شهدت مباريات مساء أمس الثلاثاء ضمن الجولة الثالثة من الدور الأول بدوري أبطال أوروبا غزارة تهديفية لافتة، لكن هل هي الأكثر تهديفًا في تاريخ البطولة القارية؟
طبّق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” النظام الجديد لدوري الأبطال الموسم الماضي، ويعتمد على مرحلة “الدوري الموحد” بمشاركة 36 فريقًا بدلًا من نظام المجموعات.
الاتحاد الأوروبي قال وقتها إن الهدف من تغيير النظام هو زيادة المتعة في المباريات، ويبدو أن هدفه قد تحقق بعدما زاد المعدل التهديفي بصورة ملحوظة في الموسمين الماضي والجاري، خصوصًا للمشجعين الذين يقيسون المتعة بعدد الأهداف.
شهد أمس الثلاثاء، اليوم الأول من الجولة الثالثة لمرحلة الدوري لهذا الموسم، تسجيل 43 هدفًا في 9 مباريات، وهو ثالث أعلى رقم في تاريخ دوري الأبطال ليوم واحد من المباريات، حسب إحصاءات شبكة “أوبتا” المتخصصة.
ورغم غزارة أهداف أمس، إلا أنه لم يتفوق على يوم 29 يناير/ كانون الثاني 2025 الذي شهد 64 هدفًا في 18 مباراة، ويوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول 1997 الذي شهد 44 هدفًا في 12 مباراة.
لكن يوم أمس يتفوق في المعدل التهديفي، إذ سجل 4.8 هدف في المباراة الواحدة، مقابل 3.6 هدف في المباراة ليوم 29 يناير/ كانون الثاني 2025، و3.7 هدف ليوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول 1997.
ومع ذلك، لم يشهد يوم أمس المعدل التهديفي الأعلى طوال التاريخ، إذ يسبقه يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 بمعدل 5 أهداف في المباراة الواحدة، حيث شهد إجمالًا 40 هدفًا في 8 مباريات، ويأتي ذلك اليوم في المركز الرابع ضمن قائمة الأكثر تسجيلًا.
ويأتي بعد ذلك يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 في المركز الخامس، وشهد 40 هدفًا في 9 مباريات بمتوسط 4.4 هدف في اللقاء، متفوقًا على عدة أيام تاريخية أخرى مثل 13 سبتمبر/ أيلول 2000، 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، و12 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، إذ شهد كل منها تسجيل 36 هدفًا في 8 مباريات بمتوسط 4.5 هدف للمباراة.
أما اليوم الأخير في القائمة فهو 9 ديسمبر/ كانون الأول 1998، الذي شهد 12 مباراة تم تسجيل 36 هدفًا خلالها بمعدل 3 أهداف في المباراة الواحدة.
ما يجعل حصيلة الثلاثاء مثيرة هو أن من بين هذه المباريات التسع كانت هناك مباراة واحدة انتهت بالتعادل السلبي.
وتعادل كايرات وبافوس 0-0 رغم لعب الفريق القبرصي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الرابعة بعد طرد جواو كوريا، الذي سجل ثاني أسرع حالة طرد في تاريخ دوري الأبطال.
أما المباراة الثانية، فشهدت فوز برشلونة الساحق على أولمبياكوس بعشرة لاعبين بنتيجة 6-1، وشهدت المباراة حدثًا تاريخيًا، إذ أصبح فرمين لوبيز أول لاعب إسباني يسجل “هاتريك” للبارسا في تاريخ دوري الأبطال.
Getty Images
وجاءت أكثر المباريات غزارة بالأهداف على ملعب باي أرينا، حيث حقق باريس سان جيرمان حامل اللقب فوزًا كاسحًا على باير ليفركوزن بنتيجة 7-2. وشهدت المباراة ركلتي جزاء لليفركوزن (إحداهما مهدرة)، وحالتي طرد.
وفي نتيجة مفاجئة أخرى، سحق آيندهوفن الهولندي ضيفه نابولي بطل الدوري الإيطالي بنتيجة 6-2 على ملعب فيليبس. وكان هذا هو أول فوز لفريق هولندي يسجل فيه 6 أهداف أو أكثر في بطولة أوروبية منذ فوز أياكس على أومونيا نيقوسيا 10-0 في أكتوبر/ تشرين الأول 1979.
وفي باقي المباريات، فاز بوروسيا دورتموند على كوبنهاجن 4-2 في الدنمارك، بينما حقق كل من إنتر ميلان وآرسنال انتصارين مريحين بنتيجة 4-0 على يونيون سان جيلواز وأتلتيكو مدريد على التوالي.
أما نيوكاسل يونايتد فقد تغلب على بنفيكا بقيادة جوزيه مورينيو 3-0 في سانت جيمس بارك، في حين فاز مانشستر سيتي على فياريال بهدفين نظيفين، أحدهما من توقيع إيرلينج هالاند.
وحسب مؤشرات “أوبتا”، شهدت ليلة أمس أداءً هجوميًا يفوق المتوقع بشكل ملحوظ، إذ بلغ إجمالي الأهداف المتوقعة (xG) في المباريات التسع 32.4 هدفًا، بينما سُجل فعليًا أكثر من 10 أهداف إضافية فوق هذا المعدل، حتى مع احتساب هدفين ذاتيين لا تُضاف لهما قيمة xG، ما يعني تفوقًا هجوميًا واضحًا بمعدل 8 أهداف تقريبًا فوق المتوقع.
أما من حيث معدل الأهداف في المباراة الواحدة خلال ليلة واحدة من دوري الأبطال (بحد أدنى 4 مباريات)، فقد جاءت هذه الليلة في المركز الثاني عبر تاريخ البطولة بمعدل 4.8 هدف في المباراة الواحدة.
والمثير أن الليلة الوحيدة التي تجاوزت هذا المعدل كانت قبل 11 عامًا بالتمام – في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 – عندما سُجلت 40 هدفًا في 8 مباريات بمعدل 5 أهداف في المباراة.
في تلك الليلة التاريخية، اكتسح بايرن ميونخ مضيفه روما 7-1، وسحق شاختار دونيتسك فريق باتي بوريسوف 7-0، وحقق تشيلسي فوزًا عريضًا على ماريبور 6-0، بينما تفوق شالكه على سبورتينج لشبونة 4-3 في مباراة مثيرة.
وفاز برشلونة على أياكس 3-1، وتعادل مانشستر سيتي مع سيسكا موسكو 2-2، وتغلب بورتو على أتلتيك بلباو 2-1.
المثير أن باريس سان جيرمان الذي سجل 7 أهداف أمس كان في تلك الليلة (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) صاحب أقل مباراة تسجيلًا للأهداف، بفوزه على أبويل نيقوسيا 1-0 فقط.