عاد لاعبو برشلونة للتدريبات بعد خسارة الكلاسيكو أمام ريال مدريد بنتيجة (2-1)، الأحد الماضي، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الليجا، والتي أُقيمت في ملعب “سانتياجو برنابيو”.
وخاض البلوجرانا مرانًا خفيفًا في “المدينة الرياضية خوان جامبر”، وسط أنباء سارة تمثلت في عودة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي شارك في جزء من الحصة التدريبية مع اللاعبين الذين لم يكونوا ضمن التشكيلة الأساسية في مواجهة مدريد.
وبينما منح الجهاز الفني اللاعبين يوم راحة، فضل عدد من نجوم الفريق مواصلة العمل في منشآت النادي الكتالوني، حيث واصل ليفاندوفسكي تدريباته الخاصة من أجل استكمال تعافيه من إصابة عضلية في الفخذ الأيسر، على أمل اللحاق بالمباراة المقبلة في الدوري أمام إلتشي.
ومن بين الحاضرين في المدينة الرياضية أيضًا كان فرمين لوبيز الذي ظهر كعادته بحماس كبير، ساعيًا لترسيخ مكانته في خط وسط الفريق.
كما واصل جول كوندي برنامجه التأهيلي بعد تعافيه الجزئي من إصابته الأخيرة، في حين تواجد إيريك جارسيا بدوره لمواصلة التحضير البدني.
وفي سياق متصل، فضل الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، الذي قدم أداءً مميزًا في الكلاسيكو، مواصلة العمل رفقة زملائه بيدري وروني باردجي.
ومن المقرر أن يغيب بيدري عن مواجهة إلتشي المقبلة بسبب تراكم البطاقات، بعدما شارك في جميع مباريات الفريق هذا الموسم (13 لقاءً).
أما على صعيد المصابين، فقد تواجد كل من تير شتيجن، ورافينيا، وجافي، وكريستنسن في مقر النادي لمتابعة برامجهم العلاجية.
ويواصل الحارس الألماني التعافي من مشكلات في الظهر، بينما يواجه رافينيا مرحلة ما بعد الانتكاسة التي لحقت بإصابته في الفخذ الأيمن.
ووفقًا لتقارير النادي، فإن الجهاز الطبي يتعامل بحذر مع حالة الجناح البرازيلي، ومن المتوقع عودته بعد فترة التوقف الدولي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
من جانبه، حضر جافي إلى مقر النادي في وقت مبكر بصحبة والده لمتابعة تدريباته الخاصة للتعافي من إصابته الخطيرة في الركبة اليمنى، بينما واصل كريستنسن علاجه من إصابة في عضلة الساق منعته من المشاركة في الكلاسيكو.
وبذلك، يبدو أن برشلونة يحاول الخروج من صدمة الكلاسيكو بخطوات هادئة ومدروسة، مع تركيز واضح على استعادة جاهزية نجومه قبل استئناف مشواره المحلي، في وقت يسعى فيه هانز فليك لإعادة الفريق إلى طريق الانتصارات سريعًا.
ويعيش برشلونة مرحلة دقيقة بعد سقوطه في الكلاسيكو، لكن داخل النادي لا مكان للذعر، حيث هناك ثقة كاملة في المدرب هانز فليك ومشروعه الذي يبني عليه الجميع آمال استعادة التوازن والعودة إلى طريق الانتصارات.
ورغم الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق مؤخرا، فإن هناك مؤشرات وعوامل عدة تمنح الكتالونيين أسبابا للتفاؤل في المرحلة المقبلة.
ووفقا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن المشاعر داخل النادي تتأرجح بين القلق والإيمان بالمشروع، حيث إن برشلونة قد يكون ضحية للنجاح المبكر الذي تحقق الموسم الماضي، حين قدم الفريق انطلاقة مذهلة في أول مواسم فليك، بضغط عالٍ متناغم وخط دفاع متقدم أربك الخصوم في كل مكان.
كانت الانتصارات متتالية، والأداء مبهرا، والسعادة طاغية في كتالونيا، حتى بدا أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو الوصول لقمة أوروبا.
لكن هذا النجاح رفع سقف التوقعات كثيرا، وجعل أي تراجع في المستوى يبدو كأزمة كبرى.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن ما حققه فليك بمجموعة من الشباب يستحق التقدير الآن أكثر من أي وقت مضى، بعدما تمكن من تطويرهم ومنحهم فرصة إثبات الذات.
ومع مرور الوقت، أصبح المنافسون يدرسون أسلوب فليك جيدا، ما جعل الخط الدفاعي المتقدم يتحول في بعض المباريات إلى نقطة ضعف بدلاً من أن يكون سلاحا قاتلا كما كان في السابق.
تراجع دفاعي وإصابات مؤثرة
لا يخفى أن برشلونة أصبح يتعرض لفرص أكثر خطورة هذا الموسم مقارنة بالماضي، لأن النهج الهجومي الجريء الذي يعتمد عليه فليك يحمل بعض المخاطرة، لكن في السابق كان يمنح الفريق مكاسب أكبر مما يفقده.
ويعمل المدرب الألماني منذ أسابيع على معالجة هذا الخلل دون التخلي عن مبادئه التكتيكية، إلا أن المنظومة لم تستعد بعد فعاليتها الكاملة.
وإلى جانب ذلك، جاءت الإصابات لتزيد الوضع تعقيدا، فقد دخل برشلونة الكلاسيكو بغيابات ثقيلة، أكثر من خصمه بكثير، وهو ما حدّ من خيارات فليك التكتيكية.
بالنظر إلى دكة البدلاء في البرنابيو، كان أغلب اللاعبين يملكون دقائق محدودة في الدرجة الأولى، ما جعل المدرب يفتقد للحلول البديلة. ولهذا، فإن عودة المصابين واستعادة العمق في التشكيلة ركيزة أساسية لخطة النهوض.
رافينيا.. الطاقة المفقودة في الهجوم
قائمة الغيابات المؤثرة لم تتوقف عند الدفاع، إذ خسر الفريق جهود خوان جارسيا، ليفاندوفسكي، داني أولمو، ورافينيا، أي اثنين من الثلاثي الهجومي الأساسي، إضافة إلى الحارس الشاب الذي كان من أهم رهانات الصيف.
كما غاب أولمو، أحد مفاتيح اللعب في الموسم الماضي، بسبب عدم استقراره بدنيا، لذا فإن هذه الغيابات أضعفت برشلونة، لكنها لا يمكن أن تكون مبرراً لتراجع الأداء، فالعناصر المتاحة قادرة على تقديم كرة ممتعة تناسب هوية الفريق.
أزمة يامال تربك الحسابات
من بين العوامل التي تقلق الجهاز الفني حالة لامين يامال، الذي بدا بعيداً عن مستواه المعتاد في الكلاسيكو، إذ تحد إصابته في منطقة العانة من انطلاقاته وقدرته على الإبداع، ما يجعل تعافيه الكامل أمرا ضروريا قبل عودته للملاعب.
ويرى فليك أن الصبر عليه واجب، حتى لو تطلب الأمر غيابه شهراً كاملاً عن المنافسة، لضمان جاهزيته التامة عند استئناف المنافسات في العام الجديد.
