أحداث كيمنتس..للهولينغز والألتراس دور في إذكاء التوتر

ما دور الأوساط الرياضية، خاصة الألتراس والهوليغنز في ما يحدث في كيمنتس شرق ألمانيا، المدينة التي تهتز حاليا بخطاب اليمين المتطرف؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال الصحافة الألمانية حاليا.
من المؤكد أن اختيار ملعب كيمنتس المدينة الألمانية الواقعة بولاية ساكسونيا، كمكان لحوار مفتوح أجراه رئيس الولاية ميشائيل كريتشمان مع أهالي المدينة، لم يكن عبثا. فبعد المظاهرات العنيفة التي نظمها اليمين المتطرف عقب مقتل ألماني وما أعقبها من اعتداءات عنصرية ضد الأجانب، وجهت أصابع الاتهام إلى مشجعي نادي كيمنتس خاصة الهولينغنز والألتراس بدعم المجموعات اليمينية المتطرفة، وحشد الأنصار للمظاهرات المتواصلة.

وأظهرت تقارير متطابقة عدة في الإعلام المحلي دور هؤلاء الهولينغز في تنظيم المظاهرات المعادية للأجانب، وتقديم الدعم اللوجستي للمجموعات الشعبوية واليمينية المتطرفة التي أقيمت في المدينة منذ الأحد الماضي حين أعلن عن وفاة شاب ألماني طعنا بالسكين، وتمّ اعتقال اثنين مشتبه بهما، أحدهم سوري والآخر عراقي. بينما تحفظت إدارة النادي على التعليق على ذلك.

مجموعة “كاويتك كيمنتس” المحظورة والذي تضم عددا كبيرا من الهوليغنز دعت عبر موقعها على فايسبوك “جميع مؤيدي ومشجعي نادي كيمنتس” للتجمهر “للكشف عمن له أحقية القرار” في المدينة، وذلك تحت شعار “مدينتنا- قوانيننا”، وقامت السلطات لاحقا بحجب هذه الدعوة من على موقع التواصل الاجتماعي.

العلاقة بين نادي كيمنتس ومجموعات متطرفة مشبوهة لها تقليد طويل. فتكفي الإشارة إلى أن أحد الوجوه المؤثرة في النادي والذي عمل هناك كمسؤول عن الأمن في النادي إلى غاية 2006، هو نفسه من أنشأ في عام 1990 مجموعة “الهوليغنز النازية العنصرية” كما كانت تسمي نفسها، وذلك قبل أن تحل رسميا في عام 2017.

والرجل الذي يدعى توماس هالر رفض منع ملصقات تحمل صورا لهتلر كان وراءها مجمعتين “ن.سي بويز” و”كاويتك كامنيتس”.

واستغرق الأمر إلى غاية عام 2012، أي بعد فصل توماس هالر بست سنوات، لمنع المجموعة الأخيرة من دخول الملعب أثناء مباريات الذهاب والإياب. رغم ذلك لم تقطع هذه المجموعة نشاطها اليميني المتطرف، إذ سجِّلت وإلى غاية عام 2014 تقاطعات بين الأسماء المنظمة لهذه المجموعة ومجموعات أخرى محظورة من اليمين المتطرف.

وفي حوار مع صحيفة “تاغسشبيغل” البرلينية يقول روبرت كلاوس في قضايا الهولينغز إنه “لا يوجد هناك ساحة في ألمانيا، تشهد تقاطعات بين الألتراس والهوليغنز من جهة والوسط اليميني المتطرف، كما هو الشأن بالنسبة لكيمنتس”. فهم يقومون بنشاطات مشتركة: السفر سويا لمباريات الإياب، احتفالات، اعتداءات على الخصم السياسي بكل مشترك”.

قائد المنتخب الألماني لكرة القدم ميشائيل بلاك، والذي ينتمي إلى هذه المدينة، ذاق ذرعا من الأحداث العنصرية المتكررة التي تقع على أدراج بيته الأول، وسارع إلى إدانة الأحداث والصور التي أظهرت ملاحقة المتطرفين للأجانب في شوارع المدينة يوم الأحد الماضي. كما أنه ذكر بأن نادي كيمنتس لديه رغبة قوية في إظهار حقيقة الإشاعات التي تدعي بأن مشجعيه بعلاقة وطيدة مع اليمين المتطرف، يقول قائد المانشافت المعتزل.

(د ب أ ، تقارير إعلامية ألمانية)

زر الذهاب إلى الأعلى