يدخل ليفربول منافسات الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز بثوب مختلف وطموحات مضاعفة، بعدما توج في الموسم الماضي بلقب البريميرليج للمرة العشرين في تاريخه، معادلا الرقم القياسي لمانشستر يونايتد، وبفارق مريح عن أقرب ملاحقيه.
الفريق الذي يقوده المدرب الهولندي آرني سلوت، في موسمه الثاني على رأس الجهاز الفني، يبدو في وضع مثالي للحفاظ على لقبه المحلي، مع عينه على هدف أوروبي كبير يتمثل في حصد دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة.
لكن الصورة المشرقة على الورق لا تخلو من الغيوم، إذ يظل التأثير النفسي الكبير لرحيل النجم البرتغالي ديوجو جوتا في حادث مأساوي خلال الصيف مجهول الأثر على المجموعة.
تعزيزات نوعية
على صعيد التشكيل، عزز ليفربول صفوفه بقوة في فترة الانتقالات، في صفقة إنفاق قاربت 300 مليون جنيه إسترليني، شملت تدعيم مركزي الظهيرين بسرعة ومهارة عبر ضم ميلوش كيركيز وجيريمي فريمبونج.
كذلك، خطف النادي توقيع المهاجم الشاب هوجو إكيتيكي من أنياب نيوكاسل بعد تألقه مع آينتراخت فرانكفورت، كما أبرم صفقة قياسية تاريخية بضم الألماني فلوريان فيرتز، في خطوة عكست طموحاً واضحا لرفع الجودة الإبداعية في الثلث الهجومي وتعويض رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد.
سلوت يرى أن فيرتز سيمنح الفريق “أسلحة إضافية” في صناعة اللعب وتحويل السيطرة على الكرة إلى انتصارات أكثر حسما.
اللاعب القادم من باير ليفركوزن أظهر لمحات فنية رائعة في المباريات الودية، بفضل تمريراته الدقيقة وحسه العالي في إيجاد المساحات، لكن سيظل النجم المصري محمد صلاح السلاح الهجومي الأبرز، خصوصا في ظل سعيه للحصول على جائزة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الخامسة في تاريخه، ابتداء من الموقعة الافتتاحية أمام بورنموث.
موهبة صاعدة
المفاجأة السارة الأخرى جاءت من الجناح الأيسر الشاب ريو نجوموها (16 عاماً)، الذي لفت الأنظار في مباراة ودية أمام يوكوهاما إف مارينوس، في اليوم نفسه الذي أكمل فيه الكولومبي لويس دياز انتقاله إلى بايرن ميونخ مقابل 65.5 مليون جنيه إسترليني.
الشاب، القادم من أكاديمية تشيلسي، واصل التألق أمام أتلتيك بيلباو، مؤكداً أن طريقه نحو الفريق الأول بات مفتوحا، وسيوقع عقده الاحترافي الأول عند بلوغه سن 17 في أواخر الشهر الحالي.
تحديات في الدفاع
رغم التنوع الكبير في الخيارات الهجومية، يظل مركز قلب الدفاع من أبرز النقاط التي تحتاج للمتابعة، حيث يعتمد ليفربول بشكل كبير على الثنائي فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي، اللذين قدما موسما استثنائيا العام الماضي. أي غياب مؤثر لأحدهما قد يضع خطط سلوت تحت ضغط، خاصة في ظل عدم التعاقد مع بديل رفيع المستوى حتى الآن.
إلى ذلك، شهد الموسم الماضي استخدام سلوت لسياسة تدوير محدودة في الدوري، وهو ما أثمر عن ثبات الأداء وتحقيق اللقب قبل أربع جولات، لكنه اعترف لاحقاً بأن الإرهاق ضرب الفريق بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار، وكان سببا في خسارة نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل. لذلك، يتوقع أن يعتمد المدرب الهولندي هذا الموسم على تدوير أكبر للحفاظ على طاقة لاعبيه حتى المراحل الحاسمة.
رحيل ألكسندر-أرنولد إلى ريال مدريد بصفقة بلغت 10 ملايين يورو مع حوافز، فتح الباب أمام الشاب كونور برادلي (22 عاماً) ليكون الخيار الأول في الجهة اليمنى، بعد أن خاض 57 مباراة مع الفريق. غير أن وصول فريمبونج مقابل 29.5 مليون جنيه إسترليني يجعل المنافسة على هذا المركز مشتعلة، ويضع برادلي أمام اختبار إثبات الذات.
الطموحات والسيناريوهات
ليفربول يدخل الموسم الجديد محملا بطموحات الحفاظ على لقب البريميرليج وحصد لقب أوروبي كبير، مع توقعات بأن يظل منافسا شرساً حتى المراحل الأخيرة.
وجود عناصر هجومية متنوعة، وعمق أكبر في التشكيلة، يجعل الفريق مرشحا بقوة، لكن التحدي الأكبر سيكون في التعامل مع الجانب العاطفي بعد صيف الأحزان، وفي تجاوز أي أزمات إصابات قد تضرب مراكز حساسة، خصوصا في الناحية الهجومية، إذا لم يتمكن النادي من إبرام صفقة مع نيوكاسل لضم المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك.