تحدث الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب منتخب البرازيل، عن تغييره لمركز الفرنسي كيليان مبابي، في صفوف ريال مدريد.
وقال المدرب الإيطالي، في حوار أجراه مع مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية: “تحدثت مع مبابي لتوظيفه في مركز رأس الحربة (9). بالنسبة لي مبابي مهاجم صريح، ومن خلال هذا الدور يعبّر بأفضل شكل عن إمكانياته”.
وتابع: “إنه سريع، فني، ماهر، وقادر على تقديم عمل مذهل في مساحات ضيقة، ولهذا يجب أن يكون قريبا من المرمى”.
وأضاف: “في الأطراف سيحتفظ مبابي بنفس القدرات طبعا، لكنه سيسجل أقل. كثافة اللعب ازدادت في السنوات الأخيرة، والمجهود البدني المطلوب من لاعبي الأجنحة أكبر بكثير مما كان عليه من قبل، ولهذا فإن الأفضل لمبابي أن يتواجد في المقدمة”.
وعن عدم حب مبابي للدفاع، أوضح: “الأمر لا يتعلق بأنه لا يحب الدفاع، هو لاعب يُطلب منه قبل كل شيء أن يسجل الأهداف”.
وحول إقناع الإدارة بأن الفريق ليس مجرد نجوم، رد أنشيلوتي: “أعتقد أن صفقة مبابي كانت شيئا رائعا. بعد رحيل كريم بنزيما عام 2023، تعاقد ريال مدريد مع خوسيلو، الذي كان جيدا عندما شارك. لكن مثل ريال مدريد يحتاج إلى مهاجم صريح بحجم مبابي، كما كان بنزيما، وكما كان إيميليو بوتراجينيو. مهاجم من طراز ريال مدريد”.
وأكمل: “لكن في بداية الموسم الماضي، لم يكن أحد يتصور أننا سنفتقد لفترات طويلة لاعبين مهمين مثل داني كارفاخال. يمكنك تعويضه فنيا، نعم، لكن ما يمثله داخل غرفة الملابس لا يمكن تعويضه”.
مشاكل باريس
وبخصوص تجربته مع باريس سان جيرمان، أكد: “لا، لم تكن مريرة. ربما ظهرت بعض المشاكل في وقتها، لكنني ما زلت أتمتع بعلاقة جيدة جدا مع ناصر الخليفي. كنت سعيدا للغاية بتتويج باريس سان جيرمان بدوري الأبطال أخيرا، لقد استحق ذلك، ولعب كرة قدم عالية المستوى: فنيا، بدنيا، وتنظيميا. ما زلت أحتفظ بذكريات طيبة عن عام ونصف قضيته في باريس. تحدثت عن ذلك مؤخرا مع ماركينيوس”.
أما عن خروجه من النادي الباريسي، فقال: “أنا من أردت الرحيل. باريس لم يرغب في إقالتي، بل إن الخليفي أراد تجديد عقدي. صحيح أن موقف النادي بعد الخسارة أمام نيس في ديسمبر لم يكن جيدا (حين وجه لي إنذارا قبل مواجهة بورتو في دوري الأبطال)، لكن لو أردت البقاء كنت سأفعل”.
وعن الدوري الفرنسي، علق أنشيلوتي: “إنها بطولة تحتاج للمزيد من التنافسية. يجب أن تتطور أندية مثل مارسيليا، ليون، ونيس من أجل تقديم منافسة أقوى”.
وفيما يخص زيادة عدد المباريات، أوضح المدرب الإيطالي: “الكثير من الأضرار على اللاعبين. الكثير من الإصابات. وجودة المباريات تصبح أسوأ”.
أضرار هائلة
وبشأن موقفه من تنظيم مونديال الأندية بنظامه الجديد، قال أنشيلوتي: “لقد خلّف أضرارا هائلة للاعبين. الفكرة من البطولة جيدة، لكن يجب وضعها في جدول لا يشبه هذا الجدول الحالي”.
واستطرد: “المشكلة أن الفيفا يريد المزيد من المباريات، واليويفا يريد دوري أبطال فيه مباريات أكثر، ومعظم الدوريات لا ترغب في تقليص عدد فرقها من 20 إلى 18، بل إن بعض الاتحادات تريد مباريات إضافية”.
وحول ما إذا كان تراجع دور المنتخبات أصبح واقعا، أجاب: “نعم، بسبب كثرة البطولات فقدت المنتخبات شيئا من أهميتها. لكن كأس العالم لا! هي البطولة الوحيدة التي يشاهدها العالم كله”.
وعن مفهوم “الأسلوب” في التدريب، أوضح أنشيلوتي: “الأسلوب لا يعتمد عليك، بل على اللاعبين الذين تملكهم. جوارديولا فرض أسلوبه بوجود تشافي، إنييستا، بوسكيتس، وميسي. أعتقد أن كلوب أيضا فرض أسلوبه القائم على الكثافة والضغط، لأنه كان يملك لاعبين بهذه الخصائص. على العكس، لم يكن جوارديولا ليتمكن من فرض أسلوبه مع لاعبي كلوب، وكلوب لم يكن لينجح في الضغط العالي مع تشافي، بوسكيتس، إنييستا وميسي”.
وعن هدوئه الشهير، أجاب: “هذا ليس أسلوبا تكتيكيا. الميزة التي أظن أنني أملكها هي إدارة الأشخاص. ليس اللاعبين فقط، بل الأشخاص”.