كان الدوري التركي يُنظر إليه في السابق، على أنه وجهة للنجوم المتقدمين في السن، لكنه الآن يظهر كلاعب جاد في سوق الانتقالات، بل يزاحم الدوريات الأوروبية الكبرى والسعودية، التي أصبحت قوة مالية كروية في السنوات الأخيرة.
وتسمح المبالغ التي تعرض من قبل أندية إسطنبول “الكبرى الثلاثة” جالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش، لها بجذب نجوم عالميين مثل فيكتور أوسيمين، ليروي ساني وجون دوران.
ووافق جالطة سراي، بطل الدوري التركي، الذي كان أوسيمين يلعب لديه على سبيل الإعارة الموسم الماضي، على دفع مبلغ 75 مليون يورو إلى نابولي، للتعاقد معه بشكل دائم، وهذا لا يجعله أغلى صفقة في تاريخ الكرة التركية فحسب، بل يضعه أيضًا في المركز الرابع بين أغلى صفقات الانتقالات على مستوى العالم في فترة الانتقالات الحالية.
ومن المقرر أن يدفع جالطة سراي لأوسيمين، راتبًا صافيًا سنويًا قدره 21 مليون يورو، بينما سيحصل ليروي ساني، الذي انضم مؤخرًا من بايرن ميونخ، على 12 مليون يورو سنويًا.
أما المهاجم الجديد لفنربخشة، جون دوران، الذي انضم على سبيل الإعارة من النصر السعودي، فسيحصل على راتب سنوي يقترب من 20 مليون يورو، ويُقال إن زميله السابق في النصر، أندرسون تاليسكا، الذي انضم إلى فنربخشة في الشتاء الماضي، يتقاضى 15 مليونا سنويًا.
Getty Images
وأنفق جالطة سراي، نحو 148 مليون يورو هذا الصيف، وضم أسماء بارزة من فيكتور أوسيمين مقابل 75 مليون يورو، وويلفريد سينجو من موناكو مقابل 30 مليون يورو وليروي ساني وإلكاي جوندوجان في صفقة انتقال حر.
بدوره، كان فنربخشة، ثاني أكثر الأندية التركية إنفاقًا، بدفع 87 مليون يورو، وكانت الصفقة الأعلى أكتوركوغلو من بنفيكا مقابل 22.5 مليون يورو.
وضم فنربخشة أيضًا، أسماء بارزة أخرى، مثل ماركو أسينسيو من باريس سان جيرمان (7.5 مليون يورو) وإيدرسون من مانشستر سيتي (11 مليون يورو) ونيلسون سيميدو من وولفرهامبتون.
كما أنفق بشكتاش، نحو 38 مليون يورو هذا الصيف، مقابل 29.7 مليون يورو لطرابزون سبور.
وبلغت قيمة صفقات الأندية التركية هذا الموسم 332.17 مليون يورو مقابل 221.6 مليون يورو خلال الموسم الماضي، و177.9 مليون يورو في موسم (2023-2024) وهو ما يظهر حجم زيادة نفقات الأندية التركية على الصفقات.
وتنفق أندية جالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش بسخاء على صفقات قياسية، على الرغم من تحملها أعباء ديون كبيرة.
ويُعتقد أن الدين الإجمالي للرباعي جالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش وطرابزون سبور، يتجاوز مليار يورو، حيث أن إيراداتهم منذ فترة طويلة، لا تكفي لتغطية نفقاتهم.
وفي السنوات الأخيرة، تلقت أندية جالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش، دعمًا حكوميًا كبيرًا في جهودها لزيادة إيراداتها.
وبدعم من موافقة هيئة أسواق رأس المال التركية، التي تعمل تحت إشراف وزارة الخزانة والمالية، أصدرت أندية جالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش، مجموعة أسهم، لجمع رأس المال من المستثمرين، وفي الوقت نفسه، تمت إعادة هيكلة ديونها من خلال اتفاقيات قروض مع بنوك عامة.
وأدى ذلك إلى مواصلة الأندية التركية، الإنفاق ببذخ، ومع بقاء نافذة الانتقالات في الدوري التركي مفتوحة حتى 12 سبتمبر/أيلول، قد لا تكون الصفقات قد انتهت بعد.
ومن المعروف أن جالطة سراي وفنربخشة يرغبان في التعاقد مع أديمولا لوكمان نجم أتالانتا، وبالنسبة للطرفين، فإن تعاقداتهما في الخريف كانت مقيدة جزئيًا بالحاجة إلى تقديم قوائم اللاعبين للمسابقات الأوروبية بحلول 2 سبتمبر/أيلول.
لكن بشكتاش، الذي خرج من التصفيات المؤهلة لدوري المؤتمر الأوروبي، لديه الحرية في التعاقد مع أي لاعب متاح في السوق.
Getty Images
وكان بشكتاش، مستعدًا لمضاعفة راتب رييس نيلسون، في محاولة فاشلة لجلب جناح آرسنال إلى إسطنبول، ودعا سيرجين يالتشين، الذي حل محل سولسكاير، إلى إبرام 3 أو 4 تعاقدات جديدة، بعد الهزيمة أمام ألانيا سبور، وهذا يعد التزامًا كبيرًا في نادٍ ضم بالفعل أوركون كوكجو، تامي أبراهام وويلفريد نديدي.
وتسعى الأندية التركية من خلال هذا الإنفاق الضخم، للمنافسة بقوة على الألقاب الأوروبية، فجالطة سراي لا يملك في سجله، سوى لقب كأس الاتحاد الأوروبي موسم (1999-2000) والسوبر الأوروبي في نفس العام، وهو النادي التركي الوحيد الذي توج بألقاب أوروبية.
وكانت أفضل مشاركات جالطة سراي في العصر الحديث لدوري الأبطال، الوصول إلى ربع النهائي موسم (2000-2001) و(2012-2013)، ويأمل بصفقات هذا الموسم في الذهاب بعيدًا بالتشامبيونزليج.
بدوره، لم يذهب فنربخشة، المشارك في الدوري الأوروبي هذا الموسم، لأبعد من ربع نهائي دوري الأبطال في 2008، ونصف نهائي الدوري الأوروبي 2013، مقابل اكتفاء بشكتاش بربع نهائي الدوري الأوروبي 2017 وكأس الاتحاد الأوروبي 2003.
