وجه البرازيلي روجر إيبانيز، مدافع الأهلي، ضربة قوية إلى الفريق في خطوطه الخلفية، عقب تأكد غيابه عن مباراة الشباب في الدوري السعودي.
ويستضيف الأهلي نظيره الشباب، بعد غدٍ الجمعة، على ملعب الإنماء، في الجولة الخامسة من منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين.
إصابة إيبانيز
وقبل 48 ساعة من المباراة، أكدت صحيفة “الرياضية” غياب إيبانيز عن قمة الجولة الخامسة من الدوري السعودي بسبب الإصابة.
وأوضحت الصحيفة أن المدافع البرازيلي لم يشارك في التدريبات الجماعية للفريق الجداوي، منذ عودته من الإجازة، يوم الأحد الماضي، حيث كان يخضع لجلسات علاجية بشكل يومي.
يأتي ذلك في ظل الإصابة التي يعاني منها مدافع روما السابق، والتي تعرض لها خلال التدريبات التي فرضها الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للأهلي، خلال فترة التوقف الدولي الحالية.
ولم يتم الكشف بعد عن المدة التي سيغيب خلالها إيبانيز عن الملاعب بسبب الإصابة، حيث ينتظر المدرب الألماني التقرير الطبي الدقيق للتعرف عليها.
بديل إيبانيز
وسيكون على يايسله تعويض أحد أهم أعمدته الدفاعية في مواجهة الشباب، إذ يعتمد كثيرًا على ثنائي خط الدفاع الأساسي المكوَّن من التركي ميريح ديميرال وروجر إيبانيز، اللذين شكّلا صمام أمان للفريق في البطولات المحلية والقارية.
ويبدو الأقرب لتعويض المدافع البرازيلي هو محمد سليمان بكر الذي كان حاضرًا في قائمة المنتخب السعودي التي نجحت في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، عقب الفوز على إندونيسيا 3-2، والتعادل مع العراق بدون أهداف.
ويعيش محمد سليمان أفضل أوقاته في الفترة الحالية، منذ تصعيده للفريق الأول في الأهلي في صيف 2023، حيث شارك هذا الموسم في 5 مباريات مع الفريق، نجح خلالها في تسجيل أول أهدافه تاريخيًا في دوري أبطال آسيا للنخبة.
كما انضم بكر إلى المنتخب السعودي لأول مرة في يونيو/حزيران الماضي، وشارك معه في مباراتين منذ ذلك الحين، وانضم للقائمة التي تأهلت للمونديال.
غياب مؤثر
وسيكون غياب روجر إيبانيز مؤثرًا للغاية على فريق أهلي جدة، حيث يُعتبر أحد أبرز عناصر النجاح في منظومة الفريق هذا الموسم، إذ أسهم في تتويجه بأولى بطولاته خلال الموسم الجاري، عندما ظفر بكأس السوبر السعودي في هونج كونج على حساب النصر بركلات الترجيح (5-3).
وخاض المدافع البرازيلي هذا الموسم 10 مباريات مع أهلي جدة، بواقع 4 في دوري روشن، واثنتين في دوري أبطال آسيا للنخبة، ومباراتين في كأس السوبر، وواحدة في كأس الملك، وأخرى في كأس القارات، سجل خلالها هدفًا وحيدًا وتلقى 3 بطاقات صفراء.
ويعرف عن إيبانيز أنه “صخرة دفاعية بمواصفات هجومية”، فهو لا يكتفي بواجباته فقط، بل يتقدم في الكرات الثابتة، ويمتاز بقدرة عالية على التسجيل بالرأس والقدم، مع تحكم ممتاز في التمرير تحت الضغط.
ومنذ انضمامه إلى الأهلي قادمًا من روما الإيطالي، خاض إيبانيز 88 مباراة في جميع المسابقات، سجل خلالها 11 هدفًا وصنع 5، وأسهم بوضوح في تتويج الفريق ببطولتي دوري أبطال آسيا للنخبة والسوبر السعودي. كما كان أحد نجوم النهائي أمام النصر حين سجّل هدف التعادل القاتل قبل أن يحسم فريقه اللقب بركلات الترجيح.
Getty Images
مستقبل غامض
ورغم تركيز أهلي جدة على الاستفادة من خدمات مدافعه القوي، فإن مستقبل إيبانيز ظلّ محاطًا بالغموض في الفترة الماضية، في ظل التقارير التي ربطته بالعودة إلى أوروبا.
ويقدم اللاعب مستويات مميزة منذ وصوله إلى جدة جعلته هدفًا للعديد من الأندية، على رأسها نادي فالنسيا الإسباني، الذي أبدى اهتمامًا جديًا بالتعاقد معه.
وأكد الصحفي الإيطالي الموثوق رودي جاليتي عبر حسابه على منصة “إكس”، أن فالنسيا وضع اسم إيبانيز على رأس أولوياته الدفاعية، لما يقدّمه من أداء ثابت وقدرة على اللعب في أكثر من مركز.
ورغم الإغراءات الأوروبية، أبدت إدارة الأهلي تمسكها الكامل ببقاء اللاعب، مؤكدة أن عقده ممتد حتى عام 2027، ولا توجد نية للتفريط به في الوقت الحالي، خاصة وأن النادي يسعى للمنافسة على لقب دوري روشن واستمرار هيبته القارية بعد تتويجه ببطولة آسيا للنخبة.
توأمة منتظرة
وبينما يترقب الشارع الرياضي إصابة إيبانيز، تشهد الأيام التي تسبق مواجهة أهلي جدة والشباب تطورات لافتة خارج الملعب، إذ تعمل إدارتا الناديين على وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق “توأمة رسمية” بين الجانبين، تهدف إلى تهدئة الأجواء الإعلامية وتنظيم التعاون في عدد من الملفات.
ووفقًا لصحيفة “اليوم” السعودية، فإن التواصل جرى بين الأمير عبد الرحمن بن تركي، عضو شرف نادي الشباب، وعدد من أعضاء شرف أهلي جدة، لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، وتتضمن اتفاقًا على التهدئة الإعلامية، وبرامج مشتركة في المسؤولية الاجتماعية، وفعاليات تفاعلية بين جماهير الناديين.
ومن المقرر أن تُعلن تفاصيل هذه التوأمة رسميًا قبل مواجهة الجمعة المرتقبة على ملعب “الإنماء”، في مباراة ينتظر أن تشهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا، كونها واحدة من أكثر المواجهات سخونة في الدوري السعودي.
وسيكون “الكلاسيكو” اختبارًا مزدوجًا للأهلي؛ من ناحية فنية لمعرفة مدى جاهزيته في غياب أو حضور إيبانيز، ومن ناحية معنوية لمدى قدرته على استثمار الأجواء الإيجابية الجديدة مع الشباب في تقديم عرض قوي يؤكد طموحه بالمنافسة على الصدارة.