لماذا تخلى إنزاجي عن قناعاته الفنية مع الهلال؟

لماذا تخلى إنزاجي عن قناعاته الفنية مع الهلال؟
حجم الخط:

ظن أغلب أنصار جماهير الهلال السعودي، أن الإيطالي سيموني إنزاجي المدير الفني للفريق، سيأتي بثورة فنية على الطرق التقليدية التي اعتاد الزعيم الظهور بها مع مختلف المدربين.

ذلك لأن إنزاجي الذي استطاع الإطاحة ببرشلونة خلال الموسم الماضي في أوج تألقه، ليقود إنتر ميلان نحو نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية في آخر 3 سنوات، قد نجح في تقديم نموذج خططي رائع مع النيراتزوي، وأضحى علامة مميزة لأسلوب المدرب.

حاول إنزاجي بالفعل في بدايات عمله مع الهلال وتحديدا في كأس العالم للأندية، إضفاء لمسة فنية، من خلال تغيير الشكل الدفاعي للفريق والاعتماد على ثلاثي دفاعي بدلا من 4 في الخط الخلفي.

الهدف من ذلك تأمين عمق الدفاع لاسيما ضد الأندية التي تعتمد على المرتدات السريعة، بالإضافة إلى منح حرية أكبر للظهيرين لأداء مهام هجومية، خصوصا عندما يمتلك الفريق ظهيرين مثل كانسيلو وهيرنانديز.

لكن الظروف في تلك البطولة وضيق الوقت حال دون أن يتشبث المدرب بهذه الطريقة، لاسيما وأن أغلب لاعبيه لم يتعودوا عليها، ليعود للرباعي الدفاعي.

حصل الهلال على راحة مطولة ولم يشارك في السوبر السعودي، ما يجعل أمام إنزاجي فرصة كافية لتطبيق طريقة الثلاثي الدفاعي، خاصة في معسكر ألمانيا، الذي استقر فيه المدرب الإيطالي بشكل كبير على قوام الفريق للموسم الجديد.

غير أن إنزاجي فاجأ الجميع بمواصلة الاعتماد على طريقة 4-3-3 ، لكنها أضاف بعض اللمسات الفنية بأن تحولت الطريقة إلى 4-1-4-1، بذلك يستفيد من وجود روبن نيفيز في مركز الليبرو المتقدم، بحيث يعود إلى عمق الدفاع حال تقدم الثنائي حسان تمبكتي وكاليدو كوليبالي، مع الاحتفاظ بأدواره في وسط الملعب رفقة كنو/ناصر الدوسري وسيرجي سافيتش.

لكن بدا واضحا ان إنزاجي لا ينوي للعودة إلى فكرة 3 لاعبين فقط في الخط الخلفي، خاصة أنه لا يوجد لاعبين في الخط الخلفي يمكنهم أداء دور الليبرو المتأخر بإجادة تامة لا تسمح بأخطاء، ما جعله يفضل دور روبن نيفيز الدفاعي، والذي أتاح له في الوقت نفسه أفضلية الاعتماد على ناصر الدوسري وسافيتش وسالم الدوسري ومالكوم على أنهم رباعي صناعة الخطورة الهجومية، ومصادر إمداد وتمويل للمهاجم الصريح دراوين نونيز/ماركوس ليوناردو.

إنزاجي كان أمام خيارين إما تطبيق طريقة إنتر ميلان وتحمل العواقب في بداية الموسم، خاصة أن الانتقادات ستطاله حال حقق نتائج سلبية، أو أن يواصل الاعتماد على الخطة التي يجيدها الهلال دفاعيا، حتى وإن لم تخلُ من أخطاء تتسبب في أهداف، حتى يحصل على 100% من جهد كل لاعب دون أعذار، وهذا ما فعله الإيطالي.