ضربة موجعة لجيسوس.. النصر يفقد نجمه 6 أسابيع

ضربة موجعة لجيسوس.. النصر يفقد نجمه 6 أسابيع
حجم الخط:

تلقى البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني لفريق النصر السعودي، ضربة موجعة قبل أيام قليلة من المباراة المرتقبة أمام الفتح ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي للمحترفين، والمقررة مساء السبت المقبل.

فبحسب ما كشفت صحيفة “الرياضية” السعودية، أظهرت الفحوصات الطبية الأولية التي خضع لها سعد الناصر، الظهير الأيسر للفريق، إصابته بتمزق في عضلة الفخذ الأمامية، ما سيبعده عن الملاعب لفترة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع.

اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا شعر بآلام في موضع إصابته القديمة خلال المباراة الودية الأخيرة أمام الدرعية، والتي خسرها النصر بنتيجة 1-2، ليضطر جيسوس إلى استبداله وإشراك اللاعب عواد أمان بدلًا منه.

ومن المنتظر أن يتسلم المدرب البرتغالي التقرير الطبي النهائي لحالة اللاعب قبل انطلاق مران الفريق الجماعي مساء الأربعاء، لتحديد برنامج علاجه وتأهيله.

خسارة مضاعفة قبل اختبار الفتح

غياب سعد الناصر يمثل انتكاسة جديدة لجيسوس الذي كان يعول على اللاعب لتعويض النقص في مركز الظهير الأيسر، خاصة في ظل ضغط المباريات ما بين الدوري المحلي والبطولات القارية. كما أن اللاعب كان قد بدأ في استعادة جاهزيته البدنية بعد غيابه لفترة بسبب إصابة سابقة.

ومنذ انتقاله إلى صفوف النصر قادمًا من التعاون خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لم يحصل الناصر على فرصة كاملة لإظهار إمكانياته. فقد شارك فقط في مباراتين رسميتين: الأولى أمام الخلود في دوري روشن السعودي، ولعب فيها 28 دقيقة فقط، والثانية أمام استقلال دوشنبه الطاجيكي في بطولة دوري أبطال آسيا 2، لكنه خرج مصابًا في الدقيقة 20 من اللقاء، ليبدأ رحلة غياب جديدة عن الملاعب.

يُذكر أن انتقال اللاعب إلى “العالمي” كلف خزينة النادي نحو 40 مليون ريال سعودي، بعقد يمتد حتى صيف 2028، وهو ما جعل الإصابة الحالية مصدر قلق لإدارة النصر التي كانت تراهن على قدراته البدنية والفنية في الجبهة اليسرى.

خسارة النصر الودية أمام الدرعية لم تكن مجرد تعثر عابر، بل أنهت السجل المثالي للفريق منذ بداية الموسم، حيث لم يتعرض لأي هزيمة خلال المباريات الرسمية الأربع الأولى في الدوري.

ويحتفظ النصر بصدارة ترتيب دوري روشن برصيد 12 نقطة من أربع جولات، بعدما حقق فوزًا ثمينًا في “كلاسيكو الجولة الثالثة” على حامل اللقب اتحاد جدة بنتيجة 2-0، لينفرد بالقمة بفارق النقاط.

ورغم الطابع الودي للمباراة أمام الدرعية، إلا أن الهزيمة وما تبعها من إصابة الناصر، مثّلا انتكاسة مزدوجة لجيسوس قبل الدخول في فترة مزدحمة بالمباريات المهمة محليًا وآسيويًا.

أخبار مفرحة من العيادة

في المقابل، حملت الصحيفة ذاتها أنباءً سارة لجماهير النصر، بإعلان اقتراب عودة سامي النجعي، نجم خط الوسط، بعد غياب طويل استمر أكثر من عام كامل بسبب الإصابة بالرباط الصليبي.

وأوضحت “الرياضية” أن اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا بدأ تمارينه الانفرادية بالكرة للمرة الأولى منذ خضوعه للجراحة في الركبة، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو العودة للمشاركة الجماعية مع الفريق خلال الأسابيع القادمة.

وكان النجعي قد تعرض للإصابة في 22 أغسطس/آب 2024 خلال مباراة النصر ضد الرائد التي انتهت بالتعادل (1-1) في الجولة الأولى من الموسم الماضي.

وخضع اللاعب لجراحة ناجحة في برشلونة خلال سبتمبر/أيلول من العام ذاته، وكان من المقرر أن يعود بعد ستة أشهر، إلا أن مرحلة التأهيل امتدت لأكثر من 13 شهرًا نتيجة مضاعفات بسيطة في الركبة.

عودة سامي النجعي تمثل دفعة فنية قوية لجيسوس في منتصف الملعب، نظرًا لتعدد أدواره وقدرته على المساهمة هجوميًا. فقد شارك مع النصر في 112 مباراة رسمية، سجل خلالها 13 هدفًا وقدم 15 تمريرة حاسمة.

وكان سامي النجعي أحد أبرز عناصر الفريق في موسم 2023-2024، إذ شارك في 30 مباراة سجل خلالها هدفين وصنع ثلاثة، قبل أن تتوقف مسيرته بسبب الإصابة.

النجعي يعد أحد أبناء أكاديمية النصر، وتم تصعيده للفريق الأول عام 2019، قبل أن يخوض تجربتين إعارتين ناجحتين مع القادسية وضمك، ليعود بعدها ويثبت مكانه ضمن التشكيلة الأساسية للعالمي.

قائمة المصابين تطول

ورغم اقتراب عودة النجعي، فإن جيسوس لا يزال يواجه قائمة طويلة من الإصابات، تضم لاعبين مؤثرين في الخطوط الخلفية والأمامية.

ويأتي في مقدمة هؤلاء سعد حقوي، الذي يعاني من تمزق في العضلة الخلفية من الدرجة الأولى، تعرض له خلال مشاركته مع منتخب السعودية للشباب في كأس العالم تحت 20 عامًا المقامة حاليًا في تشيلي.

الإصابة حدثت في المباراة الأولى من دور المجموعات أمام كولومبيا التي خسرها “الأخضر” بهدف دون رد، ليغيب اللاعب لاحقًا عن مواجهتي نيجيريا والنرويج، قبل أن يودع المنتخب البطولة مبكرًا.

ومن المرجح أن يستمر غياب حقوي عن النصر حتى مطلع نوفمبر المقبل، مما يعني غيابه عن سلسلة مباريات هامة، تشمل مواجهة الفتح في الدوري، وجوا الهندي في دوري أبطال آسيا 2 يوم 22 أكتوبر، ثم مواجهات الحزم (25 أكتوبر) والاتحاد (28 أكتوبر) في كأس خادم الحرمين الشريفين، وأخيرًا مباراة الفيحاء في الدوري في الأول من نوفمبر.

إلى جانب حقوي، يواصل عبد الملك الجابر برنامج تأهيله بعد إصابة في غضروف الركبة تعرض لها في بداية المعسكر الإعدادي للموسم الحالي، بعد فترة قصيرة من انضمامه قادمًا من الدوري البوسني. الجابر أجرى عملية جراحية ناجحة، ويعمل حاليًا على استعادة جاهزيته الكاملة تمهيدًا للعودة إلى التدريبات الجماعية.

تحديات جيسوس في المرحلة المقبلة

إصابة الناصر وغياب عدد من العناصر الأساسية تضع جيسوس أمام تحدٍ كبير في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن الفريق ينتظره جدول مزدحم بالمباريات خلال أكتوبر ونوفمبر، على المستويين المحلي والقاري.

المدرب البرتغالي، الذي لم يتعرض لأي خسارة رسمية منذ بداية الموسم، سيضطر لإعادة توزيع الأدوار داخل التشكيلة، وربما الاعتماد على بعض اللاعبين الشباب لسد النقص في المراكز المتأثرة بالإصابات، خصوصًا في الأطراف الدفاعية وخط الوسط.

ورغم الظروف الصعبة، لا يزال النصر يقدم أداءً متوازنًا وثابتًا، مدعومًا بتألق نجومه الكبار، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو. ومع اقتراب عودة النجعي وتقدم بعض المصابين في مراحل العلاج، يأمل جيسوس في الحفاظ على استقرار الفريق الفني حتى نهاية العام الجاري.