فليك على أعصابه.. غياب راشفورد وكوبارسي يهدد تحضيرات برشلونة

فليك على أعصابه.. غياب راشفورد وكوبارسي يهدد تحضيرات برشلونة
حجم الخط:

شهدت مدينة “خوان جامبر” الرياضية صباح اليوم الأربعاء، غيابًا لافتًا لاثنين من لاعبي برشلونة البارزين، هما الإنجليزي ماركوس راشفورد والإسباني باو كوبارسي، عن المران الجماعي للفريق، بعد حصولهما على إذن مسبق من الجهاز الفني بقيادة المدرب الألماني هانز فليك.

ويستعد برشلونة لمواجهة إلتشي يوم السبت المقبل على ملعب مونتجويك، في إطار الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني، وسط ظروفٍ صعبةٍ يعيشها الفريق الكتالوني بعد الخسارة الأخيرة في الكلاسيكو أمام ريال مدريد، وتفاقم أزمة الإصابات التي أرهقت صفوفه منذ انطلاق الموسم.

وبحسب ما كشفته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فقد غادر ماركوس راشفورد برشلونة متجهًا إلى مدينة مانشستر، بعدما حصل على تصريح خاص من الجهاز الفني بالسفر من أجل خوض تدريبات بدنية مكثفة مع معد شخصي.

وذكرت الصحيفة أن الهدف من هذه الخطوة هو الحفاظ على جاهزيته البدنية والذهنية خلال هذه المرحلة الحساسة من الموسم، خصوصًا أنه يعيش فترة تألق لافتة منذ انتقاله إلى الفريق الكتالوني الصيف الماضي.

ويحرص راشفورد على البقاء في قمة مستواه حتى مع اقتراب عودة عدد من اللاعبين المصابين، سعيًا لتثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية. وتُعد مراكز الإعداد البدني في مانشستر محطة مفضلة له منذ سنوات، إذ اعتاد على العودة إليها عندما يحتاج إلى جلسات متخصصة، وقد تم ذلك هذه المرة بالتنسيق الكامل مع برشلونة.

ونشر النجم الإنجليزي عبر حسابه على “إنستجرام” صورًا من داخل صالة الألعاب الرياضية، أظهر فيها التزامه بالعمل المكثف للحفاظ على لياقته العالية.

ومن المنتظر أن يعود راشفورد إلى برشلونة غدًا الخميس، للانضمام إلى التدريبات الجماعية، تمهيدًا لمشاركته في لقاء إلتشي نهاية الأسبوع الجاري.

كوبارسي بإذن.. وأولمو يعود

إلى جانب راشفورد، غاب المدافع الشاب باو كوبارسي عن الحصة التدريبية بإذن من الجهاز الفني، في وقتٍ استعان فيه فليك بعدد من لاعبي برشلونة أتليتك لتغطية النقص في صفوف الفريق الأول، مثل كوشن، إدير ألير، جوفري، درو فيرنانديز، توني فيرنانديز، وتشافي إسبارت.

الخبر الإيجابي الوحيد في المران كان عودة الجناح الإسباني داني أولمو إلى التدريبات الجماعية للمرة الأولى منذ إصابته مع المنتخب الإسباني قبل أسبوعين، وهو ما منح الجهاز الفني دفعة معنوية مهمة قبل مرحلة مزدحمة بالمباريات محليًا وأوروبيًا.

EPA

صدمة جديدة.. إصابة بيدري

لكن فرحة برشلونة لم تدم طويلًا، إذ أعلن النادي رسميًا، في بيان نُشر عبر موقعه الإلكتروني صباح الأربعاء، إصابة النجم الشاب بيدري جونزاليس بتمزق في العضلة ذات الرأسين للفخذ الأيسر، دون تحديد مدة الغياب.

وجاء في بيان النادي: “يعاني لاعب الفريق الأول بيدري جونزاليس من تمزق في العضلة ذات الرأسين للفخذ الأيسر. وسيتم تحديد موعد عودته بناءً على تطور حالته في الأيام المقبلة”.

هذه الإصابة شكّلت صدمة جديدة لجماهير برشلونة التي لم تفق بعد من مرارة الهزيمة في الكلاسيكو أمام ريال مدريد، لتضاف إصابة بيدري إلى قائمة طويلة من الغيابات التي أربكت حسابات المدرب هانز فليك.

وكان من المقرر أن يغيب بيدري أساسًا عن مواجهة إلتشي بسبب الإيقاف بعد طرده في الكلاسيكو، لكن الإصابة الجديدة تجعل موعد عودته مجهولًا، في وقتٍ حساس يحتاج فيه برشلونة إلى كل عناصره الأساسية من أجل استعادة التوازن.

هذه الأوضاع تضع المدرب الألماني أمام اختبارٍ جديد للبحث عن حلول بديلة في خط الوسط، لا سيما أن بيدري يمثل أحد المفاتيح الأساسية في منظومة فليك التكتيكية. ومع تراجع أداء بعض عناصر الوسط، فإن الضغوط تتزايد على المدرب لإيجاد التوليفة المثالية التي تضمن الاستقرار الفني.

رافينيا والطاقة المفقودة.. ولغز يامال

ولا تتوقف مشاكل برشلونة عند خط الوسط فحسب، إذ يعاني الفريق من غيابات مؤثرة في الهجوم أيضًا، أبرزها البرازيلي رافينيا الذي يعاني من إصابة عضلية حرمته من المشاركة في الأسابيع الماضية.

كما يغيب البولندي روبرت ليفاندوفسكي، إلى جانب خوان جارسيا الحارس الشاب الذي كان أحد رهانات الصيف الماضية. أما داني أولمو، فرغم عودته للتدريبات، إلا أنه لا يزال في مرحلة استعادة اللياقة الكاملة.

كل هذه الغيابات أفقدت برشلونة الكثير من الحيوية الهجومية التي كانت تميزه، لكن فليك يرفض اعتبارها مبررًا لتراجع الأداء، مؤكدًا أن العناصر المتاحة قادرة على تقديم كرة جميلة تليق بهوية النادي وتاريخه.

ومن الملفات المقلقة أيضًا في برشلونة حالة الجناح الموهوب لامين يامال، الذي ظهر بعيدًا عن مستواه في الكلاسيكو الأخير. وتشير التقارير إلى أن اللاعب يعاني من إصابة مزمنة في منطقة العانة تؤثر على انطلاقاته ومراوغاته، ما يدفع الجهاز الفني للتفكير في إراحته لفترة طويلة لضمان تعافيه الكامل.

ويرى فليك أن “الصبر على يامال واجب”، حتى لو تطلب الأمر غيابه لعدة أسابيع، مشيرًا إلى أن إعادة جاهزيته بنسبة 100% أهم من المغامرة به في ظل ازدحام الجدول.

برشلونة بين النقد والثقة

ورغم الأجواء القاتمة التي خيمت على الفريق عقب خسارة الكلاسيكو (2-1) أمام ريال مدريد، إلا أن داخل النادي يسود شعور بالهدوء والثقة في قدرة فليك على تصحيح المسار.

ويرى المسؤولون أن الهزيمة لم تكن مفاجئة، خصوصًا أن ريال مدريد لعب مكتمل الصفوف وعلى أرضه، في حين افتقد برشلونة لعدد من لاعبيه الأساسيين. ومع ذلك، كان الفريق قريبًا من تحقيق نتيجة إيجابية.

وأعادت الصحافة الإسبانية التذكير بتصريحات الرئيس خوان لابورتا الأخيرة خلال الجمعية العمومية، عندما ألمح إلى ما سماه “التيار التحكيمي الأبيض”، في إشارة إلى استفادة ريال مدريد من بعض القرارات المثيرة للجدل.

لكن داخل أروقة برشلونة، التركيز الآن منصب على التحسين الفني أكثر من الشكوى، إذ يؤمن فليك بأن طريق العودة إلى القمة يبدأ من الداخل، عبر تعزيز الانسجام وتصحيح الأخطاء، لا بالاعتماد على الأعذار.

وبالنسبة لهانز فليك، هذه الفترة هي لحظته الحاسمة في كتالونيا. فالفريق بحاجة إلى قيادة قوية تعيد الثقة إلى اللاعبين وتثبت أن المشروع لا يزال على الطريق الصحيح.