بنزيما ونونيز على رأس التشكيل المتوقع لكلاسيكو الهلال والاتحاد

بنزيما ونونيز على رأس التشكيل المتوقع لكلاسيكو الهلال والاتحاد
حجم الخط:

ساعات قليلة تفصل عشاق الكرة السعودية عن انطلاق الكلاسيكو المرتقب بين الهلال والاتحاد، الذي سيُقام مساء اليوم الجمعة على ملعب الإنماء، في قمة الجولة السادسة من منافسات دوري روشن.

مواجهة تحمل في طياتها أبعادًا فنية وتاريخية مثيرة، حيث لا تقتصر على الصراع التقليدي بين الزعيم والعميد، بل تمتد إلى مواجهة من نوع خاص بين مدربين اعتادا على إشعال الديربيات في القارة الأوروبية: الإيطالي سيموني إنزاجي، والبرتغالي سيرجيو كونسيساو.

ويدخل الهلال المواجهة وهو يحتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري برصيد 11 نقطة، بعدما خاض خمس مباريات دون أن يعرف طعم الهزيمة، محققًا ثلاثة انتصارات وتعادلين.

أما الاتحاد، فيأتي خلفه مباشرة في المركز السادس برصيد 10 نقاط، بعد بداية متذبذبة شهدت انتصارين وتعادلين وخسارة واحدة، جعلت جماهيره تطالب بانتفاضة حقيقية تعيد الفريق إلى مكانته الطبيعية في صدارة المنافسة.

تشكيلة الزعيم.. مزيج من القوة الأوروبية واللمسة اللاتينية

وبحسب ما كشفته صحيفة “اليوم” السعودية، استقر الإيطالي سيموني إنزاجي على تشكيلة متوازنة تبدأ من الحارس المغربي ياسين بونو، أحد أبرز نجوم الفريق منذ انضمامه، ويضم خط الدفاع الرباعي حمد اليامي، والسنغالي كاليدو كوليبالي، وحسان تمبكتي، والفرنسي ثيو هرنانديز.

أما خط الوسط، فيقوده الثلاثي المتنوع في أساليبه: البرتغالي روبن نيفيز، والصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، وناصر الدوسري، فيما يراهن إنزاجي في الخط الأمامي على الثلاثي الهجومي مالكوم، وليوناردو، وداروين نونيز، في توليفة تجمع بين المهارة والسرعة والحس التهديفي العالي.

AFP

الاتحاد بثلاثي أوروبي ثقيل في المقدمة

على الجانب الآخر، استقر البرتغالي سيرجيو كونسيساو على تشكيلة لا تقل قوة، يقودها في حراسة المرمى الصربي بريدراج رايكوفيتش، ويعتمد في الدفاع على رباعي مكون من البرتغالي دانيلو بيريرا، وسعد آل موسى، ومهند الشنقيطي، والصربي جان كارلو سيميتش.

أما خط الوسط فيحمل أسماءً من العيار الثقيل، يتقدمهم الفرنسي نجولو كانتي، إلى جانب البرازيلي فابينيو، والجزائري حسام عوّار، بينما يقود الخط الأمامي الثلاثي موسى ديابي، وكريم بنزيما، والهولندي ستيفن بيرجوين، في هجوم يبدو قادراً على إرباك أي دفاع في البطولة.

صدام إنزاجي وكونسيساو.. مواجهة أوروبية بنكهة سعودية

لقاء الليلة لن يكون الأول بين إنزاجي وكونسيساو، إذ تجمعهما تاريخ طويل من المواجهات الساخنة تعود إلى أيام المنافسة في إيطاليا والبرتغال.

وسيكون هذا الكلاسيكو هو اللقاء السابع بين المدربين، حيث تميل الكفة قليلاً لصالح المدرب البرتغالي، الذي حقق انتصارين، مقابل فوز وحيد لإنزاجي، فيما انتهت ثلاث مباريات بالتعادل.

وسبق للثنائي أن تقابلا في ديربي الغضب الإيطالي عندما كان كونسيساو يقود ميلان، بينما تولى إنزاجي تدريب إنتر.. وفي أربع مواجهات بينهما في هذا السياق، فاز كونسيساو مرتين، وتعادلا في مثلهما، دون أن يحقق إنزاجي أي انتصار في تلك المواجهات الخاصة.

أما أول لقاء بينهما فكان على الساحة الأوروبية عندما قاد كونسيساو فريق بورتو لمواجهة إنتر ميلان في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا 2023، حينها تفوق إنزاجي ذهاباً بهدف نظيف في ميلانو، قبل أن يفرض التعادل السلبي نفسه في البرتغال ويعبر إنتر إلى ربع النهائي.

في تلك النسخة واصل إنزاجي مسيرته المميزة حتى النهائي الأوروبي أمام مانشستر سيتي، لكنه خسر بهدف وحيد، في واحدة من أكثر المباريات تكتيكاً في السنوات الأخيرة.

EPA

ذكريات مؤلمة ودوافع ثأرية

يملك كونسيساو بدوره ذكريات مميزة أمام نظيره الإيطالي، إذ كان آخر لقاء جمع بينهما قد انتهى بفوز كبير لميلان على إنتر بثلاثية نظيفة في نصف نهائي كأس إيطاليا، وهي الهزيمة التي اعتبرتها جماهير النيراتزوري وقتها من أسباب اهتزاز الثقة في إنزاجي وإشعال الجدل حول مستقبله مع النادي.

لذلك يدخل المدرب الإيطالي مواجهة الليلة برغبة واضحة في الثأر الكروي وتعديل كفته في سجل المواجهات الشخصية، فيما يسعى كونسيساو لتأكيد تفوقه التاريخي، ولكن هذه المرة على أرض سعودية.

الانتصار المحلي الأول هدف كونسيساو

ورغم البداية الجيدة لكونسيساو مع الاتحاد آسيوياً، حيث قاد الفريق لتحقيق فوزه الأول في دوري أبطال آسيا للنخبة على حساب الشرطة العراقي، فإن المدرب البرتغالي لم يحقق بعد أي انتصار محلي منذ توليه المهمة.

ففي أول ظهور له بالدوري، تعادل مع الفيحاء بهدف لمثله في الجولة الخامسة، ليجد نفسه أمام تحدٍّ كبير أمام الهلال بحثاً عن فوزه المحلي الأول الذي يمنحه دفعة قوية لاستعادة الثقة وإرضاء الجماهير الغاضبة.

ويدخل الاتحاد الكلاسيكو تحت ضغط كبير، بعد تراجع نتائجه في الجولتين الماضيتين بخسارته أمام النصر (2-0) ثم تعادله مع الفيحاء (1-1)، ما جعله يتراجع للمركز السادس.

لكن مواجهة الهلال تمثل فرصة ذهبية للعميد كي يعيد ترتيب أوراقه ويبدأ صفحة جديدة مع جماهيره في رحلة الدفاع عن اللقب الذي توج به الموسم الماضي بعد أداء متوازن ومستقر.

ويمتلك الاتحاد حافزاً إضافياً يتمثل في فوزه الكبير على الهلال (4-1) في فبراير الماضي، وهو الانتصار الذي أنهى صياماً دام أكثر من أربع سنوات (1415 يوماً) عن الانتصارات على الزعيم في الدوري.

ذلك الفوز لم يكن مجرد نتيجة رقمية، بل استعادة للهيبة المفقودة في المواجهات المباشرة، خصوصاً أنه جاء بعد أداء مميز داخل الملعب، أعاد الثقة إلى اللاعبين وأشعل الحماس في المدرجات.

كما سبق للاتحاد أن أقصى الهلال من ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مطلع العام الحالي بركلات الترجيح (3-1)، بعد تعادل مثير (2-2) في الوقت الأصلي، لكن الفوز الأخير في الدوري ظل الأهم لأنه تحقق بالجهد الفني والتكتيكي الكامل داخل المستطيل الأخضر.

ويأمل الاتحاد في تأكيد تفوقه النسبي على الهلال وتثبيت فكرة أن انتصاره الأخير لم يكن صدفة عابرة، بل بداية لاستعادة الشخصية التاريخية للنمور كأحد أقطاب الكرة السعودية الذين لا يُقهرون بسهولة.