يشهد مركز قلب الدفاع في ريال مدريد حالة من الغموض مع اقتراب انطلاق موسم 2025-2026، وسط ترقب لقدرة البرازيلي إيدير ميليتاو على استعادة مستواه المعهود، بعد موسمين عانى خلالهما من إصابتين خطيرتين في الركبة.
ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن الهزيمة الثقيلة التي تلقاها فريق تشابي ألونسو أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، حملت بين طياتها نقطة إيجابية نادرة، وهي عودة ميليتاو إلى الملاعب.
ورغم مشاركته لبضع دقائق فقط، إلا أن أداءه بدا خاليًا من التردد أو آثار الإصابة.
جاءت هذه العودة في التاسع من تموز/يوليو، بعد أن تعرض في تشرين الثانى/نوفمبر الماضي لتمزق في الرباط الصليبي للركبة اليمنى أمام أوساسونا.
موسم الإصابات المتكررة
وخاض ميليتاو 18 مباراة في الموسم الذي كان يفترض أن يكون موسم عودته، بعدما لعب 13 مباراة فقط في الموسم السابق. وخلال فترة الإعداد الحالية، شارك أمام ليجانيس وسجل هدفًا، ما عزز من المؤشرات الإيجابية حول جاهزيته.
وفي موسم 2023-2024، غاب ميليتاو منذ 12 آب/أغسطس وحتى 31 آذار/مارس، قبل أن يعود أمام أتلتيك بلباو بعد إصابة مماثلة في الرباط الصليبي للركبة اليسرى تعرض لها في الجولة الافتتاحية على ملعب سان ماميس. وأنهى الموسم بالمشاركة في الدقائق الأخيرة من نهائي دوري أبطال أوروبا في باريس.
مقارنة الأرقام والورقة الرابحة
على مدار الموسمين الأخيرين، اكتفى ميليتاو بخوض 31 مباراة، مقارنة بـ101 مباراة في الموسمين السابقين، حين كان أحد أعمدة دفاع كارلو أنشيلوتي بجانب ديفيد ألابا أو أنطونيو روديجر.
وكان قد برز مع أنشيلوتي بعد فترة من الشكوك تحت قيادة زين الدين زيدان، حيث شارك وقتها في 41 مباراة فقط خلال موسمين.
ويُعتبر ميليتاو ركيزة أساسية في خطط تشابي ألونسو، خاصة مع اعتماده على طريقة لعب بثلاثة مدافعين وظهيرين متقدمين، ما يتطلب استقرارًا في الخط الخلفي إلى جانب الشاب دين هويسن (20 عامًا)، في وقت تحيط فيه الشكوك بروديجر وألابا وأسينسيو.
معضلات الدفاع في مدريد
لم يقدم روديجر الموسم الماضي المستوى المميز الذي ظهر به في موسم 2023-2024، إذ تراجع أداؤه بفعل الإرهاق والمشاكل البدنية، قبل أن يخضع لجراحة أبعدته عن أفضل حالاته.
ومع اقترابه من عامه الـ33، بدأت العروض السعودية تلوح في الأفق، كما سيغيب عن بداية الليجا بسبب الإيقاف على خلفية أحداث نهائي الكأس.
أما ألابا، فقد تعرض في كانون الأول/ديسمبر 2023 لإصابة معقدة في الركبة اليسرى شملت مشاكل في الغضروف والرباط الصليبي، ليكتفي بخوض 7 مباريات فقط منذ ذلك الحين، كان آخرها أمام خيتافي في نيسان/أبريل الماضي.
وبالنسبة لراوول أسينسيو، فقد عاد من مونديال الأندية بمستوى ضعيف وأخطاء أثارت قلق الجهاز الفني، قبل أن يدخل في أزمة قانونية تتعلق باتهامه بمشاركة تسجيل جنسي غير مصرح به لقاصر.
كل هذه المعطيات تجعل من دين هويسن خيارًا آمنًا، وتجعل من جاهزية ميليتاو ضرورة قصوى لضمان صلابة خط الدفاع في مشروع ريال مدريد تحت قيادة تشابي ألونسو.
