ماذا فعل مبابي بعد فوز باريس بدوري الأبطال؟.. والدته تجيب

ماذا فعل مبابي بعد فوز باريس بدوري الأبطال؟.. والدته تجيب
حجم الخط:

تحدثت فايزة العماري، والدة كيليان مبابي نجم ريال مدريد، عن الضغوط التي عاشتها بسبب لعب نجلها في أعلى مستوى بكرة القدم.

وقالت العماري، في حوار أجرته مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية: “لم أكن مستعدة لذلك، كنت خائفة للغاية، ولم أكن بخير. منذ أول مباراة له في دوري أبطال أوروبا كأساسي مع موناكو أمام مانشستر سيتي (دور الـ16، الذهاب، 21 فبراير 2017)”.

وأضاف: “لقد زاد وزني 22 كيلوجرامًا بسبب التوتر بين تلك المباراة وانتقاله إلى باريس سان جيرمان بعد ستة أشهر. الآن تعلمت كيف أتعامل مع هذه الحياة. لقد اشتريت هدوئي، ولدي مكاني الخاص لأعيد شحن طاقتي عندما لا تسير الأمور على ما يرام”.

وكشفت والدة مبابي أنها خشيت في بعض اللحظات من أن يقع ابنها في الغرور، قائلة: “نعم، كنت خائفة. بالطبع كانت هناك لحظات ظهر فيها متعجرفًا. لكن دورك أن تعيده إلى الأرض”.

وتابعت: “خذ مثلاً المؤتمر الصحفي مع فرنسا قبل عام، حين رد على الانتقادات حول أسلوب لعب المنتخب قائلاً: ’لا يهمني ما يعتقده الناس‘. عندما رأيت الضجة بعد استيقاظي من قيلولة، كانت ردة فعلي الأولى أن أعاتبه على عدم التزام الصمت… لكني تمالكت نفسي. في تلك اللحظة لم يكن بخير، وله الحق أن يقول ذلك. لم يفعل ذلك من قبل. من حقه أن يشعر بالضيق وأن يظهر أنه إنسان، لكن يتم تفسير ذلك بشكل خاطئ”.

وأضافت: “منذ صغره، يطلبون رأي مبابي في كل شيء… وعندما يقولون إنه ارتكب أخطاء في التواصل، يجب أن ندرك أنه ليس حاصلًا على ماجستير في إدارة الأزمات. استمعوا إليه، لم يستخدم يومًا خطابًا فارغًا، فقط الناس يظنون أنه يحسب كل كلمة”.

وأشارت: “كيليان تربى مع أجداده الكاميرونيين الذين يتقنون الفرنسية بطلاقة. والده ويلفريد يقول إن جده كان بإمكانه الفوز بمسابقات الخطابة. كما نشأ في بيئة مليئة بالبالغين، بين 11 عمًّا وخالة، وسط جو مثقف، مع أختي المعلمة ووالدين يعملان في الرياضة. امزج ذلك مع عقله المختلف، وستحصل على ما تراه على الشاشة. في سن الخامسة، كان يحفظ كامل أغاني أزنافور عن ظهر قلب… هذا ليس أمرًا عاديًا (ضاحكة). الآن يميل أكثر إلى الاستماع لتيكولا”.

وواصلت: “بعد فوز باريس سان جيرمان بدوري الأبطال، اتصل كيليان بعثمان ديمبلي وكان سعيدًا… لأن قصته مع باريس كانت قد انتهت في صيف 2024. قبلها بعام، عندما طلب منه النادي العودة سريعًا للتدريبات، قال لي: ’لا، لن أعود، لا أستطيع اللعب‘. قلت له: ’كيليان، ستفكر كثيرًا‘. كنت أعلم أنه لو أخذ إجازة، فسيخسره باريس لستة أشهر. هو بحاجة للعب كي يكون سعيدًا”.

وأكملت: “كل ما يتعلق بالالتزامات والعواقب خارج الملعب، يتمنى تجنبه. حتى في استعراض الشوارع بعد التتويج بكأس العالم 2018، سألني إن كان حضور العرض إلزاميًا. حين تراه تعتقد أنه يحب الأضواء، لكنه عندما يستطيع تجنبها، يفعل ذلك”.

وحول رغبة بعض العائلات في تقليد “مشروع مبابي”، قالت: “هذا يحزنني. أريد أن أوضح ما كان عليه المشروع بالفعل: الحب، اللعب، المتعة. مطلبنا الوحيد أن تتوافر الوسائل لتحقيق طموحاته. مثل والد طفل يقرر دخول مدرسة إعداد لأنه يحلم بأن يكون مهندسًا”.

وأكملت: “الآباء ضحايا هذا النظام. كيف نلوم أبًا يقبل 100 ألف يورو بينما عائلته بالكاد تعيش حتى نهاية الشهر؟ علينا أن نجلس ونحمي أبناءنا، لأن فرنسا تملك بالفعل منجم مواهب حقيقي. في مراكز التكوين، أتمنى أن يتم تعليم الأطفال ليكونوا رجالاً، لا مجرد لاعبي كرة قدم. من هنا جاءت فكرة شراء نادي كان”.

وأردفت: “لقد خدعنا في موضوع الدراسة. في الصف الثاني الثانوي كان في موناكو. قلت له: ’ادرس البكالوريا الأدبية‘. كان بإمكانه اختيار العلمي أو الاقتصادي الاجتماعي أيضًا. كان يقرأ كثيرًا، أكثر من الآن: قصصًا مصورة، روايات، وسيرًا ذاتية لشخصيات بارزة… وعندما ذهب إلى موناكو مع كتبه، سخروا منه، فتوقف عن القراءة”.

وتابعت: “في الصف الثاني، عند التخطيط لتخصصه، سأل معلمته: ’ما هو البكالوريا الذي لا يحتاج لفتح كتب أو دفاتر؟‘ ثم أضاف: ’لأن والديّ يريدان مني الحصول على البكالوريا، لكني أعلم أنني سأصبح لاعب كرة، لذا أخبريني أيهما أختار‘”.

وعن حضورها المباريات، أوضحت: “أتابعهم عبر التلفاز، لم أعد أتحمل الاستادات. قضيت حياتي في كرة القدم. هذا العام، كنت أشاهد إيثان على الشاشة الكبيرة وكيليان على الآيباد. أتابع الاثنين، لكن لا أذهب. وإلا ستصبح حياتي في المدرجات. وأنت لا ترى المباراة بنفس الطريقة، كل ما تفكر فيه أن يلعبوا جيدًا، وإلا سيدمروننا. بين شخص يراهن بـ200 يورو ولاعب سابق يريد لفت الأنظار كمحلل إذاعي، الأمر مرهق. يؤثر عليّ، لأنني أكره الظلم”.

واستطردت: “عندما تكون أمًا لـ (مبابي)، لا تعيشين مثل الآخرين. كل يومين أو ثلاثة، هناك خبر جديد. قد تنتقلين من خبر سار إلى آخر صادم، كما حدث في السويد (حين ورد اسم كيليان مبابي في الصحافة السويدية ضمن تحقيق حول اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في أكتوبر 2024، وهي قضية تم حفظها لاحقًا)”.

وحول الاعتداء في السويد العام الماضي، قالت العماري: “كانت هناك بالفعل إنذاران سابقان مبنيان على شائعات كاذبة ترك البعض المجال لانتشارها. كنا نعلم أن ليس كل من يحيط بـ كيليان إيجابياً. ما كان استثنائياً في هذه الواقعة هو أنه لم يتم استدعاؤه قط من قبل القضاء السويدي أو الفرنسي”.

وأتمت: “فوجئت بأن الصحافة الفرنسية بأكملها أرسلت مراسلين إلى هناك… لو أن كيليان ارتكب شيئًا سيئًا في السويد، لكنتُ أنا شخصيًا من أخذته إلى مركز الشرطة. كإمرأة، كان ذلك سيعني أنني فشلت في تربيته، وأبنائي يعرفون أنني في هذا الموضوع تحديدًا لن أكون إلى جانبهم”.