بيل وبنزيمة يتقمصان دور كريستيانو رونالدو

حجم الخط:

تضائلت حدة الانتقادات التي يتعرض لها فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، منذ فتح باب الانتقالات الصيفية، وحتى الأيام الأخيرة للميركاتو الصيفي، والتي يعود السبب الرئيسي وراءها إلى رحيل كريستيانو رونالدو ليوفنتوس وعدم تعويضه بالتعاقد مع نجم جديد.

وحاول رئيس النادي الملكي تعزيز قائمة المدرب جولين لوبيتيجي بمهاجم جديد، ونظرا للارتفاع الكبير في أسعار اللاعبين، لم يجد سوى التعاقد مع ماريانو دياز كصفقة مناسبة فنيًا وماليًا.

ولم يسلم بيريز من ضغط الجمهور بسبب التعاقدات التي لا تلبي طموحه، قبل أن ينشغل المشجعون بحالة التألق التي يعيشها الثنائي كريم بنزيما وجاريث بيل وتقديمهما لمستوى مميز لتعويض رحيل رونالدو الذي كان نجم الفريق الأول خلال التسعة مواسم الماضية.

أهمية كريستيانو

منذ وصول النجم البرتغالي إلى ريال مدريد في صيف 2009، بدأ مدربو ريال مدريد في بناء خططهم وطرق اللعب، من أجل تحقيق أكبر الاستفادة من إمكانيات الدون.

وفي السنوات الأخيرة منذ أن تحول الدون للعب كمهاجم متأخر، أصبح الهدف من العمل الجماعي الذي يقوم به الفريق من الخلف هو أن تصل الكرة إلى كريستيانو، الذي يملك قدرات استثنائية في التمركز، ثم إحراز الأهداف بجميع الطرق سواء من العمق أو من خلال الكرات العرضية.

وصول رونالدو إلى أرقام مميزة ومعدل تهديفي مترتفع كان يعود فيه الفضل بنسبة كبيرة إلى تحركات من حوله وهما في الغالب بنزيما وبيل، وبالأخص المهاجم الفرنسي، الذي تخلى عن دوره كرأس حربة صريح، ليصبح لاعبًا يساعد المنظومة على تسجيل الأهداف.

وسبق أن وصف زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق مواطنه بنزيما بأنه لاعب جماعي، فطالما كان كريم مستعدًا لتحمل الانتقادات على عدم إحراز الأهداف، من أجل فتح مجال آخر لرونالدو وزملائه في التقدم واستغلال الخلل الذي يحدثه بين قلبي الدفاع.

دور لوبيتيجي

وضع المدرب الجديد ثقته في بيل وبنزيما منذ البداية، وما ساعده على ذلك هو انضمامهما للفريق منذ أول تدريب في الفترة التحضيرية لتحقيق مزيد من التعاون والتفاهم بين أفكار الطرفين.

ومن ضمن الملامح الأولية لطريقة لوبيتيجي في الموسم الجديد، هو قيام بنزيما وبيل بالأدوار الهجومية لرونالدو بشكل كامل، بحيث أصبح لعبهما مباشرًا على المرمى داخل أو خارج منطقة الجزاء، على عكس ما كان يحدث في الماضي.

الأرقام لا تكذب

كسب بنزيما دعم جمهور ريال مدريد بصورة ملحوظة، بالمقارنة بالموسم الماضي الذي يعد ضمن أسوأ فتراته منذ ارتداء القميص الأبيض، إذ انتظر حتى الجولة الـ25، لإحراز 5 أهداف في الليجا.

وسجل ريال مدريد خلال 4 مباريات في الموسم الحالي (3 بالليجا و1 بالسوبر الأوروبي) 12 هدفًا، كان من نصيب بيل وبنزيما 7 أهداف منوعة، سواء من كرات ثابتة أو هجمات من العمق والأطراف.

وعلى الرغم من كونه في الأصل لاعب جناح، ولكن ما قدمه بيل خلال الأربع مباريات الماضية بات يمزج بين مركزه الأساسي، ولعبه كمهاجم ثانٍ، ولعل أبرز دليل على ذلك هو أن جميع أهدافه الثلاثة جاءت من داخل منطقة الجزاء، فضلًا عن صناعة هدف رائع لبنزيما في السوبر.

ولم يعد بنزيما اللاعب الذي يعمل من أجل المجموعة فقط، فتحت قيادة لوبيتيجي بدأ يبحث عن مهمته الأساسية في إحراز الأهداف، وبالفعل بين 5 أهداف سجلها تمكن كريم من إحراز 3 أهداف من داخل منطقة الجزاء، وهدف من خارجها، وآخر من ركلة جزاء.

عن الكاتب: غيث إسلام