أضاف فريق النصر السعودي ضيفه جوا الهندي إلى قائمة ضحاياه القارية، بعدما حقق فوزًا ثمينًا بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأربعاء على ملعب جواهر لال نهرو بمدينة جوا الهندية، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2.
الفوز منح العالمي ثلاث نقاط مهمة في سباق التأهل، وعزز من موقعه في صدارة مجموعته، مؤكدًا جاهزيته للمنافسة على اللقب رغم التدوير الكبير الذي أجراه المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس، والذي أراح خمسة من نجوم الصف الأول.
دخل النصر اللقاء بتشكيلة يغلب عليها الطابع الاحتياطي، إذ قرر جيسوس إراحة الخماسي نواف بوشل، مارسيلو بروزوفيتش، كينجسلي كومان، جواو فيليكس، وساديو ماني، بينما دفع بالحارس البرازيلي بينتو ماتيوس في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي الدفاعي سلطان الغنام، عبد الإله العمري، الإسباني إينيغو مارتينيز، وأيمن يحيى.
وفي خط الوسط، شارك علي الحسن، والبرازيلي أنجيلو جابرييل، وعبد الرحمن الغريب، فيما تكون الخط الأمامي من الثلاثي محمد مران، هارون كمارا، والبرازيلي ويسلي تيكسيرا.
ورغم غياب القائد كريستيانو رونالدو، إلا أن عناصر النصر أظهروا جاهزية فنية عالية وانضباطًا تكتيكيًا مميزًا منذ الدقائق الأولى، ليؤكد الفريق قدرته على تقديم أداء قوي حتى في غياب أبرز نجومه.
انطلاقة سريعة وضغط مكثف
بدأ الشوط الأول بإيقاع مرتفع من جانب الفريق السعودي، الذي فرض سيطرته مبكرًا على مجريات اللعب، معتمداً على التحركات السريعة لأجنحته واستحواذه المنظم في وسط الميدان.
وجاء الهدف الأول للعالمي في الدقيقة العاشرة، بعد سلسلة تمريرات سريعة انتهت عند النجم أنجيلو جابرييل، الذي تسلم الكرة على حدود منطقة الجزاء، وسددها بإتقان على يسار حارس جوا الهندي، معلنًا تقدم النصر بهدف جميل.
استمر الضغط النصراوي بعد الهدف، وسعى الفريق لمضاعفة النتيجة من خلال تحركات أيمن يحيى النشطة في الجبهة اليسرى. ومن إحدى انطلاقاته في الدقيقة 24، مرر كرة عرضية إلى محمد مران الذي سددها برأسه لكنها علت العارضة بقليل.
ولم ينتظر النصر طويلاً حتى أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 27، بعد هجمة بدأها أيمن يحيى الذي مرر كرة بينية إلى هارون كمارا، ليودعها الأخير ببراعة في الشباك، مضيفًا الهدف الثاني للعالمي وسط فرحة كبيرة من زملائه.
رد هندي مباغت
بعد الهدف الثاني، حاول فريق جوا الهندي العودة للمباراة من خلال الهجمات المرتدة السريعة، مستغلاً المساحات خلف مدافعي النصر. ومع الدقيقة 41، نجح أصحاب الأرض في تقليص الفارق بعد مجهود فردي رائع من بريسون فرنانديز، الذي راوغ أحد المدافعين وسدد كرة قوية على يسار الحارس بينتو ماتيوس، لتستقر في الشباك وتعيد الأمل للفريق الهندي قبل نهاية الشوط الأول.
ورغم الهدف، واصل النصر محاولاته الهجومية حتى صافرة الاستراحة، وكاد أن يعزز النتيجة عبر تسديدة قوية من ويسلي مرت بجوار القائم، ثم محاولة أخرى من عبد الإله العمري أخرجها الدفاع الهندي بصعوبة.
شوط ثانٍ أقل إيقاعًا
في الشوط الثاني، انخفض الإيقاع قليلاً من جانب الفريقين، مع أفضلية نسبية للنصر الذي سعى للحفاظ على تقدمه دون المخاطرة الزائدة. حاول جوا الهندي تطبيق مصيدة التسلل لإيقاف الانطلاقات النصراوية، لكن النادي العاصمي واصل هجماته خصوصًا من الجبهة اليمنى النشطة بقيادة سلطان الغنام وعلي الحسن.
وفي الدقيقة 52، تجاوز علي الحسن مدافع جوا، ومرر كرة مثالية إلى هارون كمارا، إلا أن الأخير أضاع فرصة محققة بعد أن سدد الكرة فوق المرمى. بعدها بخمس دقائق فقط، أتيحت فرصة جديدة لمحمد مران بعد تبادل تمريرات جميل، لكن تسديدته جاءت ضعيفة بين يدي الحارس.
الفريق الهندي لم يستسلم، وحاول تهديد مرمى النصر عبر هجمات متقطعة. ومع الدقيقة 67، كاد اللاعب بوريس أن يدرك التعادل بعدما كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس بينتو، لكن الأخير تألق وتصدى للكرة ببراعة، محافظًا على تقدم فريقه.
وبالدقيقة 70، واصل جوا ضغطه الهجومي، حين اخترق لاعبه ديجان منطقة الجزاء، لكن المدافع أحمد يحيى تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعد الكرة إلى ركلة ركنية.
تماسك دفاعي وحسم نصراوي
مع مرور الوقت، بدأ النصر يلجأ إلى التمريرات القصيرة لامتصاص حماس الفريق الهندي، والاعتماد على سرعة أجنحته لخلخلة الدفاع. في المقابل، استمر لاعبو جوا في الاعتماد على الأخطاء الدفاعية للنصر، لكن عبد الإله العمري ورفاقه تعاملوا مع الموقف بهدوء وخبرة.
وفي الدقيقة 84، نفذ الفريق الهندي هجمة خطيرة عبر بريستون الذي راوغ أحد المدافعين وأرسل كرة عرضية داخل المنطقة، إلا أن العمري تدخل في التوقيت المناسب وأنقذ الموقف مجددًا.
وجاءت الدقائق الأخيرة هادئة نسبيًا، حيث تبادل الفريقان السيطرة دون فرص حقيقية على المرميين، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا فوز النصر السعودي 2-1 وحصده ثلاث نقاط غالية خارج الديار.
غياب رونالدو.. حضور النتائج
اللافت أن هذا الانتصار جاء رغم غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لم يشارك في اللقاء، ليواصل الفريق سجله الإيجابي بدونه في المشاركات القارية.
وذكرت صحيفة “الرياضية” السعودية أن النصر خاض حتى الآن ثماني مباريات قارية في غياب رونالدو، منها مباراتان في دوري أبطال آسيا، ومباراتان في دوري أبطال آسيا 2، وثلاث مباريات ضمن النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة، إلى جانب مباراة واحدة أخرى في بطولة خارجية.
وخلال هذه المباريات الثماني، حقق الفريق أربعة انتصارات وتعادل في ثلاث مواجهات، وخسر مباراة وحيدة فقط، ما يعكس التوازن الكبير في الفريق والعمق الفني الذي يتمتع به جيسوس في تشكيلته.
ومع نهاية الجولة الثالثة، يواصل النصر تصدر مجموعته عن جدارة، في انتظار المباريات المقبلة التي قد تحمل له بطاقة التأهل المبكر إلى الأدوار الإقصائية، في طريقٍ يبدو ممهّدًا لفريق يسعى إلى كتابة فصل جديد من تاريخه القاري المشرق.