يتمسك الدوري الإيطالي بإقامة مباراة ميلان وكومو في أستراليا، رغم قرار رابطة الدوري الإسباني بإلغاء مباراة فياريال وبرشلونة، التي كان من المقرر إقامتها في ميامي الأمريكية، وذلك بحسب تقرير صحفي إيطالي.
وكانت رابطة الليجا قد أعلنت إلغاء المباراة المقررة في ديسمبر، بعد موجة من الاحتجاجات من الأندية والجماهير، شملت وقوف بعض الفرق دون حركة في الثواني الأولى من المباريات، اعتراضًا على إقامة لقاءات محلية رسمية خارج إسبانيا.
ومع ذلك، أشارت شبكة “توتو ميركاتو” إلى أن الوضع مختلف في إيطاليا، وأن احتمالية تكرار ما حدث في إسبانيا ضعيفة للغاية.
وأضاف التقرير أن رابطة اللاعبين الإيطالية (AIC) لا تخطط لأي احتجاجات حاليًا، وأن موقفها يتركز على منع تكرار هذه التجارب مستقبلًا، أكثر من الاعتراض على هذه المباراة تحديدًا.
كما أن الفارق الآخر يتمثل في هوية الجهة الداعمة للفكرة، إذ كانت رابطة الدوري الإسباني هي صاحبة المبادرة في مشروع ميامي، بينما يأتي الضغط لإقامة مباراة ميلان وكومو في أستراليا، من جانب الروسونيري نفسه، لأسباب تسويقية تهدف إلى تعزيز العلامة التجارية للنادي في السوق الأسترالي، وليس فقط من أجل العائد المالي المحدود المتوقع من اللقاء، والمقدر بـ8 إلى 9 ملايين يورو.
ومن المقرر إقامة مواجهة ميلان وكومو في فبراير المقبل بأستراليا، بينما كان من المزمع إجراء مباراة فياريال والبلوجرانا، يوم 21 ديسمبر في مدينة ميامي الأمريكية، قبل أن تعود إلى ملعب لا سيراميكا.
أسباب إلغاء مباراة فياريال وبرشلونة
وفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن شركة “ريليفنت” المنظمة للحدث، والتي تُعد الشريك الاستراتيجي لرابطة الليجا في السوق الأمريكية، أعلنت قرارها بالانسحاب من تنظيم اللقاء “بسبب حالة عدم اليقين التي سادت إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة”.
القرار جاء بعد ساعات من تقديم ريال مدريد خطابًا ثانيًا إلى المجلس الأعلى للرياضة، يعترض فيه على إقامة المواجهة في الولايات المتحدة، وهو موقف سبق أن تبناه النادي الملكي في أغسطس الماضي ببيان شديد اللهجة.
وبحسب الصحيفة ذاتها، كان “يويفا” قد منح موافقته على مضض على إقامة اللقاء، لعدم وجود ثغرة قانونية تمنع ذلك، غير أن التطورات اللاحقة دفعت إلى إلغاء المباراة نهائيًا.
واعتبرت “الليجا” في بيان رسمي أن التراجع عن المشروع يشكل “ضربة قوية لمخطط التوسع العالمي لكرة القدم الإسبانية”، مؤكدة أن اللقاء كان سيتوافق مع القوانين التنظيمية “دون الإضرار بنزاهة المسابقة”.
الرفض لم يقتصر على ريال مدريد، بل تصاعدت المعارضة أيضًا داخل اتحاد اللاعبين الإسبان، بعد أن نظّم اللاعبون احتجاجات في الجولة الماضية من الدوري.
هذا المناخ المتوتر خلق معارضة واسعة لفكرة إقامة مباراة رسمية من الدوري الإسباني في الخارج، رغم أن “فيفا” كان قد منح موافقته المبدئية، في مايو 2024، على إمكانية إقامة مباريات دوريات محلية في بلدان أخرى.
خلفيات التجارب السابقة
فكرة إقامة مباراة في الخارج ليست جديدة، إذ تعود أول محاولة إلى عام 2018، عندما حاولت شركة “ريليفنت” تنظيم لقاء بين جيرونا وبرشلونة في ميامي، لكنه لم يُنفذ بسبب رفض “فيفا” في ذلك الوقت، تلتها محاولتان لمباراتي فياريال – أتلتيكو مدريد (موسم 2019-2020) وبرشلونة – أتلتيكو مدريد (موسم 2023-2024)، دون أن تريا النور.
وكانت رابطة “الليجا” هذه المرة على بعد خطوة واحدة، من تحقيق حلم رئيسها خافيير تيباس، إذ لم تكن تنتظر سوى موافقة اتحاد الكونكاكاف على إقامة المباراة.
الخطة كانت تتضمن فعاليات تجارية وترويجية في ميامي، تمتد لشهر كامل على مساحة تزيد عن 4000 متر مربع، إلا أن المشروع أُجّل إلى أجل غير مسمى، بعد قرار “ريليفنت” الانسحاب، خاصة بعد إعلان “يويفا” بتاريخ 6 أكتوبر أن موافقته على إقامة لقاء فياريال – برشلونة في الولايات المتحدة، وميلان – كومو في أستراليا، كانت “استثنائية”، مؤكدًا أنه سيعمل مستقبلًا على “ضمان الحفاظ على نزاهة المسابقات الوطنية”.
ردود الأفعال في إسبانيا
في بيانها الكامل، قالت رابطة “الليجا”: “بعد محادثات مع الجهة المنظمة للمباراة الرسمية في ميامي، تم إبلاغنا بقرار إلغاء تنظيم الحدث، وتأسف رابطة الليجا بشدة لأن هذا المشروع، الذي كان يمثل فرصة تاريخية لتدويل كرة القدم الإسبانية، لن يتمكن من المضي قدمًا”.
وأضافت: “إن إقامة مباراة رسمية خارج حدودنا، كانت ستشكل خطوة حاسمة في التوسع العالمي لمسابقاتنا، وتعزيز الحضور الدولي للأندية، ومكانة اللاعبين، وعلامة كرة القدم الإسبانية في سوق إستراتيجية مثل الولايات المتحدة”.
وختم البيان بالتأكيد على أن المشروع كان سيحقق عوائد مالية، تتراوح بين 5 و6 ملايين يورو لكل من برشلونة وفياريال، معتبرًا أن رفضه “يقلل من فرص تطوير موارد الكرة الإسبانية مقارنة بالبطولات الكبرى الأخرى”.
في المقابل، سادت حالة من الغضب داخل نادي فياريال تجاه رابطة الدوري، حيث نقلت إذاعة “كادينا كوبي” أن مسؤولي النادي اعتبروا أن “الليجا” أظهرت سوء تنظيم ونقصًا في التخطيط.
وقال مارسيلينو جارسيا تورال، مدرب فياريال، بعد مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا، أمس الثلاثاء: “أرى أنه من غير اللائق أن يصدر بيان الليجا بينما كنا نخوض المباراة”.
كما التقطت الكاميرات رئيس النادي فرناندو رويج غاضبًا، وهو يتحدث عبر هاتفه في نهاية اللقاء، في مشهد عكس حجم الإحباط الذي أصاب إدارة “الغواصات الصفراء” بعد انهيار مشروع ميامي.