رسميا.. فليك يغيب عن الكلاسيكو

رسميا.. فليك يغيب عن الكلاسيكو
حجم الخط:

تلقى برشلونة ضربة قوية قبل مواجهة ريال مدريد، إذ أكدت لجنة الانضباط في الاتحاد الإسباني لكرة القدم رسميا إيقاف المدرب الألماني هانز فليك مباراة واحدة، مما يعني غيابه عن الجلوس على مقاعد البدلاء في البرنابيو خلال الكلاسيكو المقرر الأحد المقبل.

ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، رفضت لجنة الانضباط الطعن الذي قدمه برشلونة ضد قرار طرد فليك أمام جيرونا، معتبرة أن النادي الكتالوني “لم يقدم أي عنصر إثبات يمكن أن يُفنّد ما ورد في تقرير الحكم”. وبذلك تم تثبيت العقوبة المفروضة على المدرب الألماني.

وجاء في نص القرار الرسمي للجنة: “يُرفض طلب إلغاء البطاقة الصفراء الثانية موضوع هذا الطعن، ويُقرر الإبقاء على العواقب الانضباطية الناتجة عن طرد السيد هانز ديتر فليك، وتُفرض عليه عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة وفقا للمادة 120 من اللائحة التأديبية للاتحاد الإسباني لكرة القدم، إلى جانب الغرامات المرافقة وفق المادة 52”.

وأوضح القرار أيضا أن النص الوارد في تقرير الحكم يُعتَبر صحيحا وملزما، استنادا إلى المادة 27 من اللائحة التأديبية التي تمنح الأولوية لما يرد في التقرير التحكيمي إلا في حال وجود “خطأ مادي واضح”، وهو ما لم يثبت في هذه الحالة.

وكان فليك قد تعرض للطرد في مباراة برشلونة أمام جيرونا يوم السبت الماضي، بعدما أشهر الحكم خيسوس خيل مانثانو البطاقة الصفراء في وجهه أولا بسبب الاعتراض، ثم أتبَعها بالبطاقة الحمراء عقب احتجاج جديد على قرار احتساب رمية تماس لصالح جيرونا بعد تدخل بين ستواني وكريستنسن.

ويُعد هذا الطرد هو الثاني لفليك منذ توليه تدريب برشلونة، إلا أن الواقعة لم تتوقف عند ذلك، إذ التقطت الكاميرات المدرب الألماني وهو يقوم بحركتين غير لائقتين بيديه في لقطة مثيرة للجدل، خلال احتفاله بطريقة غير معتادة بهدف رونالد أراوخو الثاني، بينما كان يقف بجانب رافينيا في منطقة غير مصرح له بالتواجد فيها.

مسيرة مميزة

وُلد هانز فليك عام 1965 في مدينة هايدلبرج، ويعد أحد أبرز الأسماء التدريبية التي تركت بصمة قوية في كرة القدم الأوروبية خلال العقد الأخير. بدأ فليك مسيرته كلاعب وسط في نادي بايرن ميونخ في الثمانينيات، لكنه لم يحقق شهرة كبيرة داخل المستطيل الأخضر، لينتقل سريعا إلى عالم التدريب بعد اعتزاله المبكر.

بدأ مشواره التدريبي مع نادي هوفنهايم في منتصف التسعينيات، وقاده لتحقيق نتائج جيدة في الدرجات الدنيا، ما لفت الأنظار إلى قدراته التكتيكية. غير أن محطته الأهم جاءت حين عمل مساعدا لمدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف بين عامي 2006 و2014، وهي الفترة التي شهدت تتويج المنتخب بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل.

خلال تلك السنوات، كان فليك العقل المنظم خلف التكتيك الألماني الحديث المبني على الضغط العالي وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم.

بعد فترة ناجحة مع الاتحاد الألماني، عاد فليك إلى الأندية ليتولى تدريب بايرن ميونخ في موسم 2019-2020، خلفا لنيكو كوفاتش، وهناك صنع التاريخ. ففي موسمه الأول، قاد بايرن لتحقيق السداسية التاريخية، إذ فاز بدوري أبطال أوروبا، والدوري والكأس، بالإضافة إلى السوبر المحلي والأوروبي، وكأس العالم للأندية. تحت قيادته، قدّم الفريق أداء هجوميا ساحرا جعل منه أحد أفضل فرق أوروبا على الإطلاق.

في عام 2021 تولى فليك تدريب منتخب ألمانيا، لكنه واجه صعوبات كبيرة في إعادة بناء الفريق بعد تراجع نتائجه، وانتهت مهمته بالإقالة بعد كأس العالم 2022.

وفي صيف 2024، بدأ مرحلة جديدة مع برشلونة الإسباني، ليصبح أول مدرب ألماني يقود الفريق الكتالوني، آملا في إعادة النادي إلى منصات التتويج واستعادة هويته الكروية المميزة. بهذه المسيرة، يظل فليك مثالا للمدرب الذي جمع بين الانضباط الألماني والفكر الحديث في عالم التدريب.

أرقام مقلقة

تُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن رابطة الدوري الإسباني أن برشلونة يعيش تراجعا مقلقا على المستوى البدني، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، في مؤشر يثير القلق داخل أروقة النادي الكتالوني مع انطلاقة موسم 2025-2026.

ووفقا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، التي حصلت على هذه البيانات من رابطة “الليجا”، فإن الأرقام تكشف انخفاضا واضحا في معدلات الركض والجهد لدى لاعبي برشلونة مقارنة بالموسم الماضي، سواء من حيث المسافة الإجمالية المقطوعة في كل مباراة أو عدد الأمتار التي تُقطع بسرعات عالية (أكثر من 21 و24 كيلومترا في الساعة)، وهي أرقام جعلت الفريق أدنى بكثير من متوسط البطولة.

وخلال موسم 2024-2025، كان برشلونة من بين أكثر الفرق نشاطا بدنيا، محتلا المركز الخامس في الترتيب العام بمعدل 117,429 مترا في المباراة، متفوقا على متوسط “الليجا” البالغ 115,572 مترا.

آنذاك، جمع الفريق بين الشدة والسيطرة على الكرة والضغط العالي المستمر، ما جعله منافسا قويا حتى الدقائق الأخيرة من المباريات. فقط سيلتا فيجو، أتلتيكو مدريد، جيرونا، وإسبانيول تفوقوا عليه في هذا الجانب.

لكن بعد عام واحد فقط، تغيّر المشهد بشكل جذري. في الجولات الثماني الأولى من الموسم الحالي، تراجع برشلونة إلى المركز 15 في المسافات المقطوعة، بمعدل 113,444 مترا فقط في المباراة، أي أقل بـ4 كيلومترات تقريبا من أرقامه السابقة، كما أصبح أقل من متوسط البطولة البالغ 115,091 مترا. هذا التراجع يعكس انخفاضا واضحا في الشدة والقدرة على الحفاظ على الجهد طوال المباراة.

فارق شاسع

الفارق مع المنافسين المباشرين أصبح صارخا، حيث إن أتلتيكو مدريد، على سبيل المثال، يتصدر هذا الجانب بمعدل يتجاوز 120 كيلومترا في المباراة، فيما تتخطى فرق مثل إسبانيول، إلتشي، وسيلتا حاجز 117,000 متر.

أما برشلونة، فقد انزلق إلى المنطقة السفلية بجانب أتلتيك بيلباو، إشبيلية، وفالنسيا. المثير أيضا أن ريال مدريد يحتل المركز الأخير للعام الثاني تواليا بمعدل 110,626 مترا، رغم أن أسلوب لعبه العمودي يعوض هذا النقص بدنيا.