لحظة فارقة.. هل ينجح هويلوند في الاختبار الصعب؟

لحظة فارقة.. هل ينجح هويلوند في الاختبار الصعب؟
حجم الخط:

في الوقت الذي يستعد فيه مانشستر يونايتد لخوض موسم جديد حافل بالتحديات، يجد المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند نفسه في قلب معركة حقيقية لإثبات مكانته كمهاجم صريح يقود الخط الأمامي للفريق.

مباراة الفريق الودية أمام وست هام في ملعب “ميتلايف” بالولايات المتحدة، رغم كونها جزءًا من سلسلة تحضيرية، إلا أنها تمثل محطة حاسمة في مستقبل اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا، والذي جاء إلى أولد ترافورد بصفقة بلغت 72 مليون جنيه إسترليني من أتالانتا في صيف 2023.

ورغم أن المباراة لن تقارن بأهمية نهائي كأس العالم الذي سيقام على نفس الملعب العام المقبل، فإنها بالنسبة لهويلوند قد تحدد ما إذا كان المدرب روبن أموريم سيبقي على ثقته فيه كمهاجم أساسي للفريق. الجمهور المتوقع حضوره والذي يقترب من 50 ألف متفرج سيشكل خلفية مثالية لاختبار شخصية اللاعب وقدرته على تحمل الضغوط.

ضغط النتائج والأرقام

يأتي هذا التحدي في ظل موسم كارثي أنهى فيه مانشستر يونايتد الدوري الإنجليزي في المركز الخامس عشر، وهو أسوأ ترتيب منذ هبوط الفريق عام 1974. ومع تسجيل 44 هدفا فقط طوال الموسم، كان واضحا أن المشكلة الهجومية هي محور الإصلاح. هنا يظهر الدور المحوري لهويلوند، حيث يعتمد أموريم على تحوله إلى هداف صريح يعيد للفريق بريقه في الثلث الأخير من الملعب.

ورغم عمله الدؤوب في المباريات، فإن أرقام هويلوند ما زالت محل جدل: 26 هدفا في 95 مباراة رسمية بقميص اليونايتد خلال موسمين، بمعدل هدف كل أربع مباريات تقريبا.

ورغم أن هذه الأرقام تتضمن فترات تألق قصيرة، مثل تسجيله خمسة أهداف في أربع مباريات الموسم الماضي، فإن استثناء هذه الفترات يكشف معدلًا أقل بكثير، وهو ما يضعه تحت مجهر النقد.

ضغط مضاعف

أنفق يونايتد أكثر من 120 مليون جنيه إسترليني هذا الصيف على صفقات هجومية، لكنه لا يزال يفتقر إلى “المهاجم رقم 9” الذي يطالب به كثيرون.

فشل النادي في التعاقد مع ليام ديلاب بعد انتقاله إلى تشيلسي، واختار فيكتور جيوكيريس الانضمام إلى آرسنال، جعلا الأضواء تسلط أكثر على هويلوند باعتباره الخيار القائم.

أسماء أخرى مثل نيكولاس جاكسون، أولي واتكينز، وراندال كولو مواني طُرحت في السوق، لكن محدودية الميزانية جعلت النادي مترددا في التحرك.

هذا الوضع يعزز أهمية أن يثبت هويلوند نفسه الآن. إذا تمكن من استغلال فترة الإعداد الحالية وتسجيل الأهداف أمام وست هام، بورنموث، وإيفرتون، قد يجبر الإدارة على إعادة التفكير في التعاقد مع مهاجم جديد ويعزز مكانته كرأس حربة أساسي.

ثقة أموريم وإشارات إيجابية

رغم الضغوط، يبدو أن أموريم لم يفقد الثقة في هويلوند. المدرب البرتغالي ألمح في تصريحاته إلى أن اللاعب ما زال جزءا أساسيا من خططه، مشيرا إلى إمكانية استفادة الفريق من قدراته في استغلال المساحات إلى جانب اللاعبين الجدد ماتيوس كونيا وبريان مبيومو. كما أشار إلى دور برونو فيرنانديز كلاعب وسط متقدم يمد الخط الأمامي بالكرات الحاسمة، في إشارة إلى أن النظام التكتيكي قد يُبنى لزيادة فرص هويلوند أمام المرمى.

الموسم الجديد بالنسبة لهويلوند ليس مجرد فرصة، بل هو معركة حقيقية بين الشكوك والإمكانات. عليه أن يحول العمل الجاد إلى أرقام، وأن يثبت أنه ليس مجرد مشروع لاعب للمستقبل، بل مهاجم قادر على قيادة مانشستر يونايتد في الحاضر. نجاحه سيعني الكثير، بل سيكون رسالة بأن الفريق لا يحتاج إلى البحث عن رقم 9 جديد، وأن الحل قد يكون موجودًا بالفعل في أولد ترافورد.