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن الأضرار الجسيمة التي تكبدها”.

محاولات جدية للانفصال عن “يويفا”

تواصل عدد من الأندية، على رأسها ريال مدريد جاهدة للانشقاق عن الاتحاد الأوروبي، وبدء مسابقة تجمع كبار القارة الأوروبية تحت اسم “السوبرليج”.

وبدأت الفكرة في صيف 2021 من خلال بيان مشترك لأندية: “ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس، وأتليتكو مدريد، وميلان، وإنتر ميلان، ومانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وتشيلسي، وآرسنال”.

لكن، قبل أيام قليلة انسحبت كل الأندية المذكورة باستثناء الثلاثي الأول.

لا تغيير من خارج البيت الأوروبي

أكد رئيس الاتحاد الأوروبي، ألكسندر تشيفرين، وحدة الصف بين الأندية والاتحاد القاري، قائلاً: “هناك من يحاول تغيير النموذج القائم من الخارج، لكن أي تغيير حقيقي يجب أن يأتي من داخل البيت الأوروبي وبروح الوحدة”.

وجاءت تصريحاته دفاعًا عن النظام الجديد لدوري الأبطال، الذي يبدأ تطبيقه الموسم المقبل، بهدف رفع التنافسية والعائدات الاقتصادية دون الإضرار بتوازن اللعبة وعدالتها.

محادثات جانبية تفتح الباب نحو “مشروع ميامي”

من المنتظر أن يشارك لابورتا، مساء اليوم الأربعاء، في العشاء الرسمي الذي تنظمه رابطة الأندية الأوروبية، قبل أن يعود إلى برشلونة غدًا الخميس.

وأكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن رئيس برشلونة استغل المناسبة لعقد سلسلة من المحادثات الجانبية مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن عدد من الملفات المشتركة، من بينها مشروع إقامة إحدى مباريات الفريق في الدوري الإسباني أمام فياريال في مدينة ميامي الأمريكية، وهي خطوة غير مسبوقة حظيت بموافقة مبدئية من “يويفا”.

وتشير هذه التحركات إلى أن برشلونة يتبنى في المرحلة الراهنة استراتيجية جديدة قوامها “العودة إلى البيت الأوروبي” بعد سنوات من العزلة التي فُرضت عليه بسبب دفاعه عن مشروع “السوبرليج”.

ويبدو أن لابورتا يسعى لإعادة تموضع النادي بطريقة أكثر واقعية، تأخذ في الاعتبار المصالح الاقتصادية والمؤسسية للنادي الذي يعيش مرحلة مالية دقيقة تتطلب دعمًا خارجيًا واستقرارًا تنظيميًا على الصعيدين المحلي والدولي.

نفوذ متجدد في دوائر القرار

شهدت اجتماعات روما حضورًا إسبانيًا واسعًا، إذ سبق وصول لابورتا إلى مقر الجمعية العامة ميجيل أنخيل خيل، الرئيس التنفيذي لأتلتيكو مدريد وعضو اللجنة التنفيذية في كل من الاتحاد الأوروبي ورابطة الأندية الأوروبية.

كما شاركت أندية فياريال، أتلتيك بيلباو، ريال سوسيداد، ديبورتيفو لاكورونيا، ريال بيتيس، وساحل أديخي تينيريفي، وهو ما يعكس الحضور القوي لكرة القدم الإسبانية في مؤسسات القرار الأوروبية.

وأكدت مصادر مطلعة داخل الاجتماع أن عودة برشلونة المحتملة إلى رابطة الأندية الأوروبية قد تُعيد رسم موازين القوى داخل القارة العجوز، لا سيما في ظل استمرار عزلة ريال مدريد بعد انسحاب يوفنتوس من مشروع “السوبرليج” قبل عامين وعودتها رسميًا إلى عضوية الرابطة الأوروبية.

ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها تحول استراتيجي في موقف برشلونة، إذ لم يعد من مصلحته المضي قدمًا في مشروع فقد زخمه السياسي والمالي، خاصة بعد أحكام المحكمة الأوروبية الأخيرة التي حدّت من فرص تطبيقه.

سلام أوروبي بعد سنوات من العاصفة

في الوقت الذي تواصل فيه المناقشات داخل أروقة روما حول مستقبل اللعبة وتوازن المصالح بين الأندية الكبرى والصغرى، تبدو خطوة لابورتا الأخيرة بمثابة إعلان غير مباشر عن نهاية مرحلة الصدام وبداية فصل جديد من الشراكة بين برشلونة و”يويفا”.

ويعود النادي الكتالوني الذي قاد حملة “الثورة على النظام الأوروبي” قبل أعوام، إلى طاولة الحوار بعقلية أكثر براجماتية، مدركًا أن الاستقرار المالي والشرعية المؤسسية داخل المنظومة الأوروبية يمثلان مفتاح استعادة هيبته في القارة.

في المحصلة، يحمل مشهد لابورتا إلى جوار الخليفي وتشيفرين في قلب العاصمة الإيطالية رمزية خاصة، ليس فقط لعودة برشلونة إلى دائرة الحوار الأوروبي، بل لطي صفحة الصدام الذي هز كرة القدم القارية خلال الفترة الماضية.

ومع تراجع مشروع “السوبرليج” وتفكك جبهته، يبدو أن برشلونة اختار أخيرًا طريق المصالحة، سعيًا إلى بناء مستقبل أكثر استقرارًا داخل البيت الأوروبي الذي طالما شكّل جزءًا من هويته التاريخية.